طلب وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا الخميس دراسة مدونة سلوك كبار ضباط الجيش وتدريبهم في هذا المجال، اثر فضائح هزت اعلى هرم القيادة العسكرية الاميركية وهددت ب "الاضرار" بمهمته. واشار بانيتا الذي وصل الى بانكوك قبل وصول وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والرئيس باراك اوباما، امام الصحافيين الى الفضيحة التي دفعت الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) ديفيد بترايوس الى الاستقالة. وكتب في رسالة موجهة الى الجنرال مارتن ديمبسي قائد اركان الجيوش الاميركية ان القضايا التي تهز الجيش "يمكن ان تمس بثقة الراي العام بقيادتنا وبنظامنا لجهة تطبيق اسمى مبادئنا الاخلاقية". واضاف "واكثر من ذلك يمكن ان تكون ضارة بتنفيذ مهمتنا في حماية الشعب الاميركي". وكان بترايوس الجنرال المتقاعد، استقال الجمعة الفائت من منصبه على راس وكالة الاستخبارات المركزية بعدما اقر بعلاقة جنسية مع كاتبة سيرته باولا برودويل. واتسع نطاق الفضيحة مع توجيه اتهامات الى الجنرال جون الن قائد قوات التحالف في افغانستان. وعلق الرئيس باراك اوباما تعيين الن على راس القيادة العليا للحلف الاطلسي بعد بدء تحقيق حول رسائل الكترونية تبادلها مع امراة هي صديقة للزوجين بترايوس. ووصفت الرسائل بانها "غير لائقة" وتضمنت غزلا مع جيل كيلي البالغة من العمر 37 عاما والتي تقطن في تامبا (فلوريدا، جنوب شرق)، بحسب مسؤولين. وطلب وزير الدفاع الاميركي من قادة الجيش دراسة "برامج التدريب الاخلاقي القائمة لتحديد ما اذا كانت ملائمة" وبان يبلغوه بالنتائج باسرع ما يمكن للتمكن من تقديم تقرير اولي للرئيس اوباما قبل الاول من كانون الاول/ديسمبر. واكد بانيتا انه لم يبلغ "بوجود اي شخص آخر يمكن ان يكون ضالعا في هذه القضية حاليا". وردا على سؤال بشان مضمون الرسائل المتبادلة بين الجنرال الن والمراة، قال انه لا يرغب في التدخل في الملف "وفي قدرة (المسؤولين) على القيام بتحقيق قضائي موضوعي حول مضامين الرسائل". بيد انه اكد مجددا "ثقته الكبيرة" بالجنرال الن. وجاءت هذه الفضيحة بعد سلسلة اتهامات مزعجة كانت محل تانيب وعقاب طاولا مسؤولين عسكريين كبارا. فالجنرال وارد القائد السابق للقوات الاميركية في افريقيا اضطر الى دفع 82 الف دولار بعد ادانته بالاستيلاء على نفقات تنقل. كما تمت اقالة جنرال آخر في افغانستان بعد اتهامه خصوصا باعتداءات جنسية. ومع ذلك اكد وزير الدفاع الاميركي الذي التقى نظيره التايلاندي، ان "الغالبية العظمى" من مئات الجنرالات في الجيش الاميركي يتصرفون بشرف وشجاعة. لكنه الح على ضرورة ان يلتزم كبار الجنرالات "اعلى المعايير الاخلاقية". وقال مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية ان ما اعلنه بانتيا الخميس "كان قائما في فكره منذ فترة" مشيرا الى ان هذا السعي الى سلوك اخلاقي مثالي كان سيتم الدفع به حتى من دون فضيحة بترايوس. واكد "انها مرحلة اولى". وفي مذكرته الى ديمبسي قال بانيتا انه علاوة على القواعد المكتوبة، على الضباط ان يتحلوا ب "الراي السديد" عند استخدامهم موارد الحكومة وايضا في سلوكهم الشخصي.