بكين (رويترز) - قالت صحيفة الشعب الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الحاكم في الصين يوم الثلاثاء انه لا يمكن ان تكون هناك أي ذريعة للتدخل الاجنبي في سوريا مهما كانت النوايا الحسنة. ويأتي تعليق الصحيفة قبل يوم من إقتراع في مجلس الامن التابع للامم المتحدة على مشروع قرار يدعمه الغرب يهدد بعقوبات على سوريا. وسيمدد المشروع -الذي اقترحته بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا والمانيا- بعثة مراقبي الاممالمتحدة في سوريا لمدة 45 يوما ويضع خطة المبعوث الدولي كوفي عنان تحت الفصل السابع من ميثاق الاممالمتحدة. ويسمح الفصل السابع لاعضاء المجلس الخمسة عشر بتخويل اتخاذ اجراءات تتراوح من العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية الى التدخل العسكري. وقال مسؤولون امريكيون انهم يتحدثون عن عقوبات على سوريا وليس عن تدخل عسكري. واستخدمت الصين وروسيا حق النقض (الفيتو) في السابق لمنع مجلس الامن من إصدار قرارات استهدفت الضغط على الرئيس السوري بشار الاسد. وفي حين ان الصين لم تذكر علنا حتى الان كيف ستصوت في الاقتراع على مشروع القرار الجديد يوم الاربعاء إلا ان تعليقات صحيفة الشعب تشير الى انها لن توافق على المشروع مع شعور بكين بقلق من أي تلميحات الي التدخل. وقالت الصحيفة في تعليقها "التدخل الاجنبي لتحقيق تغيير في النظام من اجل منع كارثة انسانية يبدو وكأنه شيء عادل ورشيد ينبغي القيام به." "لكن أليست كارثة انسانية أنه بعد أكثر من عقد من الزمن من تغيير النظام لا تزال هناك هجمات وتفجيرات لا سبيل لوقفها؟" في اشارة فيما يبدو الي العراق. وقال تعليق الصحيفة "وقعت بضع حروب في هذا القرن الجديد وهي تثبت مجددا ان (تشجيع الديمقراطية) و(النزعة الانسانية) هما مجرد ذريعة لقوى اجنبية كبرى للسعي الي مكسب خاص." وتقول الصين وروسيا انهما ملتزمتان بخطة السلام التي صاغها عنان -المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية- والتي تقترح حوارا وطنيا. وتخلى مراقبو الاممالمتحدة للسلام فعليا عن مهتمهم الشهر الماضي بعد اسابيع فقط من وصولهم الى سوريا عندما بات واضحا انه لا يوجد سلام ليراقبوه. وقالت صحيفة الشعب ان المساندة العسكرية الغربية لمقاتلي المعارضة في ليبيا ينبغي ان تكون "تحذيرا لنا جميعا" من أخطار التدخل الاجنبي. وأضافت قائلة "هل اولئك الذين يمتدحون (رجال الدولة الافاضل) في حلف شمال الاطلسي الذين ذهبوا الى الحرب لانهاء عهد القذافي.. يفكرون في عشرات الالوف من الاشخاص الابرياء الذين قضوا بنيران الحرب؟" "لا توجد اي معاهدات دولية تمنح سلطة لقادة اجانب للتخلص من أو تعيين زعماء دول اخرى." ونشر التعليق تحت اسم "صوت الشعب" والذي غالبا ما يستخدم لعرض اراء الصحيفة بشان قضايا السياسة الخارجية.