وكالة: تناقض بشأن كميات اليوروانيوم الإيراني لم يحل بعد

فيينا (رويترز) - ذكر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران لم تقدم توضيحا بشأن كمية يورانيوم صغيرة مفقودة من موقع أبحاث. وأعرب التقرير عن القلق بشأن علاقات عسكرية محتملة ببرنامج طهران النووي.
وبرز الاختلاف في كميات اليورانيوم بمركز الابحاث في طهران لعدم تطابق قياسات أجراها المفتشون الدوليون العام الماضي والكمية التي أعلن عنها مركز الابحاث.
ويقول الخبراء إن كمية صغيرة كهذه من اليورانيوم الطبيعي لا يمكن ان تستخدم في انتاج قنبلة لكن يمكن استخدامها في اختبارات متعلقة بالاسلحة. وتعبر الولايات المتحدة عن قلقها من احتمال تحويل اليورانيوم لاستخدامه في نشاط بحثي متعلق بصنع الاسلحة.
وجاء في أحدث تقرير فصلي للوكالة التابعة للامم المتحدة والذي وزع على الدول الاعضاء مساء يوم الجمعة أن "التفاوت لم يوضح بعد."
ويسعى مفتشو الامم المتحدة للحصول على معلومات من ايران للمساعدة في توضيح القضية بعدما أظهر جرد قاموا به في أغسطس اب الماضي لليورانيوم الطبيعي والنفايات في منشأة الابحاث في طهران انه يقل بواقع 19.8 كيلوجرام عن احصاء المنشأة.
ويظهر التقرير الذي يقع في 11 صفحة ايضا ان ايران ضاعفت بدرجة كبيرة من جهودها لتخصيب اليورانيوم. وارتفعت أسعار النفط بعد نتائج التقرير التي زادت مخاوف تصاعد التوتر بين ايران والغرب.
وتجرى الاعمال التحضيرية لتركيب ألوف من أجهزة الطرد الاضافية فيما يحتمل أن يقلل الفترة الزمنية المطلوبة لانتاج يورانيوم عالي التخصيب يصلح للاستخدام في صنع قنابل نووية.
وتقول ايران انها تخصب اليورانيوم لانتاج الوقود لمحطات الطاقة النووية فحسب لكن رفضها الحد من نشاطها تسبب في عقوبات تزداد شدة على صادراتها النفطية.
وسيزيد التقرير على الارجح المخاوف الاسرائيلية والامريكية من أن تكون الجمهورية الاسلامية ماضية قدما في خطط صنع قنبلة ذرية.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان التقرير "مقلق ويثير الكثير من الاسئلة المريبة".
واضافت كلينتون لتلفزيون رويترز خلال زيارة لتونس "اننا نواصل حث ايران على الوفاء بالتزاماتها الدولية.. وهذا شيء تفعله الدول في كل مكان.. ونريد أن نراهم يفعلون ذلك..."
وتهدد اسرائيل ايران بضربات وقائية تستهدف مواقعها النووية. وقال مسؤول أمني اسرائيلي يقدم المشورة بشأن القضايا النووية متحدثا لرويترز واشترط عدم نشر اسمه لحين صدور رد فعل رسمي من الحكومة ان التقرير يثبت أن ايران تتجنب تقديم اجابات.
وأضاف المسؤول "يظهر التقرير بوضوح عدم حدوث تقدم بشأن الامور المتعلقة بالابعاد العسكرية... ويواصل تأكيد انتهاكات ايران لقرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الامن التابعين للامم المتحدة."
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية انها طلبت خلال محادثاتها مع ايران هذا الشهر بشأن التناقض في مختبر ابحاث جابر بن حيان متعدد الاغراض الاطلاع على السجلات والعاملين المشاركين في تجارب تحويل اليورانيوم بين عامي 1995 و 2002.
وقال تقرير الوكالة "ايران اوضحت انها لم تعد تمتلك عملية التوثيق اللازمة وان الافراد المشاركين لم يعودوا متاحين."
وقالت وكالة الطاقة الذرية ان ايران أشارت الى أن سبب هذا التناقض ربما يكون كمية أكبر من اليورانيوم في النفايات مما قاسها مفتشو الامم المتحدة.
وقالت "تعرض ايران في ضوء هذا معالجة كل كم النفايات واستخلاص اليورانيوم بداخلها." وقالت وكالة الطاقة الذرية انها بدأت أيضا أخذ عينات تحليل اضافية من هذه المادة.
وكان مبعوث ايران لدى الوكالة علي اصغر سلطانية قد رفض العام الماضي هذا التفاوت ووصفه بأنه "لا يمثل أي قضية على الاطلاق."
لكن مسؤولا امريكيا كبيرا قال في نوفمبر تشرين الثاني ان الامر يتطلب قرارا "فوريا" مستشهدا بمعلومات توضح ان "كمية بالكيلوجرامات" من اليورانيوم الطبيعي باتت متوفرة للبرنامج العسكري الايراني.
ويمكن استخدام اليورانيوم في محطات الطاقة وهو هدف ايران المعلن او لتوفير مادة لصنع الاسلحة اذا جرى تخصيبه الى مستويات اعلى وهو ما تشتبه الدول الغربية في أنه هدف ايران النهائي.
وعرضت وكالة الطاقة الذرية في نوفمبر تشرين الثاني الماضي معلومات مخابرات تشير الى أن ايران قامت بأبحاث وتجارب بهدف تطوير القدرة على انتاج أسلحة نووية الامر الذي دفع الدول الغربية الى تغليظ العقوبات على طهران.
وقدم تقرير الوكالة يوم الجمعة أيضا تفاصيل عن نتائج مهمة بعثة الوكالة في طهران خلال الاسبوع المنقضي حيث فشلت ايران في الرد على مزاعم عن قيامها بأبحاث ذات صلة بتطوير أسلحة نووية فيما يمثل ضربة لاحتمال استئناف المحادثات الدبلوماسية التي قد تساعد في تهدئة المخاوف بشأن اندلاع حرب جديدة في منطقة الشرق الاوسط.
وقال المسؤول الاسرائيلي "وصلنا... الى طريق مسدود".
ويستلزم صنع قنابل نووية يورانيوم مخصبا بنسبة 90 في المئة لكن خبراء غربيين يقولون ان الكثير من الجهد المطلوب للوصول الى ذلك يتحقق بالفعل بمجرد الوصول الى تركيز بنسبة 20 في المئة فيما يقلل أمد المدة المطلوبة لصنع اي سلاح نووي.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان ايران أنتجت الان حوالي 110 كيلوجرامات من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة منذ أوائل عام 2010. ويقول خبراء غربيون ان الكمية المطلوبة لصنع سلاح نووي حوالي 250 كيلوجراما الا انها يتعين تخصيبها بدرجة أعلى بكثير.