دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اسرائيل الثلاثاء الى ابداء "بادرة حسن نية" تجاه الفلسطينيين لضمان استمرار جهود احياء عملية السلام بين الجانبين. ولم يحدد بان كي مون الذي تحدث عقب لقاء مسؤولين اردنيين طبيعة هذه البادرة الا انه كان دائما من منتقدي الاستيطان الإسرائيلي المتزايد في الأراضي المحتلة والذي يقول الفلسطينيون انه السبب وراء المأزق الأخير لعملية السلام. والتقى بان كي مون الثلاثاء في عمان بالعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ووزير الخارجية ناصر جودة فيما يجتمع الاربعاء في القدس برئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو وبالرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله. والأمم المتحدة عضو في اللجنة الرباعية، الى جانب الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي، الساعية لاحياء مفاوضات السلام المتوقفة منذ ايلول/سبتمبر 2010. واثنى بان كي مون على استضافة الاردن خمس جولات من المباحثات الاستكشافية بين اسرائيل والفلسطينين الشهر الحالي، وقال خلال مؤتمر صحافي عقب محادثاته مع جودة "يجب ان يستمر هذا الزخم الذي تحقق بعد سنتين" من توقف المفاوضات. واضاف "على الطرفين ان يعودا الى طاولة الحوار مع ارادة سياسية قوية وشجاعة". ودعا بان كي مون الحكومة الاسرائيلية الى "ابداء بادرة حسن نية حتى تستمر هذه المباحثات. وبالطبع هذا سيتطلب من الفلسطينيين المجىء الى طاولة الحوار". واشار الى ان "هذا ما سأبحثه مع القادة الاسرائيليين والسلطة الفلسطينية". ومفاوضات السلام متوقفة منذ ايلول/سبتمبر 2010 بعد ان فشلت اللجنة الرباعية الدولية في جلب الطرفين الى طاولة المفاوضات. وصرح بان كي مون في مؤتمر صحافي في نيويورك الاسبوع الماضي بمناسبة الاعلان عن جولته ان "زيارتي تأتي في مرحلة مهمة". واضاف "سأتوجه الى هناك لتشجيع الجانبين على الالتزام وتوفير مناخ ايجابي للمضي قدما". وقال مسؤولون من الاممالمتحدة انه من المتوقع ان يلتقي بان بالرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز ومسؤولين آخرين من كلا الطرفين خلال فترة اقامته. وقامت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون الاسبوع الماضي بزيارة الى القدسورام الله للضغط الدبلوماسي على نتنياهو والرئيس عباس من اجل متابعة الاتصالات بين الجانبين. وقال دبلوماسيون ان الولاياتالمتحدة تمارس هي الاخرى ضغوطا دبلوماسية على الجانبين. وكان الامين العام للامم المتحدة اجتمع مع مبعوث اللجنة الرباعية الدولية توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق في منتدى دافوس في سويسرا الاسبوع الماضي. وقال متحدث باسم الاممالمتحدة ان بلير يعتقد بانه سيعود الى القدس قريبا. وانهى الفلسطينيون محادثاتهم المباشرة مع اسرائيل في عام 2010 احتجاجا على رفض اسرائيل تمديد وقف بناء المستوطنات في الاراضي المحتلة. ولا يعترف المجتمع الدولي بالمستوطنات المقامة على الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 والتي بنيت سواء بموافقة الحكومة الاسرائيلية او بدون موافقتها. ويحاول الفلسطينيون الحصول على عضوية كاملة في الاممالمتحدة. واستضاف الاردن في كانون الثاني/يناير الحالي لقاءات "استكشافية" بين مندوبين اسرائيليين وفلسطينيين كانت الاولى منذ ايلول/سبتمبر 2010، لكنها لم تسفر عن نتائج ملموسة. وقال الرئيس الفلسطيني الاحد ان اللجنة المركزية لحركة فتح "ستجري عملية تقييم للقاءات الاستكشافية التي جرت بيننا وبين الجانب الإسرائيلي بحضور الرباعية أولا وبحضور ورعاية من المملكة الاردنية الهاشمية". واضاف "سنطلع المركزية كذلك اننا سنذهب الى لجنة المتابعة العربية لاتخاذ القرار الذي يمكن ان يتخذ بهذا الشأن بعد ان حصل ما حصل في اللقاءات الاستكشافية التي قمنا بها مؤخرا". وقال مسؤول قريب من الاتصالات التي تجريها اللجنة الرباعية مع الفلسطينيين والاسرائيليين لوكالة فرانس برس ان "هناك ضغوط من جهات عديدة، تحثهم على العودة الى المحادثات ولكن هناك أيضا عناصر من جهات عديدة - بما في ذلك الاحداث في سوريا - التي هي وراء تراجعهم". وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي الاحد عند سؤاله عن احتمالات استئناف محادثات السلام ان "المؤشرات ليست مواتية للغاية". ولكن اسرائيل تقول ان اجتماعات عمان يجب ان تستمر.