تفصلنا أيام قليلة فقط عن عودة الإثارة والمتعة من جديد، و بالأخص القادمة من الدوري الإنجليزي الممتاز، المسابقة الأمتع والأكثر متابعة جماهيرية في أوروبا. مساحه اعلانيه وقبل انطلاق موسم 2015/2016 بكل ما فيه من توقعات وترقب، نقدم في هذه السلسة نظرة تحليلية على أهم الملامح التي ستحدد المنافسة على اللقب الذي يحمله تشيلسي. وسنتناول معا في "الطريق إلى البريمييرليج" موقف الفرق الكبرى المتوقع منافستها على لقب المسابقة المنتظرة بقوة. ونستهل حديثنا عن الفريق اللندني وبطل المسابقة للنسخة الماضية وهو"تشيلسي " البلوز قدموا موسما مميزا في البطولة الماضية، بعدما عالج جوزيه مورينيو النواقص الموجودة بفريقه، بالتعاقد مع سيسك فابريجاس ودييجو كوستا وفيليبي لويس واستعادة الحارس البلجيكي ثيباو كورتوا. وكون مورينيو مجموعة متجانسة من اللاعبين، ساهمت في بداية مميزة لتشيلسي جعلت منه المرشح الأبرز لنيل اللقب وقد كان. لكن هناك العديد من العوامل يجب التركيز عليها قبل انطلاق الموسم الجديد والتي ستحدد موقع تشيلسي من المنافسة هذا العام وهي كالتالي : قوة المنافسين : تشيلسي فاز باللقب للأسباب التي ذكرناها، لكن أهم ما ساعد على ذلك النتائج المتدنية لأرسنال وليفربول ومانشستر يونايتد بالإضافة للسيتي، فهذا الرباعي تخبط أكثر من مرة وفقد العديد من النقاط التي جعلته يقرب البلوز خطوة تلو الأخرى من التتويج. الأمر سيختلف تماما هذا الموسم، يجب على مورينيو إدراك ما ينتظره بعدما كون أرسنال فريقا قويا يتسم بالانسجام والشراسة الهجومية والتماسك الدفاعي. كما أن مانشستر يونايتد بصفقاته الجديدة أصبحت عودته مرة أخرى لمنصات التتويج مسألة وقت، بالإضافة لليفربول الذي وجد ضالته الهجومية في كريستيان بينتيكي وروبرتو فيرمينو، ومانشستر سيتي.الذي ضم أفضل موهبة انجليزية وهو رحيم سترلينج.
دكة البدلاء : مورينيو يمتلك تشكيل أساسي قوي، ففي حراسة المرمى لديه تغطية جيدة بتواجد ثيباو كورتوا وأزمير بيجوفيتش بديل بيتر تشيك الذي انتقل لغريمه التقليدي أرسنال. لكن تأتي المشكلة في الدفاع، جون تيري وجاري كاهيل من أفضل الثنائيات الدفاعية للبريمييرليج، لكن ماذا إذا أصيب أحدهما؟ أو بدأ يتأثر جون تيري بعامل كبر السن بالرغم من تقديمه واحدا من أفضل مواسمه في النسخة الماضية. يجب على مورينيو إيجاد علاج سريع وفعال لمنطقة قلب الدفاع، خاصة بعدما لم يقدم الشاب الفرنسي كورت زوما أي دليل على قدرته لحجز مكانا أساسيا بالفريق. الأمر ليس أفضل حالا أيضا على مستوى الظهيرين، فكلا من أزبلكويتا وإيفانوفيتش لاعبان رائعان ويقدمان مستويات ثابتة في الفترة الأخيرة، لكن لا يوجد لأي منهما بديلا في حالة الإصابات أو هبوط المستوى والإرهاق خاصة بعد عودة فيليبي لويس إلى أتليتكو مدريد. في الوسط تشيلسي لديه ماتيتش وفابريجاس وأوسكار، أسماء كبيرة ومن أفضل اللاعبين في مراكزهم بأوروبا، لكن الأسماء الاحتياطية ليست على المستوى المطلوب مثل ميكيل وراميرز المنخفض أداءه بشكل رهيب وروميلو العائد من الإعارة. فيحتاج بذلك تشيلسي إسما أكثر قوة وثبات لإضافة المزيد من العمق بهذا المركز، علاوة على حاجته لحل هجومي بديلا لويليان وهازارد على الاجنحة، نظرا لتدني مستوى خوان كوادرادو وقلة خبرة فيكتور موزيس، ورحيل النجم المصري محمد صلاح إلى روما. أما الهجوم يعتبر أكثر استقرارا بتواجد دييجو كوستا ولويك ريمي والوافد الجديد راداميل فالكاو الذي تعهد مورينيو أنه سيعيده إلى مستواه .. لننتظر ونرى..
أسلوب مورينيو : يعتبر المدرب البرتغالي من أنجح المديرين الفنيين في إستغلال الأدوات الموجودة لديهم واختيارها وتوظيفها بشكل صحيح لتحقيق البطولات، وهو ما أثبته في أكثر من تجربة ناجحة له. لكن أسلوبه الذي يغلب عليه الطابع الدفاعي، مثلما يفيده ويحميه من تلقي الأهداف ويجعل دفاعاته من الأقوى في أوربا، إلا أنه يعتبر نقمة في بعض الأحيان. فنقطة ضعف تشيلسي الرئيسية الموسم الماضي، هي عدم قدرته على حماية تقدمه، فحينما يسجل هدف أو إثنين يتراجع للدفاع بدلا من إضافة المزيد لتأكيد الفوز، مما يجعل الفريق الخصم أكثر طمعا لتهديد مرمى البلوز المتراجع مما أفقد تشيلسي العديد من النقاط السهلة وأخرجه من دوري أبطال أوربا أمام باريس سان جيرمان. من الصعب أن يغير السبيشيال ون أسلوبه بعد هذه السنوات الطويلة، لكن يجب أن يتسم بمرونة أكبر في تغييره حينما يستلزم الأمر. وهو ما ياخذنا تلقائيا لنقطة الحلول الهجومية، التي يجب أن ينتبه إليها مورينيو وإضافة المزيد من الأسلحة التهديفية، وعدم التعويل على دييجو كوستا وهازارد في التسجيل فقط. الانتقالات : لازال أمامنا شهرا كاملا على نهاية فترة الانتقالات الصيفية، والتي ضم خلالها تشيلسي لاعبان هما أزمير بيجوفيتش وراداميل فالكاو. تشيلسي لازال يحتاج للاعب قلب دفاع، وهناك العديد من الأسماء المرشحة أبرزها جون ستونز نجم إيفرتون الشاب، الذي يقال أن تشيلسي يحضر عرضا ثالثا ب30 مليون إسترليني لضمه، واذا لم ينجح فهناك أسماء أخرى متاحة مثل إيزكيل جاراي وأيمن عبد النور والإيطالي رومانيولي. وكما أكد جوزيه مورينيو منذ أيام انه يستهدف التعاقد مع ظهير أيسر، واقترابه من الشاب الغاني بابا رحمان الذي يعتبر من أفضل المواهب في هذا المركز في اوربا، مما يعطي حلا لمشكلة الظهيرين مع استمرار الحاجة للاعب آخر قد يتم تأجيل ضمه إلى يناير. بالإضافة أيضا للاعب وسط والإسم الأبرز هو أكسيل فيتسل الذي يلقى عليه منافسة شرسة من ميلان، ولاعب وسط هجومي أو جناح من نوعية بيدرو رودريجيز نجم برشلونة، والذي قد يفقده البلوز لصالح مانشستر يونايتد، أو نيكولاس جايتان لاعب بنفيكا. لكن في العموم حتى وإن لم يعزز تشيلسي هذه المناطق، سيبقى احد أقوى المرشحين لنيل لقب البطولة المنتظرة.