وكالات - د ب أ مساحه اعلانيه يعتبر النجم البرازيلي المعتزل روماريو، الذي قاد منتخب بلاده للتتويج بلقب كأس العالم لكرة القدم عام 1994 بالولايات المتحدة، أحد نجوم الكرة العالميين الذين يجاهرون منذ سنوات بمعارضته المطلقة لسياسات مسؤولي الاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، ومن بينهم الرئيس السابق لاتحاد الكرة البرازيلي. وقال روماريو إن الاتحاد الدولي واتحاد الكرة البرازيلي مكتظ بالمجرمين واللصوص وبالمسؤولين الفاسدين عديمي الضمير وبالجرذان. وبدأ روماريو حملته ضد سياسات فيفا منذ أن كان لاعبا، حيث كان لا يتوقف عن التعبير عن آرائه المعارضة في هذا الشأن، قبل أن يصبح الآن عضوا ممثلا لأحد الأحزاب اليسارية في مجلس الشيوخ البرازيلي. وأكد روماريو " مكان اللصوص يجب ان يكون السجن" معربا عن سعادته ازاء العملية الأمريكية التي ادت الى سجن العديد من مسئولي كرة القدم في العالم ، من بينهم خوسيه ماريا مارين رئيس اتحاد الكرة البرازيلي السابق. وواجه مارين 83/ عاما/، الذي رأس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم حتى الشهر الماضي، عدة اتهامات بالفساد من قبل مجموعة كبيرة من نجوم الكرة البرازيليين، ولكن ليس بدون سبب وجيه. وارتبط السياسي السابق إبان فترة الحكم الديكتاتوري للبرازيل (1985-1964) بالعديد من قضايا الفساد أكثر من مرة، ويبدو أنه سار على نفس نهج نشاطه السياسي سييء السمعة بعدما ترأس اتحاد الكرة البرازيلي. وتولى مارين رئاسة الاتحاد البرازيلي خلفا لريكاردو تيكسييرا، الذي تنحى عن منصبه عام 2011، وسط اتهامات خطيرة للغاية بالفساد طالت البرازيلي جواو هافيلانج رئيس فيفا السابق 99/ عاما/، الذي لم يسلم وقتها من فضيحة الفساد. واضطر هافيلانج، الذي تولى رئاسة فيفا خلال الفترة من 1974 حتى 1998 للتخلي عن رئاسته الفخرية للفيفا، كما تنازل أيضا عن عضوية اللجنة الأولمبية الدولية بصورة مخزية. ومنذ أن تفجرت القضية يوم الأربعاء الماضي، أفردت وسائل الإعلام البرازيلية، بما تتضمنه من قنوات إخبارية تليفزيونية وصحف وبوابات ألكترونية، مساحات واسعة للحديث عن تلك الفضيحة التي أطلق عليها الإعلام البرازيلي (فيفا-جيت). ولم يؤيد الكثير من البرازيليين السياسات التي ينتهجها فيفا، الذي أعيد انتخاب السويسري جوزيف بلاتر لرئاسته لفترة ولاية خامسة أمس الجمعة. كان هذا واضحا في عام 2013، وهو العام السابق لاستضافة البرازيل مونديال كأس العالم حينما خرج مئات الآلاف إلى الشوارع، للتنديد بالفساد الحكومي والافتقار إلى الخدمات الاجتماعية، كما هتفوا أيضا مطالبين ب" رحيل فيفا". ورغم أنه لا يوجد حتى الآن أي مزاعم خطيرة تشير إلى حصول البرازيل على حق استضافة المونديال بطرق غير قانونية، إلا أن البلد اللاتيني قد يواجه سيناريو مفزعا، حسبما ذكرت صحيفة (ساو باولو) البرازيلية اليومية. وكتبت الصحيفة البرازيلية "يمكن للمرء تخيل ما يمكن أن يحدث إذا اتضح أن تنظيم البرازيل للبطولة لم يكن بسبب جمالها الطبيعي وولعها بالرياضة التي يحكمها فيفا. ستكون هناك صدمة أكبر كثيرا من التي تلقاها الشعب البرازيلي عقب الخسارة -1 7 أمام ألمانيا (في الدور قبل النهائي للبطولة)". من جانبه، أمر وزير العدل البرازيلي جوزيه إدواردو كاردوزو بالتحقيق في تلك القضية. وسوف تقوم النيابة العامة بمراجعة دقيقة للعقود المبرمة مع الجهات الراعية والاتفاقات الخاصة بحقوق البث . وأبدى اتحاد الكرة البرازيلي تعاونه في هذا الشأن، و قدم بالفعل عدة عقود للمحققين. كما تحدثت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف عن تلك القضية أيضا، حيث قالت "أعتقد أنهم بحاجة للتحقيق في كل مونديال، وجميع الأنشطة". ومن الطبيعي أن تشمل تلك التحقيقات الإجراءات التي اتخذت قبل الإعلان عن تنظيم البرازيل للمونديال العام الماضي. ووصل ماركو بولو دل نيرو رئيس اتحاد الكرة البرازيلي الحالي إلى مدينة ريو دي جانيرو أمس الجمعة، عقب مشاركته في انتخابات فيفا التي أقيمت بمدينة زيوريخ السويسرية لمتابعة النقاش الساخن الذي يدور في البرازيل حاليا. وصرح دل نيرو لشبكة (إس.بي.تي) التليفزيونية البرازيلية لدى عودته "بعد ما حدث، عقب اعتقال (مارين)، عدت إلى الاتحاد البرازيلي وريو لمتابعة الأحداث وتقديم جميع الايضاحات اللازمة". أضاف دل نيرو "إن القبض على مارين كان صدمة بالنسبة لي". وأشار دل نيرو في تصريحات للصحفيين إلى أنه لا يعتزم التقدم باستقالته، حيث قال "الاستقالة ليست خيارا بالنسبة لي، لأنه لا يوجد سبب لذلك. إنه أمر مستحيل، ليس لي علاقة بذلك . لم يكن لدي أي فكرة".