بدعوى الحرية وأن من حق المبدع أن يعرض منتجه على الجمهور، ومن حق الجمهور أن يختار ويقرر ما إذا كان سيشاهد العمل الفنى أم لا، أسرف العديد من صناع الدراما هذا العام فى استخدام ألفاظ وجمل خادشة للحياء، وتنافست عدة نجمات فى تقديم مشاهد جريئة خلعن فيها الكثير من ملابسهن بحجة ارتداء ثوب الشخصية التى يجسدونها. كل هذا الكم من الشتائم والألفاظ الخارجة والملابس شبه العارية والجمل التى تحتوى على إيحاءات جنسية وزنا المحارم والعلاقات غير السوية فى دراما رمضان كانت مثار حديث متابعى المسلسلات التليفزيونية، حيث يرون أنها مبالغ فيها بشدة ولا تصح أن تكون بتلك الفجاجة مهما أدعينا بأنها تعكس صورة أو جزء من صورة الواقع فى مصر، فجمهور الدراما التليفزيونية يختلف عن جمهور السينما الذى يذهب بإرادته الحرة لمشاهدة الأفلام السينمائية، لكن جمهور التليفزيون يفاجئ بأن الفنان أو العمل الدرامى يقتحم حياته ومنزله ليفرض نفسه على الأسرة، التى لا تجد مفرا سوى اللجوء إلى الريموت كنترول لتفادى تلك المشاهد والجمل بل أن قناة الA R T كانت تقطع وتحذف تلك المشاهد. وحاولت بعض القنوات أن تضع تنويها قبل عرض حلقات المسلسلات التى تتضمن مشاهد وجمل خادشة للحياء باعتبار أن ذلك حماية للمشاهد، لكنها لم تراع أن العمل من الأساس يعرض فى شهر له طبيعة خاصة وقدسية، فما هو قد يتم السماح به فى باقى شهور العام نجد أنه من غير المقبول عرضه فى شهر الصوم والعبادة والتى تغلب عليه الروحانيات. واقتصر دفاع صناع تلك المشاهد على أنها تنقل الواقع وتعبر عن الشارع المصرى، لكن الشارع المصرى به الكثير من السلبيات التى ينبغى مناقشتها ومعالجتها وليس فقط الألفاظ الخارجة ومشاهد العرى والإثارة، التى تعتمد عليها تلك الأعمال من أجل ترويجها على القنوات الفضائية المختلفة، وهو ما يتضح بدرجة كبيرة فى أن بروموهات تلك الأعمال تتضمن الكثير من الجمل والألفاظ الخادشة للحياء والشتائم وأيضا التلميحات الجنسية. والمفارقة أن كواليس الوسط الفنى تشير إلى أن تلك المشاهد جاءت كيدا فى جماعة الإخوان والتيارات الدينية المتشددة التى كانت تسيطر على الحكم قبل 30 يونيو، حيث تم تصوير معظم تلك المشاهد فى فترة حكم الرئيس السابق محمد مرسى، وكان صناع الدراما يعتبرونها بمثابة تحدى بينهم وبين الإخوان، وردا على الهجمة الشرسة التى شنها شيوخ التيارات الدينية المتشددة على الفنانين، فأراد النجوم أن يردوا لهم الصفعة والهجمة مما كان له أثرا سلبيا على المسلسلات التى عرضت خلال شهر رمضان.