الاخوان أو حزب الحرية والعدالة أو مجلس الشوري مصرون علي الخسارة، مصرون علي تكرار التجربة التي ثبت فشلها بامتياز، مصرون علي الاستحواذ والتكويش، ويكاد الطمع أن يعميهم عن رؤية مواطيء أقدامهم. والحكاية أن مجلس الشوري الجديد المطعون في شرعيته لأسباب قانونية بحتة، لكنه بصفته وريث نظام حسني مبارك في امتلاك الصحف القومية، مصر علي أن يتعامل مع الصحف القومية باعتبارها عزبة خاصة، ويرثها باعتبارها عزبة خاصة تواصل مسلسل تدنيس العقول والكذب والفساد والافساد الذي بدأ - إحكاماً للحق - منذ تأميم الصحافة في ستينيات القرن الماضي. نعم.. مجلس الشوري - وفقاً للقانون - هو مالك الصحف القومية، إلا أن هذا ليس معناه تأييد الوضع القديم، وهو تعيين هذا المجلس لرؤساء تحرير علي مقاسهم، رؤساء تحرير يحولون الصحف القومية إلي مؤسسات اخوانية، بل كان المطلوب هو تحرير الصحافة القومية لتصبح لسان حال المصريين بكل صدق واخلاص. المطلوب هو تغيير أوضاع الصحافة القومية، تغيير معايير اختيار رؤساء التحرير الذين يقع عليهم عبء المرحلة الجديدة والمعني أن الصحفيين ليسوا ضد التغيير، بل هم أكثر اصرارا علي التغيير، لأن النظام السابق - ببساطة - أفسد الصحافة القومية، ونهب حقوق الصحفيين، ووقف الصحافة بل أدي إلي تدهورها وانهيارها المالي والأخلاقي والسياسي، باختصار تحولت إلي عزب خاصة لرؤساء التحرير بشرط واحد هو الدفاع عن النظام ومواصلة الكذب، وفي الوقت نفسه مواصلة النهب. وليس خافياً بالطبع التدخل الأمني الفج، وكانت تقارير مباحث أمن الدولة هي الفيصل في اختيار رؤساء التحرير في النظام السابق، لذلك تحولت الصحف القومية إلي مؤسسات قمعية شأنها شأن الأمن المركزي مثلاً، ورأينا مخبرين يتولون رئاسة التحرير، وهناك أحد رؤساء التحرير الذي وصل إلي الذري ووصف خالد سعيد بشهيد البانجو، ورئيس تحرير آخر نشر بعد الثورة بيوم أن الشعب المصري احتفل بعيد الشرطة ووزع الورد علي الضباط والجنود في الشوارع. لكل هذا يأمل الصحفيون في التغيير ويطالبون به، أما اعادة استنساخ النظام القديم، بحيث يعيد مجلس الشوري نفس ما كان يفعله مجلس شوري حسني مبارك، ويأتي برؤساء تحرير يدافعون عن نظام الاخوان ويواصلون الكذب والتدليس، لأن المعايير التي وصفها المجلس لاختيار رؤساء تحرير جدد هي نفسها المعايير التي تتيح للمجلس اختيار من سيتولون »أخونة« الصحافة وبالتالي المزيد من انهيارها وتدهورها. لم يستفد الاخوان أدني استفادة من الدرس القريب عندما خسروا أكثر من نصف نفوذهم السياسي وفقا لانتخابات الرئاسة بسبب التكويش والاستحواذ في البرلمان المنحل ومجلس الشوري الذي ينتظر الحل. يا حضرات السادة الاخوان أنتم تقودون بلادنا للكوارث، وتعقدون فرصة تاريخية في النجاة ببلادنا، عليكم الطمع والشراهة والتلمظ علي كل مكاسب النظام السابق.