لا تزال بعض الصحف القومية تدار بمنطق " العزبة" سواء من مجلس الشوري، او من رؤساء مجالس ادارتها وتحريرها، فكل طرف منهما يسعي لتحقيق مصالحه علي حساب المهنة، بل وعلي حساب الوطن، فالمهم أن يظهر مجلس الشوري، أو رئيسه " ناظر العزبة" في موقع المسيطر، والمانح والمانع للمناصب الصحفية،حتي يجلس الجميع تحت قدميه ليسبح بحمده، وبحمد التيار أو الحزب الذي يمثله، وفي نفس الوقت نجد كثيرا من رؤساء مجالس الادارة، ورؤساء التحرير ممن يغلبون مصالحهم الشخصية علي كل شئ، فعندما يتدخلون أو يكون لهم رأي في اختيار رؤساء تحرير الاصدارات التابعة لمؤسساتهم نجدهم يتعاملون بمنطق" صاحب العزبة" أيضا. إن مجلس الشوري يدير الصحافة المصرية حاليا بنفس منطق صفوت الشريف الأمين العام الأسبق للحزب الوطني المنحل، ورغم اقتناعي بالمعايير التي وضعها لاختيار رؤساء التحرير الجديد، الا أنني أري أن هذا حق يراد به باطل، وهو سيطرة صحفيي الاخوان علي الصحف القومية، لتكون بوقا معبرا عنهم مثلما كان يفعل النظام السابق بالضبط، ونسي الاخوان أن سياسة التكويش التي انتهجوها بعد الانتخابات البرلمانية تسببت في خصم الكثير من رصيدهم في الشارع. وفي نفس الوقت فإن الزملاء الذين خرجوا للتظاهر ضد قرار الشوري لم نسمع لهم صوتا أيام الحزب الوطني، حيث كان يتم الاختيار دون أي معايير مهنية، لأن غالبيتهم يدافع عن أشخاص يخشون ذهابهم . لذلك يجب تحرير الصحافة القومية من كل قيود، من خلال انشاء هيئة مستقلة لتدير شئونها، علي أن يكون هناك دور للصحفيين العاملين في اي مطبوعة في اختيار رئيس تحريرهم، لأن أهل مكة أدري بشعابها.