بدأ الكوبيون أمس مراسم تأبين الزعيم الثوري الراحل »فيدل كاسترو» الذي حكم الجزيرة لنصف قرن. واحتشد مئات الآلاف في ميدان الثورة بهافانا، حيث ألقي كاسترو الكثير من خطبه، للإعراب عن حزنهم في المحطة الأولي من أسبوع حافل بمراسم التكريم ل»كاسترو» وصولا إلي جنازته يوم الأحد القادم في »سانتياجو دي كوبا» شرق البلاد.. وأحرق جثمان كاسترو أمس الأول وسينقل الرماد في موكب يعبر 13 من المقاطعات الكوبية إلي مثواه الأخير في سانتياجو التي انطلقت منها شرارة الثورة الكوبية عام 1959، ومن المتوقع أن يحتشد علي طريقه الملايين. ودعت الحكومة الجماهير للاحتشاد في ميدان الثورة للمشاركة في مراسم التأبين، ومن الممكن أن تعرض الجرة التي تضم رماد جثمان الزعيم الراحل. وهرع العمال لتركيب مكبرات الصوت وأعمدة الإنارة في الميدان حيث تدلت صورة عملاقة لكاسترو علي واجهة المكتبة الوطنية.. ومن جهة أخري، أعلنت »خوانيتا» شقيقة كاسترو التي تعيش منذ 1974 في الولاياتالمتحدة، أنها لن تذهب إلي كوبا للمشاركة في جنازة أخيها علي الرغم من أسفها لوفاته. وأشارت خوانيتا إلي أنها كانت تتمسك بموقف معاد للسلطات الكوبية، وأنها هاجرت بسبب ذلك. ومن جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين »ديمتري بيسكوف» إن الرئيس الروسي »فلاديمير بوتين» لا يعتزم حضور جنازة كاسترو، موضحا أن جدول بوتين مزدحم لأنه يعد لإلقاء كلمة مهمة. وأضاف بيسكوف أن »فياشيسلاف فولودين» الحليف المقرب لبوتين ورئيس مجلس الدوما الروسي سيرأس الوفد الروسي إلي الجنازة.. وأعلنت كوريا الشمالية حالة الحداد لمدة 3 أيام علي وفاة كاسترو، ونعته بوصفه ب »الصديق والرفيق» في النضال المشترك ضد الولاياتالمتحدة، كما نكست بيونج يانج الأعلام علي المباني الرسمية. من جهة أخري، انطلقت أولي الرحلات الجوية بين مطارات الولاياتالمتحدة وهافانا منذ أكثر من 50 عاماً. وصادف أن هذا الفصل الجديد في تاريخ الطيران بين البلدين جاء في توقيت حساس بعد 3 أيام علي وفاة فيدل كاسترو الذي انتقد »الإمبريالية الأمريكية» بشدة. وقالت »مارتا بانتين» المتحدثة باسم الخطوط الجوية الأمريكية »أصبحنا أول شركة طيران أمريكية تؤمن رحلة منتظمة إلي العاصمة الكوبية منذ أكثر من 50 عاماً». ونشرت »إدارة الأرشيف والوثائق الوطنية» الأمريكية رسالة غريبة تعود إلي عام 1940 وجهها كاسترو عندما كان عمره 12 عاما إلي الرئيس الأمريكي آنذاك »فرانكلين روزفلت»، طالبا فيها أن يرسل له مبلغ 10 دولارات أمريكية، لأنه لم يشاهد في حياته تلك العملة الخضراء.