بعد أن أسدل الستار علي عُرس الأولمبياد وعودة البعثة لأرض الوطن.. قضي أصحاب إنجاز رفع الأثقال أياماً قليلة من الراحة واحتفلوا مع أهلهم علي طريقتهم بالإنجاز الذي حققوه بالحصول علي ميداليتين برونزيتين ل»سارة سمير» و»محمد إيهاب» والمراكز المتقدمة لعدد آخر من لاعبي الأوناش المصرية. »أخبار الرياضة» احتفلت مع أصحاب الفضل والجنود الذين كانوا وراء الأبطال تدفعهم وتشد من أزرهم بعد المشوار الطويل من عناء التدريبات والمعسكرات والبطولات في طريق الوصول للميداليات. قرني صاحب الفرح: خطة الإعداد بدأت من لندن كمال محجوب: تعرضنا لحرب شرسة ولم ننظر إليها فتحي زريق: اعددناهم في المؤسسة العسكرية ل8 سنوات إبراهيم الخولي: اكتشفت سارة وعمرها 9 سنوات البداية كان اللقاء مع عريس الفرح خالد قرني المدير الفني لمنتخب رفع الأثقال والذي تحمل العبء الكبير والضغوط النفسية الشديدة والنقد الجارح، وواصل الليل بالنهار مع اللاعبين حتي تكلل بإحراز ميداليتين برونزيتين للاعبين محمد إيهاب وسارة سمير ومراكز متقدمة لخمسة من اللاعبين واللاعبات. وقال قرني الحمدلله علي هذا الإنجاز الذي تحقق وكلل جهودنا والتي بدأت بالفعل من قبل دورة لندن الأوليمبية والتي شاركنا فيها وحصلنا علي نتائج جيدة بحصول لاعب علي المركز الرابع وواحدة مركز خامس وآخر سادس ولاعبان في المركز الثامن.. ثم بعد تحليل عينات اللاعبين في دورة لندن الاوليمبيه حصلت عبير عبدالرحمن علي الميدالية الفضية وطارق يحيي علي البرونزية. وأضاف قرني أن هذه النتائج كانت دافعاً قوياً لنا ومنحتنا ثقة كبيرة وأن المنافسة علي ميدالية ليس صعباً وحلم قادرين علي تحقيقه خاصة أن مصر لم تحرز ميداليات في اللعبة منذ دورة لندن 1948. الإعداد من دورة لندن وأشار المدير الفني لمنتخب الأثقال أننا بدأنا العمل الجادي بعد دورة لندن وقدمنا خطة مدروسة فنية ومادية لوزير الشباب والرياضة قبل التأهل للأولمبياد وخطة أخري لما بعد التأهل لريو دي جانيرو، ووافق عليها وقدم لنا الدعم المالي الذي ساعدنا علي استكمال الاستعداد. وكانت البداية في بطولة العالم بكازاخستان 2014 وحصل محمد إيهاب علي ميداليتين فضيتين وبرونزية، وحصلت سارة سمير علي ذهبية. وقال قرني بعد ذلك في بطولة العالم بأمريكا حصلت سارة سمير علي المركز الرابع ومحسن إيهاب علي فضيتين وكل ذلك كان دافعاً لنا للتألق. وأضاف قرني أننا لم نقل أننا سنحرز ميداليات ولكن قلنا سننافس علي 3 ميداليات وأحرزنا ميداليتان وضاعت الثالثة لظروف إصابة شيماء خلف. خطة الإعداد وأرجع قرني إنجاز الأثقال إلي الإعداد الجيد لخطة الاستعداد وتنفيذ البرنامج بكل حذافيره من إقامة 3 معسكرات خارجية في الإمارات وأوزبكستان وفي ريودي جانيرو قبل الأولمبياد ومعسكرات أخري داخلية وكذلك المشاركة في بطولات العالم. وأشار قرني إلي أنه مع الاتحاد وضعوا معياراً مهماً لمشاركة أي لاعب في الأولمبياد وأنه يكون محققاً للمركز العاشر علي الأقل في بطولات العالم، وبالفعل حقق كل اللاعبين المعيار باستثناء لاعب واحد حصل علي المركز الثاني عشر فلم يشارك. وحول انتقادات البعض للمنتخب واللعبة قال قرني أنا أرحب جداً بالنقد البناء ولكن هناك من يقول إن هناك إصابات كثيرة في اللاعبين أؤكد أن متوسط الأعمار في المنتخب 30 و32 سنة لأنه لا يوجد قاعدة للممارسين بسبب ضعف الإمكانيات في مراكز الشباب والأندية بالإضافة لضعف مرتبات المدربين والتي تصل ل200 و300 جنيه في مراكز الشباب فأصبح المدربون يهربون من التدريب. وقال قرني هناك من يتربص بنا وبالاتحاد فيقول هناك أخطاء فنية ولم يذكر هذه الأخطاء ولكن لمجرد الهجوم علينا فقط. استمرار الخطة وحول الاستعداد لدورة طوكيو الأوليمبية قال قرني المفروض نأخذ راحة بعد مشوار الاستعداد والألمبياد ثم علينا أن نجلس مع الاتحاد ونضع خطة طويلة الأجل حتي طوكيو فنية ومادية ونقدمها للوزارة لاعتمادها. وأشار قرني إلي أنه لا يجب أن تتوقف خطط الإعداد علي رحيل مسئول أياً كان رئيس الاتحاد أو وزير الشباب والرياضة بل يتم الاستمرار في تنفيذ الخطة حتي لا يأتي مسئول جديد ويهدم الخطة وتبدأ من الصغر بعد ذلك مؤكداً ان هدفنا تحقيق الذهب في طوكيو. منظومة متكاملة وأكد محمود كمال محجوب رئيس اتحاد رفع الأثقال أن الإنجاز الذي تحقق كان نتيجة مجهود لمنظومة متعاونة ولم يأت النجاح بالصدفة، ورفع الأثقال هي اللعبة الوحيدة التي يتم التأهل فيها عن طريق ترتيب الفريق ككل في بطولتين عالم وهذا ما تحقق لمصر بحصولها علي المركز السادس في بطولتي العالم بكازاخستان 2014 وأمريكا 2016، وكان يسبقنا روسيا والصين وكازاخستان وكوريا الشمالية وبيلاروسيا وهذه هي الفرق التي تأهلت للأولمبياد فقط. وقال محجوب كان لزاماً علينا المشاركة في البطولتين بفريق كامل وفي كوتة اللاعبات تأهل لدينا 3 لاعبات وهي ثاني أعلي كوتة حيث كانت الكوتة الأعلي ب4 لاعبات وتأهلنا ب6 لاعبين و3 لاعبات. تحقيق المستهدف ويري محجوب أنه لولا الإعداد الجيد للخطة التي قدمها الاتحاد لوزارة الشباب وتتمثل في الإعداد الفني والمادي مدعمة بمستويات اللاعبين وظروف كل لاعب في الأولمبياد مدعمة بالرسم البياني كان سبباً في إقناع المسئولين بالوزارة علي صرف مبلغ حوالي 5 ملايين جنيه للإعداد. وأشار محجوب إلي أن الاتحاد حقق المستهدف بنسبة 95٪ من الخطة عن طريق ما تحقق من ميداليات في بطولتي العالم قبل الأولمبياد وما تحقق في البرازيل. واعترف محجوب بأن الاتحاد تعرض لحرب شرسة وهجوم غير مبرر رغم أن رفع الأثقال هو أكبر اتحاد حقق ميداليات ومراكز متقدمة في الأولمبياد، وكل هذا الهجوم لم يثنينا عن الهدف. وقال رئيس الاتحاد لكي نستمر في حصد الميداليات لابد من دعم الاتحاد معنوياً ومادياً.. وتساءل محجوب قائلاً: تصور أنه لا أحد يتكلم حتي الآن عن نجاحات الاتحاد بل كل الكلام عن الفشل.. واتهمونا بأننا سننافس علي كل الميداليات وهذا غير صحيح وأنا قلت إننا سننافس علي ميداليتين. اكتشفت ساره وكان أشد المسئولين فرحاً بإنجاز الأثقال هو العقيد إبراهيم الخولي نائب رئيس الاتحاد والمشرف علي اللعبة في المؤسسة العسكرية بالإسماعيلية ومكتشف اللاعبة سارة سمير صاحب البرونزية. وقال الخولي إن إنجاز الأثقال لا يوصف لأنه جاء نتيجة جهد وعرق وأن اللاعبين تحملوا المشاق ليصلوا إلي ما وصلوا إليه والفضل لله ثم للمنظومة العسكرية بمساعدة اتحاد اللعبة واللجنة الأوليمبية ووزارة الشباب والرياضة. وأشار الخولي أنه اكتشف اللاعبة سارة سمير عندما كان شقيقها محمد في المدرسة العسكرية بالإسماعيلية وأحضر سارة وهي بنت 9 سنوات، وكنت وقتها نائب مدير المدرسة العسكرية وتنبأت لها بمستقبل باهر وساعدتها وضمتها للمدرسة كلاعبة وليس طالبة. وقال الخولي إن لاعبي الأثقال في الأولمبياد كان من بينهم 9 لاعبين من المؤسسة العسكرية وهم سارة سمير، ومحمد إيهاب، وشيماء خلف- الحاصلة علي المركز الرابع من طلائع الجيش- ورجب عبدالحي الخامس، وإبراهيم رمضان التاسع من المؤسسة العسكرية بالإسماعيلية، وأحمد مسعد الخامس، وجابر فرحان ال12 من طلائع الجيش، وإسراء السيد السابع من المؤسسة العسكرية بالإسكندرية.. وهذا الأمر يؤكد أن المؤسسة العسكرية بالإسكندرية وهذا الأمر يؤكد أن المؤسسة العسكرية لها دخل كبير في تنمية مهارات اللاعبين ومساعدتهم فنياً وبدنياً. تحدثت »أخبار الرياضة» مع خبراء ومدربي رفع الأثقال عن فرحتهم بهذا الإنجاز.. ورؤيتهم الفنية لمسابقة الأثقال في ريودي جانيرو.. تحيه للمؤسسه العسكريه يقول العميد فتحي زريق خبير الأثقال المصرية والمشرف علي اللعبة في المؤسسة العسكرية: إنني أوجه التحية للمؤسسة العسكرية علي ما بذلته وقدمته وقامت به تجاه الأبطال حتي وصلوا إلي منصات التتويج الأوليمبية.. وأوجه التحية للمدربين الذين بذلوا الجهد مع اللاعبين حتي نجحوا في إحراز الميداليات، وقال يجب أن يعلم الجميع أن إعداد بطل أوليمبي يحتاج عمر تدريبي لا يقل عن 8 سنوات علي الأقل لكي تصل به للميدالية.. وهذا ما فعلناه مع الأبطال محمد إيهاب وسارة سمير وعبير عبدالرحمن. وأشاد العميد فتحي زريق بدور عمرو رمضان المدير الفني للمؤسسة العسكرية بالإسماعيلية في رفع الأثقال، والدور الذي يقوم به المدير الفني الكفء صبري عويس في الفيوم ومدربي الفيوم، وأشار أن فضل صبري عويس وجلال لن ينسي في رفع أثقال الفيوم. يقول عمرو رمضان المدير الفني بمؤسسة الإسماعيلية العسكرية: هذا الإنجاز الذي تحقق تاريخي.. هو فرحة لكل أسرة رفع الأثقال المصرية، وأود أن أشكر اللاعبين لأنهم تعبوا بشدة وكان همهم الفوز.. وتفرغوا له من خلال المعسكرات والبطولات، و»انحرموا» من ملذات الحياة الطبيعية سواء بالتواجد مع أسرهم أو بترك دراستهم مثل البطلة سارة سمير بنت الثانوية العامة. وقال إن فرحة الأثقال انطلقت قبل انطلاق الأولمبياد بإعلان فوز البطلة عبير عبدالرحمن بإحراز ميدالية فضية وفوز طارق يحيي بميدالية برونزية، ثم جاءت ميدالية برونزية من دورة بكين لعبير عبدالرحمن لتزيد من فرحة أسرة الأثقال. وقال رمضان إن سارة سمير والدها كان لاعب كرة قدم وكان يشجعها علي الرياضة والتفاني في رفع الأثقال، ونجحت في أولمبياد نانجينج بالصين أن تحرز ميدالية ذهبية، وعاودت الإنجاز في ريو لتحرز ميدالية برونزية. وقال عمرو إن كل هذه الإنجازات التي تحققت لا يمكن أن تنسينا الراحل د. محمود شكري صانع هذه الإنجازات والذي وضع قدم الأثقال المصرية علي المنصات العالمية والأوليمبية.. فوجب أن نقدم له التحية ولا نغفل دوره. الفيوم المظلومة أكد صبري عويس المدير الفني لأثقال محافظة الفيوم أن الفيوم أخرجت العديد من الأبطال في رفع الأثقال ويكفي أن ثلاثة رباعين من ستة شاركوا في الأولمبياد تخرجوا منها وهم محمد إيهاب وأحمد سعد وإبراهيم رمضان. وأشاد صبري بدور محافظ الفيوم الذي كرّم اللاعبين ومدير مديرية الشباب والرياضة الذي نتمني أن يستمر في المحافظة لدوره في دعم اللعبة. وقال عويس إن أبطال الأولمبياد يتدربون معه الآن في الفيوم وأن صالة استاد الفيوم ستظل مفتوحة لتخريج الأبطال والموهوبين الذين يحققون ميداليات تسعد الشعب المصري كله. وقال سعد محمد أحمد المدير الفني لطلائع الجيش إن شيماء تحدثت معه قبل أن تلعب بساعتين وطلب منها الاهتمام برفعة الخطف وإذا لم تحقق ما تريد تهتم أكثر في رفعة النطر ولا تنهار، وأكد سعد أن شيماء كان من السهل عليها تحقيق ميدالية أوليمبية لكن العامل النفسي مهم جداً لها ولم يتحقق معها في الأولمبياد.
