نهى رجب إلا انا، زي القمر، حكايات ورا كل باب، والعديد من الأعمال الدرامية التي أنتجتها مؤخرًا الدراما المصرية وتناقش القضايا الهامة التي تتعلق بالمرأة وتعزز من دورها المحوري في المجتمع، وعلى الجانب الآخر وفي ظل هذا الاهتمام الكبير بدور المرأة؛ أثار أحد مشايخ السلفية كعادته دائما وهو عبدالله رشدي الجدل بمنشور كتبه على حسابه الشخصى على أحد مواقع التواصل الاجتماعي لنشره صورة تسيئ للمرأة العاملة.. الأمر الذي دفع القومي للمرأة بالتقدم ببلاغ للنائب العام، تحدثنا مع حقوقيات وقيادات نسائية معنية بالدفاع عن حقوق المراة للرد على مثل هذه الفتاوى الغربية والشاذة، فى السطور التالية. البداية كانت أكثر من ساخنة مع دكتورة رانيا يحيى عضو المجلس القومي للمرأة التى أكدت لنا؛ بأن المجلس القومي للمرأة تلقى على صفحاته الرسمية العديد من الشكاوى من هذا المنشور المسيئ للمرأة العاملة من العديد من السيدات والفتيات يبدين رفضهن واستياءهن بل ويطالبن بمحاسبة هذا الشخص وعلى أثر ذلك يرفض ويستنكر المجلس القومي للمرأة بشكل قاطع أي شكل من صور العنف ضد المرأة بشكل عام أما بشكل خاص أعلن المجلس رفضه وإدانته البالغة لهذا المنشور الذي يتعارض بشكل صارخ مع مبادئ الدستور المصري والقانون التي تنص على عدم التمييز والمساواة بين الجنسين، كما أنه يشجع على الافكار النمطية التي تقلل من دور المرأة فى المجتمع الامر الذي قد يدعو إلى العنف ضد المرأة؛ لذا لم نتردد أن نتقدم ببلاغ إلى النائب العام ضد هذا الداعية؛ لنشره صورة على صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل في طياتها إساءة للمرأة العاملة، وتحريضًا ضمنيًا على العنف ضدها. وأكدت لنا عضو القومي للمرأة؛ أن هذا المنشور الذي يسيئ للمرأة العاملة يتعارض مع جهود الدولة لتمكين المرأة فى جميع المجالات حتى تقلدت أعلى المناصب القيادية ومازالت تتطلع نحو المزيد، وأضافت أن خطورة تأثير هذه الرسائل غير المنضبطة التي تسهم بشكل كبير فى تقليل احترام المرأة وبالتالي تزايد معدلات العنف ضدها. عقد الزواج أما مها أبو بكر المحامية بالنقض فقالت لنا: هذا المنشور يسيئ للمرأة بشكل عام والمرأة العاملة بشكل خاص ويسيئ أيضا للرجال الذين تعمل زوجاتهم؛ فهو من الناحية القانونية يكدر الامن والسلم العام؛ لأنه يساعد على إثارة الشكوك داخل الاسر المصرية وإشعال الفتن وزيادة المشكلات الزوجية التي تؤدي للطلاق بجانب أن هذا المنشور المسيئ يدخل تحت مايسمى جرائم التنمر والسب والقذف وأيضا التشهير وتعميم وتعمد الإهانة للأسرة المصرية بشكل عام، لان الست المصرية العاملة ليس لها زوج فقط لديها أب وابن وأخ وخال وعم، والحقيقة أنه يشوه أيضا شكل وجه مصر المستنير خاصة أن القيادة المصرية حاليا مهتمة بشكل خاص فيما يتعلق بوضع المرأة فى تطوير البنية التشريعية وفى الصحافة وفى الاعلام وفى الفن أيضا بإلقاء الضوء على الست المصرية ودورها فى المجتمع وقضاياها وآلامها وأملها فى نفس الوقت، الحقيقة أن مثل هذه المنشورات والافكار التي تبث فى نفوس أولادنا ومجتمعنا بها نية خبيثة فى شد مصر للخلف 500 سنة، لذلك لابد من محاسبة هذا الرجل وللأسف داعية، كما ارجو من وزارة الأوقاف الذي يقودها الدكتور أسامة الأزهري وهو عالم دين تنويري بحق فى منعه ومنع نشر هذه الافكار والفتاوى الخبيثة التي لا هدف لها سوى الخراب والعنف. أما نهاد أبو القمصان رئيس المركز المصري لحقوق المرأة فقالت غاضبة: «المنشور المسيئ للمرأة العاملة ويسيئ للرجال، وانا شخصيًا تقدمت ببلاغ للنائب العام ضد هذا الداعية؛ لارتكابه جرائم سب وقذف ومخالفة قيم الاسرة ونشر أفكار متطرفة؛ فهو يوافق على عمل المرأة لكن بشرط إذن زوجها، فكرة أن تأخذ الزوجة إذن زوجها فهذا مخالف لعقد الزواج المبني على إرادة الطرفين؛ لان عقد الزواج فى الاسلام مبني على إيجاب وقبول والرجل الذي يتزوج من امرأة عاملة لايحق له أن يطلب منها ترك عملها دون أسباب منطقية؛ لانه تزوجها من البداية تعمل والعكس إذا تقدم رجل للزواج وطلب من السيدة أن تعمل بعد الزواج من اجل مشاركته ومساندته فى أعباء الحياة لايحق لها ان ترفض بعد الزواج لانها بذلك تعتبر أخلت بالاتفاق الذي كان بينهما وهو «الايجاب والقبول» على شروط معينة؛فالزواج فى الاسلام مبني على القواعد والاصول إذا أخل طرف بهذه القواعد من حق الطرف الآخر أن يطلب الانفصال، الموضوع بسيط للغاية لماذا أذن عقلية بعض الاسر والحروب والعبودية التي يتعامل بها بعض الأزواج؟! وتضيف أبو القمصان؛ مشكلة أغلب السيدات الجهل بحقوقهن وعدم القراءة والاطلاع بشكل عام أنا أدعو جميع النساء بضرورة القراءة فى الدين والتفسير والسياسة والثقافة فى جميع المجالات لان الجهل بالمعلومات والمعرفة يؤدي إلى ضياع الحقوق وبالتالي يكن أسرى لهذه الافكار المتطرفة. نصيحة وتقول فاطمة خليل أمين لجنة المرأة بحزب الوفد: «هذا المنشور المسيئ للمرأة العاملة لايمثل إلا صاحبه فقط، وأنا ضد فكرة رجل وست هناك مساواة بين الرجل والمرأة على كافة الأصعدة، حيث أن الست المصرية أثبتت وجودها وكفاءتها فى جميع المجالات وفكرة الست مكانها بيت زوجها ووظيفتها خدمة زوجها ما هو إلا «كلام فارغ» لانه ببساطة نحن ندفع دم قلبنا فى مصاريف أبنائنا وبناتنا من اجل تعليمهم سواء فى الجامعات المصرية أو خارج البلاد بعد كل ذلك أقول لها «مكانك فى بيت جوزك»، انا لست ضد خدمة الزوج والبيت فهذا طبيعي ولكن فى المقابل غير مقبول قتل أحلامهن وفرض أفكار متطرفة تدعو للخراب بين الطرفين من ناحية، ومن ناحية أخرى الواقع الاقتصادي الصعب والمرير الذى يعيشه العالم أجمع الست يدها فى يد زوجها تشاركه وتسانده وتعمل خارج البيت من أجل تخفيف الاعباء المادية عنه فهل هناك بيت الآن يعمل بيد واحدة؟! اقرأ أيضا: القومي للمرأة: المجلس يقدم سلسلة متكاملة من الخدمات للسيدات نحن لانقبل بأي شكل من الاشكال الإساءة لسمعة الست المصرية لان المرأة المصرية من أحسن وأفضل النساء على مستوى العالم، فهى ست صابرة ومكافحة تواجه المصاعب وحدها لديها القدرة على حمل جبال دون أن تشتكي وبالمناسبة المرأة العاملة قد تجبرها ظروفها الحياتية للعمل ليس من سبيل الرفاهية أو من اجل تحقيق احلامها بل قد تكون ست معيلة أو مطلقة أو أرملة ولم تجد سبيلا سوى العمل حتى تستطيع أن تلبي احتياجاتها واحتياجات أبنائها الأساسية، المطلوب أن تقعد فى البيت محسورة مع الالم والندم لان هناك من يدعو لأفكار شاذة متطرفة تحث على تشويه سمعة المرأة العاملة، أنا انصح هذا الرجل أن يذهب للعلاج النفسي فهذا التفكير رجعي وغير مقبول بالمرة على سبيل المثال المرأة العالمة التي تخترع او التي تتنافس على أعلى المناصب القيادية أو الحاصلة على الدكتوراة فى شتى المجالات أو التي تحصد بطولات وجوائز عالمية أو الطبيبة التي تعمل فى المستشفى، ينفع أقول لها أقعدي فى البيت عشان تخدمي جوزك، الحياة مشاركة بين الزوجين داخل البيت وخارجه. أنا أعمل فى المجال السياسي على مدار 25 عاما وفى المجال الميداني أيضا وأحتك كثيرا بالسيدات والفتيات العاملات لذلك أستطيع أن أقول لكِ أن كثيرًا من الانجازات والمشروعات قائمة على مجهودات المرأة. أما النائبة مايسة عطوة عضو البرلمان فقالت: «نرفض المساس بالمرأة المصرية بأي شكل من الاشكال ونحن فى ظل إيمان من القيادة السياسية بدور المرأة الداعمة والمساندة لقضاياها؛ فهى تعيش أزهى عصورها خاصة بعد الحقوق الدستورية التي حصلت عليها من قوانين واستراتيجيات وبرامج تنفيذية وخلق مناخ ملائم كي تعمل وتنجح؛ لذلك لايقبل بعد كل ذلك الالتفات الى مثل هذه الافكار الغريبة على مجتمعنا والتي تميل كل الميل الى الجهل والتفكير الرجعي، فالمراة المصرية هى الزوجة والام والاخت ومن العيب الشديد المساس بأخلاقها أو حتى مجرد التلميح بالشكوك غير البريئة وتعمد إهانتها بشكل صريح ونحن نشيد جميعا بتحرك المجلس القومي للمرأة فهو المعني بالدفاع عن حقوق المرأة والتصدي لجميع أشكال العنف ضدها.