الزعيم اليوغوسلافي الراحل جوزيف تيتو هو بلا جدال الأب الروحي ليوغوسلافيا السابقة، ذلك الزعيم الذي كان يتمتع بكاريزما ساحرة لدي الشعب اليوغوسلافي بكافة طوائفه، فهو المحرر لها، وهو الذي استطاع أن يحافظ علي استقلاليتها دون تبعية للشرق أو الغرب في فترة عصيبة من الحرب الباردة بين الكتلتين الغربية والشرقية وكانت لبلاده علاقات طيبة مع الجميع. وظلت يوغوسلافيا موحدة تحت رايته طيلة فترة حياته ولم تعرف الانقسام إلي أكثر من دولة إلا بعد مغادرته الحياة. تيتو أيضا كان صديقا محبا لمصر طيلة حياته وكان من الزعماء والآباء المؤسسين لحركة عدم الانحياز مع الزعيم الراحل جمال عبدالناصر والزعيم الهندي جواهر لال نهرو، وقد ورثت دول يوغوسلافيا السابقة عن تيتو هذا العشق لمصر، وبالرغم من انقسام البلاد إلي دولة الصرب وعاصمتها بلجراد ودول أخري مثل كرواتيا وسلوڤينيا ومقدونيا والبوسنة وكوسوڤو والجبل الأسود إلا أن كافة الدول الأعضاء في يوغوسلافيا السابقة لم تتخل عن موروثات تيتو وحافظت علي علاقاتها الطيبة مع مصر الدولة الصديقة للجميع بالرغم من وجود بعض الخلافات بينهم في بدايات الانفصال.. وبالرغم من مرور عشرات السنوات علي رحيل تيتو إلا أن أبناء الدول التي انبثقت عن دولة يوغوسلافيا القديمة مازالوا يكنون له مشاعر الود والإخلاص لذكراه ويعتبرونه الأب الروحي لهم جميعا ومازالت بلجراد عاصمة يوغوسلافيا القديمة وعاصمة الصرب حاليا شاهدة علي ملامح عصر تيتو.. ملامح الزمن الجميل لكل من عاصر دولة يوغوسلافيا في ظل حكمه الرشيد..