قائد مدرعة التأمين أنقذته العناية الإلهية ..ومجند البوابة الرئيسية طار 10 أمتار من شدة الانفجار مازالت تسيطر حالة الحزن علي اهالي المنصورة بعد حادث تفجير مديرية أمن الدقهلية والذي راح ضحيته 16 شهيداً و134 مصاباً خرج الكثير منهم بعد تحسن حالته الصحية في حين تبقي 34 مصاباً 20 منهم بمستشفي الطوارئ و14 في مستشفي المنصورة العام ..ارتسمت علي وجهم حالة من الذهول لا يصدقون حتي بعد مرور يومين علي وجودهم بالمستشفيات ان هناك اشخاصاً تملك الجحود قلوبهم .. وسيطرت فكرة الانتقام لمجرد الانتقام علي عقولهم من ابرياء لم يقترفوا شيئا سوي انهم يحمون تراب الوطن من اي معتد تسول له نفسه المساس بامن المواطن.. جلسنا معهم ونظروا الينا نظرات غاضبة علي ما حدث يتذكرون كيف مرت عليهم الدقائق القليلة التي وقع فيها الانفجار ولحظات الرعب التي رأوها كان الموت فيها اقرب من الحياة .. مصطفي الهادي السيد امين شرطة رقد ينظر الي سقف الغرفة غير مصدق ما حدث فدقائق معدودة انقذته من الموت فو قائد المدرعة التي تتمركز بالشارع الذي شهد الانفجار حيث دخل الي مبني المديرية قبل الحادث ب5 دقائق لقضاء حاجته وحين خروجه الي المديرية متجها الي المدرعة وقبل الوصول اليها ب10 امتار شهد انفجاراً هز ارجاء المدينة لتتطاير اجزاء المدرعة امام اعينه وتتناثر جثامين 4 من المجندين كان متواجدين داخلها ليسقط علي الارض مغشياً عليه بعد ان اصابته الشاظية التي تساقطت من الحوائط المديرية . "الشاهد الوحيد" وعلي السرير المواجه له التقينا ب محمد صلاح عبد الله 29 سنة يعمل باحد محلات الملابس المتواجدة بشارع العباسي المجاور للمديرية فبدأ يروي لحظة الانفجار وسبب تواجده في محيط الحادث في هذه الوقت فقال: "انا كنت لسه مخلص شغلي وروحت لمحل موبيلات علشان اصلح تليفوني" وبخصوص لحظة الانفجار قال "الي انا شفتوا بالظبط خروج عربية شرطة من الشارع واول مخرجت دخلت العربية الي انفجرت وكان جوه واحد بس الي سايقها وبعدها مشفتش حاجة وفقدت الوعي لحد ما وصلت المستشفي".. اما فاروق الشحات عبدالعاطي رقيب شرطة فقال انه يعمل بالحماية المدنية وحضر الي ديوان المديرية قبل الحادث ب 10 دقائق حيث دخل مكتب شئون الخدمة وفجأة وجد زجاج الغرفة يتطاير بالاضافة الي الشبابيك من قوة الانفجار فاصيب بجروح قطعية باماكن متفرقة من الجسد وقال انه سمع صوت انفجار متتال لمدة دقيقة كاملة. في حين اكد احمد ابراهيم احد المجندين من ابناء محافظة القليوبية انه كان يققف بالخدمة امام الباب الرئيسي بالمديرية ليجد نفسه طائراً بالهواء وسقط علي بعد 10 امتار في لحظة سماعه دوي انفجار ويجد زملاءه يتساقطون امام عينيه ما بين مصاب وشهيد غير مدرك ما يحدث ليجد نفسه بعده علي سرير بمستفي الطوارئ بالمنصورة. "اهتزت الارض" وفي احد العنابر التي التقينا فيها بالمصابين الذين بدا علي وجوههم علامات الغضب قال نبيل نصحي عبد اللطيف "36 سنة" امين شرطة بالامن العام بالمديرية "انني كنت متواجداً بالمكتب بالدور الخامس وفي حوالي الساعة الواحدة ونصف بعد منتصف الليل فوجئت بصوت دوي الانفجار وانقطعت الكهرباء واهتزت الارض تحت قدمي فاسرعت للصعود الي اخر دور للمديرية للهرب واول ما وصلت للسطح سقط فاقد الوعي ولم ادرك شيئاً الا داخل المستشفي ملفوف الراس نتيجة الاصابة بقطع" .. وجه رسالة الي اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية "عايزين حقنا وربنا يعينوا". وعلي احد الاسرة المتواجدة بذات العنبر التقينا بوائل صالح نصر امين شرطة والذي ظل ينظر هنا وهناك في محاولة يائسة منه لعدم التركيز مع الاصابة التي المت به جراء الانفجار ليقول انه كان يجلس داخل مبني مديرية الامن وسمع دوي الانفجار وفوجئ بالمبني ينهار وهرول مسرعا ليخرج من المديرية ونافورة دماء تخرج من راسه بعد اصابته نتيجة انهيار سقف احد الادوار فوق رأسه . "فقدت وعيي" وانتقلنا الي دور اخر وعنبر جديد يوجد بداخله ابطال دفع اصابتهم ثمنا لقضاء علي اشكال الارهاب الاسود لنجد محمد رضا عبد الله "23 سنة" مجند متبق علي انهاء مدة خدمته شهر واحد ولكن يشاء القدر ان يقع الحادث قبل ان ينهي مدته ليكون ضمن ضحايا الواجب والذي اصيب بجرح قطعي في الراس وكدمات بالحوض والقدمين ..والذي روي لحظة الانفجار انه كان قد أنهي خدمته وقبل خروجه من المديرية سمع دوي الانفجار فسقط علي الارض فاقدا للوعي ولم يدرك شيئا بعد ذلك الا في اليوم التالي داخل مستشفي الطوارئ ..ويطالب وزير الداخلية بإعادة حقه وحق زملائه. وعلي السرير المجاور له جلس خطيب السيد هاني "39 سنة" متزوج ولديه 4 اولاد والذي اصيب اثناء فترة عمله بالبنزينة المجاورة للمديرية الامن وفوجئ بانفجار هز ارجاء المدينة جعل البنزينة تتساقط اجزائها فوق راسه الامر الذي اصابه بكدمات متفرقة بجميع انحاء الجسم وبالعين اليسري.