روى عدد من مصابى تفجير مديرية أمن الدقهلية، تفاصيل الانفجار، ولحظات الرعب والموت والدم، وقال المصابون المحتجزون داخل عدد من مستشفيات المنصورة، ل«الوطن» إن جثامين الشهداء والأبواب والحجارة المتهدمة من المبانى المتضررة تطايرت وسقطت عليهم. وعاشت «الوطن» 7 ساعات مع المصابين فى 3 من مستشفيات الدقهلية، وقال مصدر طبى إنهم استقبلوا 103 مصابين، بجروح قطعية وكسور ونزيف بالمخ، مضيفاً أن بعضهم أصيب بحالة انهيار عصبى وحالات هيستيرية بسبب ما شاهدوه ومروا به. وفى مستشفى المنصورة الدولى، الذى استقبل 43 مصاباً وجثمانى شهيدين، تجمهر أهالى الشهداء والمصابين فى الطرقات وأمام المشرحة، وقال أحد المصابين ويعمل أمين شرطة بالأمن العام: «سمعت صوت انفجار عالٍ، أثناء كتابتى تقريراً، ولم أتوقع أبداً أن يكون الانفجار ناجماً عن عمل إرهابى، وخرجت للنظر من الشرفة المجاورة لى، ولم أجدها، وبعدها فقدت الوعى ولم أفق إلا وأنا على سرير المستشفى، وجدت الدماء تملأ وجهى وملابسى. وجلس مجند، فى حالة انهيار تام، على سرير بالقرب من الأمين المصاب، وهو يردد عبارة: «انفجار شديد.. زملائى غير موجودين.. قتلنا الإرهابيون». وقال مجند كسرت قدمه فى الانفجار: «كنت داخل المديرية، ولم أر شيئاً، مما حدث بالخارج، ولكنى رأيت الأبواب تتطاير بالداخل والسقف يتساقط علينا، وزملائى الذين كانوا بجوارى وجدتهم جميعاً على الأرض، والدماء تغطى المكان». وأمام مشرحة المستشفى، احتشد العشرات من أهالى الشهداء، وزملائهم، وقال شقيق الشهيد سعد مصطفى المرسى: «فقدت شقيقى فى لحظة، ولا أستطيع أن أصدق أنه استشهد، منهم لله الإرهابيين ربنا ينتقم منهم.. قتلوا أخى أقرب الناس لى وفوضت أمرى لله». وفى مستشفى طلخا المركزى، والذى استقبل 27 مصاباً وأربعة شهداء، قال مجند مصاب، إنه كان واقفاً خارج المديرية وقت الحادث، مضيفاً أن كل السيارات الموجودة بمحيط المبنى انفجرت، كما أنه شاهد أشلاء جثامين زملائه من المجندين والضباط تتطاير فى الهواء. وقال أحد المواطنين، الذين أصيبوا فى التفجير: «كنت أمر من أمام مديرية الأمن، فى طريقى لمنزلى، وتلقيت اتصالاً من أحد أصدقائى طلب منى أن أنتظره قليلاً، لأنه قادم بسيارته، وفجأة وقع الانفجار فتطايرت أجزاء من الطوب والحجارة تجاهى، ففتحت رأسى. وأضاف المصاب، صالح على: أعمل فى محل للتليفون المحمول وكنا على وشك أن نغلق المحل، وفوجئت بانفجار هائل ألقى بى خارج المحل وتسبب فى كسر ذراعى. وأوضح، ثروت يحيى، مصاب، أنه: بعد الانفجار سارعت مع عدد من الأهالى لفتح خراطيم الإطفاء الموجودة بمحطة البنزين المجاورة للمديرية، لمنع امتداد النيران إليها، وخلال ذلك سقطت حجارة كبيرة علينا، ففقدت الوعى ووجدت نفسى فى المستشفى مصاباً فى رأسى. من جهته، قال شقيق المجند محمد صابر مطاوع، أثناء وقوفه أمام مشرحة المستشفى فى انتظار خروج الجثمان: أخى كان ينتظر انتهاء فترة تجنيده، حتى يسافر لأى دولة عربية ليبدأ فى تكوين مستقبله، ولكن الإرهابيين قتلوه وحرمونا منه، مضيفاً: «آن الأوان أن يصدر قانون الإرهاب، وأن تضع الحكومة جماعة الإخوان على قائمة الجماعات الإرهابية». فى المقابل، استقبل مستشفى الطوارئ بجامعة المنصورة، 47 مصاباً و6 من الشهداء، بينهم العقيد سامح السعودى، مدير الرقابة الجنائية بمديرية الأمن، وأغلقت قوات الأمن شارع جيهان، الموصل للمستشفى. وقال أحد المجندين المصابين، ل«الوطن»: «عشنا لحظات رعب حقيقية لا يمكن أن توصف، فقد وجدنا كل شىء ينهار فى الشارع، وتطايرت عشرات السيارات المحطمة وأجزاء من الجثث أمام أعيننا».