داخل أحد البيوت السورية التي حفر عليها الزمن بصماته وملامح العروبة.. أعدت الأم طعام الافطار.. لا أحد في البيت بعد مغادرة الأب سوي ابنها الصغير حمزة.. نادت علي ابنها.. كان ينتهي من ارتداء ملابسه وفوق وجهه الأبيض الجميل فرحة، وبين عينيه الواسعتين يشع بريقاً يتدفق في نظرات الصغير، حمزة يبدو علي عجلة من أمره وأمه تلاحقه! مفيش نزول قبل ما تفطر.. يا حبيبي - ماما.. لازم كل واحد فينا يكون في الشارع دلوقت.. خلاص الحرية قربت.. والبوليس مش هيقدر علي الناس! ايه الكلام الكبير ده يا حمزة.. ده انت لسه صغير يا ولدي - أنا طول عمري هافضل صغير في نظرك علشان أنت أمي.. لكن لازم أكون في نظر سوريا كبير.. أنا واحد من الشعب وسوريا أم الشعب كله!! مين علمك الكلام ده كله؟ - حب سوريا يا أمه.. مش كفاية أبوك.. خليك أنت يا ضناي! - ابقي خاين يا أمه طب والأكل ده يا حمزة.. أوديه فين - كأني صايم.. خليه افطر بيه لما ارجع!