لو كان الامر بيدي لطلبت من جميع المصريين ان يحنوا رؤوسهم تحية وإجلالا لرجال القوات المسلحة الذين عاهدوا الله علي حمايتنا وانتزاع حالة الخوف والهلع التي اصابت الشارع المصري بعد الإعلان عن وجود ميليشيات قتالية لإرهاب وترويع امن الوطن. من واجبنا ان نضرب تعظيم سلام لهم علي وقفة قائدهم الشجاع وهو يعلن في قوة بطولية وطنية ان الموت اشرف لرجال القوات المسلحة من ان يمس احد من شعب مصر في وجود جيشه وان الجيش لن يصمت امام تخويف وترويع اهالينا المصريين.. قالها الفريق اول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع وقائد الجيش الذي استحق فخر وعظمة الرجال علي وقفته في حماية امن المواطن وامن الوطن، وكون ان القائد العام للجيش يبعث بهذه الرسالة النارية لكل من تخوله نفسه ويفكر في الخروج عن الشرعية ويستخدم السلاح في نشر الرعب والفزع تحت شعار حماية الشرعية، فالرسالة عنوانها ان القوات المسلحة لن تسمح بوجود قوة عسكرية شرعية غيرها لحماية هذا الوطن لان امن الوطن وامن المواطن هو امانة في عنقها .. - لذلك اقول جميل جداً ان يكشف القائد العام للقوات المسلحة عن العين الحمرا ويكشر عن انيابه امام اي محاولة تستهدف امن الوطن والتاريخ العسكري يقول هكذا يكون رجال الجيش.. فقد اكد السيسي انه ليس سهلا وليس هو القائد الذي يعطي ظهره للمواقف التي تطول من امن المواطن، ياعالم افهموا ان السيسي ليس هذا الرجل الذي يسمح لأي قوة مهما كانت حصانتها بأن تستخدم السلاح ضد ترويع المواطنين، ليس بالضرورة ان تكون هذه القوة من جماعة الإخوان فقد تكون لفصيل اخر يعز عليه ان تخرج المسيرات الشعبية بسلام فتراه يحاول ان يستغل التظاهر السلمي ويندس لإثارة الشغب بين المواطنين باستخدام السلاح ليحقق مآربه واغراضه الدنيئة في افتعال ثورة الغضب أو الدخول في صدام يؤدي الي حرب اهلية. فالقوات المسلحة لن تسمح لأي كائن كان باستخدام السلاح او الخروج عن الشرعية وتحويل المسيرات الوطنية الي فوضي. - أعتقد ان الرسالة قد وصلت ومن المؤكد انها جاءت في موعدها بعد حالة الرعب التي انتابت الشارع المصري بعد جمعة الغضب التي استعرض التيار الإسلامي فيها عضلاته وخرجت بعض الاصوات غير المسئولة وهي تعلن عن وجود تشكيلات قتالية عندها علي استعداد للدخول في مواجهة مع المسيرات الشعبية يوم 30 يونيه.. وكان البلد لا فيه جيش ولا فيه رجال قادرون علي حماية هذا الوطن.. والله عيب ان تخرج علينا هذه التصريحات غير المسئولة في توقيتات صعبة ونحن في حاجة الي التهدئة وجمع الشمل وان تكون وقفتنا سلمية سلمية.. وفيها إيه لما نفسح للتيار الشعبي في ان يعبر عن مطالبه في مسيرات سلمية .. المفروض ان النظام هو خط الدفاع الاول لحماية هذه المسيرات وهذا هو ما يؤكده رئيس الحكومة، وكون ان يخرج علينا هشام قنديل في تصريحات عديدة وهو يعلن عن ترحيب الحكومة بالتعبير السلمي ليس معناه ان الحكومة ليست منزعجة من اي مسيرة سلمية بدليل المخاوف التي لديها من وصول المندسين في هذه المسيرات الي مقر مجلس الوزراء فلذلك قرر رئيس الحكومة تعلية اسوار المجلس ليصبح ارتفاع السور ثلاثة امتار خشية من استهداف المجلس علي اعتبار انه منشأة عامة.. - علي اي حال الوقفة الشجاعة لقواتنا المسلحة قطعت الطريق علي المندسين من خارج مصر سواء كانوا من حماس او كتائب القسام ولا نعرف كيف هانت عليهم انفسهم ان يمدوا سلاحهم في البلد الذي ضحي برجاله من اجلهم، هل معادن الرجال في اشعال النيران وان يكون الفتيل من جانب الذين اكلوا من خيرات هذا البلد واحتموا برجال قواتها المسلحة في حرب 48 وحرب 67 وحرب 73 بهذه السرعة نسوا كم دفعت مصر فواتير شهامتها معهم من شهدائها .. والله عيب ان نسمع انهم يخططون علي إشعال الفتن وإثارة الرعب والفزع بين الآمنين حتي ولو كانت دعوتهم من جانب قلة معدومة الضمير. - مصر هي مصر برجالها ونسائها وشيوخها وشبابها، فإذا كان قدرها عدم الاستقرار لفترة فليس معناه ان الحياة توقفت، فالحمد لله ان الطفل يستيقظ علي كوب لبن والمواطن علي رغيف العيش والمريض علي الدواء فالدنيا والحمد لله لا تزال بخير، ونطلب من الله ان تمر الايام القادمة بسلام ويعيش شعب مصر.