سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مرسي يبدأ بعد غد أول زيارة لرئيس مصري لدول أمريكا الجنوبية قمة مصرية برازيلية وزيارة لمدينة المال والأعمال في ساوباولو وتوقيع 22 إتفاقية بين البلدين
يقوم الرئيس محمد مرسي بزيارة للبرازيل خلال الفترة من 7 9 مايو القادم وتعد الزيارة تاريخية فهي الأولي لرئيس مصري ليس فقط الي البرازيل بل الي أي دولة في أمريكا الجنوبية. وتعد زيارة الرئيس الي البرازيل أخر محطة لزيارات الرئيس مرسي التي قام بها في دول تجمع البريكس للاقتصادات البازغة حيث سبق أن زار كلا من جنوب أفريقيا وروسيا والهند والصين. فزيارة الرئيس الي جنوب افريقيا وبعدها الي روسيا استهدفت الانفتاح من جديد علي الدول المكونة لتجمع البريكس او الاقتصادات البازغة وقبل ذلك زار الرئيس الصين والهند وهي الدول المنضوية في هذا التجمع فضلا عن الامكانات الكبيرة التي تتمتع بها اقتصادات هذه الدول والتي يمكن الاستفادة منها في اقامة تعاون مشترك في كثير من المجالات في اطار من المصالح المشتركة والاستفادة المتبادلة ففي 27 مارس شارك الرئيس محمد مرسي في قمة دول " بريكس" التي عقدت في مدينة ديربان بجنوب أفريقيا وتبادل مع رؤساء الدول المشاركة كيفية التعاون واستثمار العلاقات في كافة المجالات، وكانت علي أولوية اللقاءات مع الرئيس الروسي " فلاديمير بوتين"، والزيارة إلي روسيا الاتحادية، ثم اللقاء مع رئيسة البرازيل ديلما روسيف علي هامش الاجتماعات. وبنظرة متعمقة الي الرحلات الخارجية الي كل من الصين والهند والدول الافريقية واخيرا الي روسيا ومن بعدها البرازيل يمكن ان يحقق الاقتصاد المصري قفزة غير تقليدية اذا استفاد من اقتصادات هذه الدول ، فالبرازيل استطاعت خلال فترة وجيزة ان تتعافي من ازمتها الاقتصادية التي تعرضت لها في حقبة التسعينيات من القرن الماضي وأصبحت خلال سنوات قليلة ، احدي الدول المقرِضة للبنك الدولي بعد أن كانت مدينةً له. والمؤكد أن التعاون المصري البرازيلي لا زال دون مستوي التطلعات إذ تؤكد الإحصائيات الرسمية أن حجم التبادل التجاري بلغ نحو ثلاثة مليارات دولار والميزان التجاري يميل لمصلحة البرازيل، حيث تستورد مصر من البرازيل بما قيمته نحو 2.7 مليار دولار، في حين تستورد البرازيل من مصر ما قيمته 300 مليون دولار. وتستهدف زيارة الرئيس محمد مرسي الي البرازيل الإطلاع عن قرب علي تجربة البرازيل في النمو الاقتصادي والتي ارتبطت بتعزيز الإصلاح المؤسسي ومكافحة الفساد بكل صوره والشفافية ومصارحة الشعب بحقيقة الأوضاع الاقتصادية منذ بدء برنامج النهضة التنموي وعدم اعطاء وعود براقة وإنما وعود بتحسن الأوضاع مع العمل والانتاج كما تستهدف زيارة الرئيس مرسي الي البرازيل الإستفادة من تجربة الدور الاجتماعي للبرازيل التي تبنت فكرة إدماج العدالة الاجتماعية كأحد مكونات التنمية والتي تهدف بالأساس إلي تمكين الفئات المهمشة والفقيرة من خلال برامج مكافحة الفقر وتحويلهم من قوي هامشية إلي قوي منتجة وليست فقط متلقية للمعونات والمساعدات الاجتماعية وهذا هو جوهر وفلسفة التمكين السياسي والاقتصادي للفئات الأكثر فقراً . كما تستهدف الزيارة ايضا التنسيق بشأن قضايا السياسة الخارجية المشتركة فقد كانت البرازيل من المنادين بضرورة تغيير قواعد النظام الدولي السائد، والمطالبة بزيادة عدد الدول المتمتعة بمقعد دائم في مجلس الأمن، ووفق هذه الرؤية لم يكن مستغرباً ملاحظة تنامي دورها في العديد من الملفات الدولية وعلي رأسها الإسهام الفعال في مجموعة العشرين التي حاولت معالجة الأزمة المالية العالمية الأخيرة، والقضايا المتعلقة بالبيئة والتغيرات المناخية والاتفاقات والمعاهدات المنظمة للتجارة الدولية، بل وفي الأزمات المتفجرة في منطقة الشرق الأوسط كماحدث مؤخرا في الخلاف بين الغرب وإيران علي خلفية برنامجها النووي، وتنسيقها مع تركيا في هذا الأمر.