التصريح الذي أدلي به فضيلة الدكتور أحمد المعصراوي حول ضعف مستوي الحفظة في مصر تصريح خطير لا يجوز لأحد ان يتجاهله لأنه صادر عن أهل التخصص فالدكتور المعصراوي شيخ عموم المقاريء كما أنه من العلماء الناشطين في مجال المسابقات القرآنية حيث يشارك في معظم المسابقات المسابقات العالمية ولديه مركز عالمي لاجازة الحفظة أي أنه يتحدث عن علم وعمل ويصبح تحذيره من الأهمية بمكان خاصة أنه ذكر انه عائد لتوه من مسابقة فوجيء بأن الذين اجتازوا المراحل الأولي في المسابقة يعانون من لحن واضح. ويصبح السؤال لماذا حدث هذا...؟ وهل يأتي ضعف هذا المستوي في اطار حالة عدم الاتقان العامة التي تجتاح جميع مجالات الحياة بالمجتمع ام ان الأمر له أسبابه الأخري..؟ ان التاريخ يذكر أنه في أزمة الاحتلال التي كانت تدرك ان الازهر والدين هما عائق المحتل الأول كان حفظ القرآن في أعلي مستوياته ودرجاته .. صحيح كان العدد يتراجع إلا ان مستوي الحفظ ظل علي حاله وكانت محاولات تهميش الأزهر علي اشدها لكن من التحق به تخرج فيه وكأنه يعطينا مثالاً حيا لقوله تعالي «إن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين» بل كان الرجل بألف في الأداء. والتاريخ يذكر ايضا ان فضيلة الشيخ جاد الحق علي جاد الحق عندما أراد أن يعيد حالة حفظ القرآن إلي ابناء مصر بعد ان تقلصت الكتاتيب دعا كل الحفظة في مصر ومنح كل حافظ مكافأة وجعل له مكافأة عن كل طفل يحفظ وجعل لكل طفل مكافأة عن كل جزء يحفظه فعادت مصر كلها في قراها ومدنها الي حفظ القرآن وشهد المجتمع المصري أو المجتمع الأزهري اضافة إلي تجربة الامام الأكبر عبدالحليم محمود الذي فتح المعاهد الأزهرية في كل مكان ومنح حق دخولها لكل من شاء فأضاف إليها الشيخ جاد أن الداخلين اليها صاروا من الحفظة وشهدت مصر أئمة جددا يحفظون القرآن حفظا جيداً ويبرعون في أداء عملهم ويحصلون علي المراكز الأولي في كل المسابقات واتجه الناس الي الأزهر الشريف يتعلمون فيه العلوم الدينية والعلوم العامة حتي وصل عدد الطلاب الي نصف مليون في الجامعة. فجأة الغي فضيلة الامام الراحل محمد سيد طنطاوي المكافآت وحصرها في مسابقة عامة كل عام فعاد المحفظون ينشغلون بهموم حياتهم ويعانون الحصول علي لقمة العيش فوقع الحفظ فيما وقعت فيه كل مجالات الحياة من عدم الاتقان والاهمال وسيظل حتي يعود المحفظ الي حالة الأمان الحياتي الذي حققه له الشيخ جاد رحمه الله ويعود الطفل إلي الأمل في المستقبل والأمان الحياتي ايضا. المحرر [email protected]