أيد كبار قراء القرآن الكريم ما أثاره شيخ عموم المقاريء المصرية الدكتور أحمد عيسي المعصراوي من ان مستوي الأداء القرآني لحفظة القرآن الكريم يتراجع رغم كثرة عدد الحفظة وانه يعاني في المسابقات الدولية القرآنية والمحلية التي يحكم فيها لانتقاء حفظة وحافظات متميزين في أدائهم القرآني وان ذلك يهدد بزوال دولة التلاوة المصرية التي ظلت علي مر السنين معقلا لتلاوة القرآن في العالم الاسلامي. ودعا كبار القراء الي ضرورة أن يوجه الأزهر ميزانيته التي تقدر بنحو 21 مليون جنيه سنويا وأن توجه الأوقاف عائدات نحو 2978 وقفية لرعاية حفظة القرآن الكريم مجددا لرعاية الكتاتيب التي تسبب اهمالها في هذه الكارثة وأضحي يهدد مصر دولة تلاوة وحفظة القرآن الكريم. وحث القراء علي ضرورة اعتماد الإجازة كسند مثالي لإجازة قراء القرآن الكريم الذين ضعف مستواهم وتراجع أداؤهم بسبب اهمال الكتاتيب واعتماد معظمهم علي اجادة أرباع معينة من القرآن فقط دون حفظ لا اجادة القراءات. حول هذه القضية تدور سطور هذا التحقيق. قال د. المعصراوي في حفل تكريم حفظة القرآن الكريم الذي نظمته الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم تشارك مصر كل عام في مختلف المسابقات الدولية ووزارة الأوقاف تشارك ولكن كثيرا لا نحقق المراكز الأولي إلا هذا العام بفضل الله ثم جهود معالي الدكتور محمود حمدي زقزوق وفازت احدي الفتيات في الأردن ثم حققنا مراكز متقدمة في مسابقات كل من الأردن ودبي. أشار إلي ان الأمر يحتاج الي اهتمام أكثر وأكثر للأداء الجيد وذلك أمر واجب حتي نفخر بأننا حقا دولة التلاوة حتي يفيد لمصر تاريخها القرآني الذي نفخر به دائما وسوف نجاهد أنفسنا لنهتم بهذا الأمر. كان الدكتور عبدالله بن علي بصفر الأمين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم في الحفل قد سبق د. المعصراوي بالتحدث قائلاً: ان القراء الصغار في كل أنحاء العالم يتعلمون قراءة القرآن الكريم وتجويده علي نهج وبتقليد كبار قراء مصر كالشيخ محمد رفعت والشيخ مصطفي اسماعيل والشيخ محمود خليل الحصري والشيخ عبدالباسط عبدالصمد وهذا تأكيد علي مكانة مصر اسلامياً وعربيا بين حفظة القرآن بل هي بلد الحفظة إذ ان بها أكبر عدد من حفظة القرآن الكريم في العالم الاسلامي ونجدهم في كل ألوان واتجاهات المسابقات القرآنية التي تنظمها. أضاف ان اقامة مسابقات للفتيات من حفظة القرآن الكريم تشجيع علي قيام اسر مسلمة صالحة لأن تلك الفتاة ستصبح هي الأم في المستقبل القريب. وبعد كل هذا الاطراء الذي قدمه الدكتور بصفر علي دور مصر كدولة تلاوة القرآن وحفظة القرآن جاءت كلمة د. المعصراوي صادمة وموجعة وجرس إنذار خطير لأنها صادرة من شيخ عموم المقاريء المصرية. غياب الدولة وانشغال الأسرة ولعل الأخطر من ذلك هو تأييد بعض كبار المشايخ لما قاله الدكتور المعصراوي يتقدم الشيخ محمد محمود الطبلاوي نائب رئيس نقابة قراء مصر وأحد أبرز اعلام القراء في مصر والعالم الاسلامي فيقول: نعم مستوي الأداء القرآني في مصر يتراجع وكلام شيخ عموم المقاريء صحيح والعلاج يجب أن تكون بدايته من الأسرة ومراعاة المحفظين ويكرمونهم حتي يهتموا بالأبناء.. مشخصا سبب ذلك غياب الدور الفاعل للكتاتيب ورفع الدولة لدعمها عنها بل وغياب الرقابة. طالب الشيخ الطبلاوي بضرورة عودة الأزهر والأوقاف لدعم الكتاتيب كما كان الأمر في السابق وانه بدلا من تخصيص الأزهر لنحو 21 مليون جنيه للمسابقة السنوية الكبري علي أهميتها إلا ان الأولي والأكثر أهمية والأفعل نتاجا هو توجيه الدعم بشكل مباشر للكتاتيب والمحفظين حتي يهتموا بحفظة القرآن الكريم وكذلك ضرورة أن يعود الأزهر للتفتيش المباشر والرعاية من الأوقاف. عودة أموال الوقف قال الشيخ أحمد محمد عامر عضو مجلس نقابة قراء مصر ونقيب قراء محافظة الشرقية والمحكم الدولي في مسابقات القرآن الكريم: أتفق تماما مع ما قاله شيخ عموم المقاريء المصرية الدكتور المعصراوي موضحا ان أغلب القراء الآن لا يراعون حق تلاوة القرآن وحتي المعتمدين منهم في الاذاعة وانه كم اشتكي للدكتور المعصراوي من هذا الأمر وانه ربما تحدث بذلك من كثرة شكواي عن هذا الأمر. أضاف: هؤلاء القراء بكل أسف يقصرون ما يجب مده ويمدون ما يجب قصره وكم أشرت علي الدكتور هاجر سعد الدين حين ترأسها لإذاعة القرآن الكريم بأن يتم تقييم كل القراء ورصد أخطائهم لأن من بينهم من لا يحفظون القرآن ولا يجيدون القراءات.. مشيرا الي انه رغم تراجع مستوي الأداء بشكل عام إلا ان هناك بعض النماذج المبشرة بالخير إذا ماتوافرت لها الرعاية الحقيقية ومن هذه النماذج القاريء عزت السيد راشد ابن قرية كفر أباظة بمحافظة الشرقية وهو ابن القاريء السيد راشد ومن عائلة قرآنية وبالرعاية هذه تحقق التميز بفوزه بالمركز الأول في مسابقة ليبيا هذا العام ليصبح أفضل صوت في تلك المسابقة الدولية المعروفة. أضاف: يجب أن يعود الأزهر لدعم الكتاتيب من جديد من خلال توجيه ال 21 مليون جنيه المخصصة للمسابقة السنوية الكبري للدعم المباشر والرعاية الكاملة لكافة الكتاتيب إذ من الأفضل أن نوظف هذه الميزانية في التأسيس الجيد لأبنائنا من حفظة القرآن علي أن نكرم الفائزين منهم وذلك سينعكس مباشرة علي مستوي الأداء القرآني فضلا عن كم الحفظة مطالبا بضرورة أن يوجه عائدات أوقاف حفظة القرآن الكريم الموجودة بهيئة الأوقاف المصرية والتي أبلغني الشيخ الغزالي رحمه الله انها تبلغ نحو 2978 وقفية وبالتالي نجد عائداتها بالملايين فرعاية الكتاتيب واجبة وعدم دعمها ورعايتها سياسة دخيلة علينا يجب التراجع عنها. غياب رعاية الدولة ووافقه الرأي الشيخ محمد السيد ضيف القاريء بالإذاعة والتليفزيون موضحا ان مستوي الأداء القرآني تراجع رغم كثرة أداء الحفظة وذلك بسبب غياب رعاية الدولة الحقيقية للكتاتيب وتحول البعض منها علي كثرتها الي التعامل مع المسألة علي كونها تجارة وبيزنس ووظيفة واسترزاقا ودون تدقيق أو رعاية لحفظة القرآن الكريم. بين ان مسألة الأداء القرآني تعتمد في الأصل علي التلقي والتلقين فإذا كان الشيخ المحفظ متقنا مجيدا تمت اجازته من جهات مسئولة واستطاع أن يخرج طلابا حفظة مجيدين متقنين لكن وبكل أسف حين رفع الأزهر يده عن الكتاتيب دخل في الأمر من هم ليسوا أهلا لتلك المهمة العظيمة وأصبح من يعرف ومن لا يعرف يقوم بالتحفيظ وما حدث الآن نتيجة طبيعية لسنوات اهمال الكتاتيب منذ ما يزيد علي 20 عاما والوقت الذي مر منذ رفع الأجهزة الدينية للدولة عن الكتاتيب دليل قاطع علي ان ذلك هو السبب. التقليد السبب ويري الشيخ صالح علي حسن قاريء قرآن كريم ومدرس قراءات بالأزهر ان المستوي تراجع فعلا وسبب ذلك هو لجوء معظم القراء للتقليد لبعض أرباع كبار المشايخ ويكتفي بذلك التقليد الصوتي ويكتفي بعدد من أرباع القرآن دون إلمام كامل بحفظ القرآن ولا حتي معرفة متي يكون الوقف ومتي يكون الابتداء ولا الإلمام بالقراءات ولا بحفظ المتون ويكتفي بالترديد كالببغاء دون معايشة للنص ولا معاني الآيات. الإجازة هي الحل قال الشيخ سامي خفاجي قاريء القرآن الكريم: سبب تراجع مستوي الحفظ هو عدم حصول أغلب قراء القرآن الكريم علي الاجازة والتي تتطلب اتقان القاريء للقراءة المجاز فيها قراءة وتلاوة وتجويدا وسماعا علي شيخه الذي يمنحها له وأظنها هي الوسيلة الأفضل لمواجهة تدني مستويات حفظ القرآن والأداء القرآني.