في الأيام الماضية رفع بعض المصريين اكف الضراعة إلي السماء داعين الله ألا تندلع الحرب بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوكوريا الشمالية.. لهجة التصعيد بين واشنطنوبيونج يانج بلغت ذروتها ورافقتها تحركات عسكرية مما ازعج البعض منا والكثيريين عبر العالم فالدولتان تمتلكان سلاحا نوويا وكلتاهما متهورة عن الأخري. لم يكن دعاء المصريين خوفا علي كوريا الشمالية إنما خوف علي أمريكا فعلي الرغم من روابط الاخوة الإنسانية والصداقة مع بيونج يانج الا أن العلاقات التي تربطنا مع أمريكا اعمق واوسع فآلاف المصريين يعيشون في أمريكا حاملين جنسيتها وآلاف العائلات المصرية يسافر ابناؤها وبناتها إلي أمريكا اما للدراسة أو العمل أو السياحة. أما الخبراء والعالمون ببواطن الأمور فقد قالوا ان الحرب لن تضع أوزارها فالدولتان تنتهجان سياسة حافة الهاوية لكنهما لن يقعا في الهاوية نفسها وان سياسة البوارج التي تتبعها واشنطن مع كوريا الشمالية لن تجدي نفعا. مشكلة أمريكا وهي امبراطورية عظمي انها تدس انفها في كل مشاكل الأرض هي تريد ان تصبح شرطيا للعالم لكنها لا تستطيع فإذا كانت أمريكا اسدا فالعالم يمتليء بالكثير من الأسود أو حتي النمور القادرة علي ايذاء هذه الامبراطورية العظمي واصابتها بجروح دامية. قبل كوريا الشمالية ضربت البوارج الأمريكية القابعة في البحر المتوسط مطار الشعيرات العسكري في سوريا ب 59 صاروخا توما هوك وقلا الرئيس دونالد ترامب انه بينما كان يتناول قوالب الشيكولاتة مع الرئيس الصيني ابلغوني اننا اطلقنا 59 صاروخا علي العراق فقال له المذيع تقصد سوريا قال نعم سوريا بعد هذا الهجوم ألقت طائرة أمريكية ما اسمته "أم القنابل" علي افغانستان. بعد الهجوم علي سورياوافغانستان وفشل محاولة تخويف كوريا تحولت أمريكا إلي إيران واحالت ادارة ترامب الاتفاق النووي بين طهران ومجموعة 5«1 إلي لجان لدراسته وابداء الرأي فيه لاتخاذ قرار نهائي بشأنه وشنت مندوبة امريكا في مجلس الأمن هجوما علي حزب الله في تصعيد استهدف علي ما يبدو لفت الانظار عن كوريا الشمالية لأن ربيبتها اسرائيل نصحتها بأن كوريا الشمالية ليست سوريا. ايران تفهم امريكا جيدا فالايرانيون "شطار" في السياسة مفهوم طهران عن أمريكا انها دولة منهكة اقتصاديا فديون امريكا الخارجية 19 تريليون دولار وديونها الداخلية 23 تريليون دولار وبالتالي فأمريكا بحاجة إلي تفجير حروب لأن اقتصادها ينتعش بالحروب وفي حديثه مع قناة الجزيرة مؤخرا قال الرئيس الايراني الاسبق محمود أحمد نجاد ان السياسة الأمريكية تدار وترسم في الخفاء والرئيس الأمريكي سواء كان ترامب أو غيره ليس سوي مؤد وهذا صحيح. تلقت ايران الرسالة التصعيدية الأمريكية وردت عليها فورا عبر حليفها ووكيلها حزب الله في لبنان حيث استدعي القادة العسكريون للحزب وفدا صحفيا وقادوهم في جولة إلي الجنوب اللبناني علي الحدود مع اسرائيل ووقف احد قادة الحزب يشرح للوفد الاحتياطات الدفاعية التي اتخذتها اسرائيل لتتحول من الهجوم إلي الدفاع في مواجهة حزب الله. هذه الخطوة اعتبرها الاعلام الاسرائيلي استفزازية وتشكل انتهاكا للقرار الدولي 1701 لكن الاخطر من ذلك ان ترتيب هذه الزيارة للحدود فجرت جدلا علي الساحة اللبنانية فقد قام رئيس الوزراء سعد الحريري بزيارة الجنوب يرافقه وزير الدفاع اللبناني وقادة عسكريون آخرون واعلن شرعية الحكومة اللبنانية في هذه المنطقة وعدم قبوله لخطوة حزب الله.