المسرحيون يضعون تصورهم في شكل أمنيات للمسرح في مصر مع العام الجديد فماذا يقولون؟!!.. * يقول العالم المسرحي الكبير الدكتور كمال الدين عيد امنياتي للمسرح المصري في عام 2017 ميلادية أولاً: أن يعود للمسرح جمهوره العريض الذي أرخ لنجاح عروضه ومخرجيه وممثليه ومبدعيه التشكيليين. وثانياً: ألا تختصر المسرحيات المعروضة عام 2017 المسافات الدرامية العاقلة. المعمول بها في كل مسارح العالم. فتبعد كثيراً عن اختصار الدرامات العالمية والعربية والمصرية. غير مبالية بالعلوم المسرحية. وثالثاً: أن يتنبه المسئولون عن مسرح الدولة إلي الممثلين خاصة الذين لا يمارسون مهنتهم بالتمثيل حتي لا يصيبهم الصدأ في أصواتهم وتذبل أصواتهم بغير وجه حق فحياتهم الفنية تستغيث من ركود طال أمده. ورابعاً: أن يتفهم المسئولون عن الثقافة في مصر. إن الانتاج المسرحي هو في إبداع العروض المسرحية ذات القيمة الإنسانية للشعب المصري. وذات الحاجة لتنشيط وتفعيل درامات عصرية تلتصق التصاقاً مباشراً بالموقفين الوطني والسياسي المعاصر. بدلاً من تنشئة الشباب علي عروض مسرحية تافهة تستهدف التسلية والترويح. في غير هدف ناصح يعود إلي مصر بالخير والتطور. وخامساً: أن تنتبه الجامعات الحديثة التي بها أقسام للعلوم المسرحية إلي التدقيق في مصطلح "مناهج البحث العلمي" في الدراسات العليا. حرصاً علي الأسس العلمية الكفيلة بتخريج علماء حقيقيين. بعيداً عن نفس المناهج في كل دول العالم المتحضر. وسادساً وليس آخراً أتمني في النهاية. أن يتفهم جمهور المسرح المصري موقف الدولة وأزمتها ليكون راصداً ومتفهماً لمناداتي له بالانتفاع بعروض مسرحية وطنية وتربوية. حتي يأتي المسرح علي أغراض في تربية الشعب والارتفاع بعاداته. وقيمه وسلوكياته إلي أعلي درجة من درجات علوم الجمال "الأسطاطيقا" aesthetics. * يقول المخرج الكبير والقدير مراد منير: أن يعود المسرح المصري الذي قاد مسيرة المسرح في كل أرجاء الوطن العربي من غربته. أن تري أبنية مسرحية جديدة وتعيد فتح المسارح المغلقة. أن يسترد مسرح القطاع العام دوره في إمتاع وتوعية الجمهور أن يعود مسرح القطاع الخاص الذي أغلقت كل أبوابه في وجه الجمهور. حتي عادل إمام ابتعد عن عشقه المسرح. أن تبتعد القيادات التي دمرت المسرح وجثمت علي صدورنا سنوات طويلة تتبادل مواقعها وعلينا أن نسأل ماذا كان يفعل الأسطورة ثروت عكاشة للثقافة المصرية. زهقنا وزراء ثقافة الكسر وأخيراً نتمني أن نفرح ويفرح معنا مسرحنا المصري.. * ويقول الدكتور سيد علي أستاذ المسرح العربي بآداب حلوان: أمنياتي هي أولاً: عودة الباحث الموهوب أحمد عامر إلي عمله في قسم علوم المسرح بآداب حلوان. وأن يحصل علي الدكتوراه وفقاً للقوانين واللوائح التي تصب في صالحه وثانياً: التمسك بروح الحب والتقدير بين المسرحيين بدلاً من الأحقاد والضغينة والحسد علي المميزين والمرموقين وأخيراً استضافة مصر لدورة مهرجان المسرح العربي القادمة الذي تقيمه الهيئة العربية للمسرح.. * يقول الناقد الكبير أحمد عبدالرازق أبو العلا: كل عام نتحدث عن نفس الأزمات ونطرح نفس الأمنيات. ولا شيء يتحقق لماذا؟.. لأن عقول الذين آلت إليهم قيادة المسرح في بلادنا تكلست. وارتكنت إلي القائم دون الرغبة في التغيير. ولن تستطيع أن تغير بحق إلا إذا وضعت خطة واضحة من بداية العام. يتم تنفيذها في اطار الاستراتيجية التي تحدد عمل وزارة الثقافة وتحدد أهدافها. ينبغي إعادة النظر في الميزانية المخصصة للبيت الفني المسرحي فلا يعقل أن يكون مبلغ خمسة ملايين هو المحدد للانتاج. بينما تذهب الملايين الخمسون المتبقية أجوراً للعاملين في البيت وأود أن أشير إلي أن الاستعانة بالشباب شيء جيد. لكن التجربة أثبتت أن أعمالهم يشوبها الكثير من الضعف. وذلك لأنهم ابتعدوا عن مؤازرة الكبار لهم ومشاركتهم أعمالهم. وأري أن حوار وتلاقي الأجيال في العروض المسرحية أمر مطلوب وينبغي إعادة النظر في طبيعة العروض التي تقدم لتكون ملائمة لمسميات المسارح. لأن هناك تناقضاً واضحاً بين ما يقدم وبين نوعية المسارح "القومي الحديث الطليعة الشباب الكوميدي" هذه المسميات هي التي تحدد نوعية العروض وينبغي الاستفادة من وجود النجوم العاملين في البيت الفني للمسرح فلا يعقل أن يتقاضوا مرتباتهم بلا عمل!!.. وتفعيل لجان القراءة ولا يصبح مدير الفرقة وحده هو صاحب الحق في اختيار العرض.. نريد التخلص من الشللية والأهواء وينبغي ألا نسمح بتقديم عروض مسرحية. يلعب المخرج في نصوصها كما شاء له اللعب. وعلينا أن نفهم طبيعة ما يسمي بالدراماتورج؟. فليس معناه أن يقوم بتشويه النصوص الراسخة وتشويه رؤية أصحابها. وأن نستعيد دورنا الريادي مرة أخري. حين نختار عروضنا التي تمثل مصر في المهرجانات الدولية والعربية. لأن تراجعنا كبير وأصاب مشاركاتنا وأتمني أن تتاح الفرصة أمام المخرجين الجادين الذين يقدمون مشاريع حقيقية ولا تصبح الذريعة فقط هي الاهتمام بالشباب وأتمني وضع خطة واضحة لتسويق العروض المسرحية داخل مسارح الدولة وخارجها حتي نوسع رقعة المشاهدة. وأتمني أن تظل دور العرض المسرحي مضيئة طوال العام حتي لو تطلب الأمر الإعادة.. * يقول المخرج الاستعراضي د. عادل عبده: أمنياتي للمسرح في العام الجديد أن تحظي مصر بمسارح متطورة من حيث الامكانيات والتقنيات الحديثة والتي من خلالها يستطيع المؤلف أن يطور في خياله وإبداعه من خلال الموضوعات والقضايا التي يناقشها ويستطيع المخرج أن يطور من نفسه ويبدع ويواكب الحركة المسرحية في الدول المتقدمة وبالتالي نستطيع أن نجذب جمهورنا مرة أخري ونبهرهم بالأعمال المسرحية المتطورة التي تعتمد علي الكلمة والموضوع الراقي البسيط والابهار والخيال من خلال الصورة البصرية الحديثة.. * ويقول الكاتب المسرحي ابراهيم الحسيني: أن تصبح هناك خطة واضحة للانتاج يراعي فيها هويات المسارج وأشكال الانتاج والعمل علي ادخال مؤسسات المجتمع المدني في عملية الانتاج المسرحي وتشجيعهم بكافة الوسائل علي ذلك والاهتمام باقامة تجارب مسرحية نوعية تذهب بالمسرح وبعروضه إلي فضاءات جديدة لم يقدم فيها نشاط فني أو ثقافي من قبل والاهتمام بتجهيزات المسارح وفتح المغلق منها وانشاء مسارح في بعض المحافظات المهمشة.. * ويقول المخرج الكبير أميل شوقي: أتمني الازدهار وتقديم عروض تخدم المجتمع وطرح قضايا الفقر والبطالة والغلاء والتنمية والحس الوطني من خلال مسرح يذهب إليه الجمهور ويجد نفسه في المطروح أمامه وأن نبتعد عن المهرجانات الوهمية التي تكبل المواطن الغير قادر علي المعيشة ونبتعد عن مسرح المجاملات والسبوبة. ولابد من وضع خطط معروفة مسبقاً بمواعيد ويلتزم الكل بها. وأن نبحث عن فناني المسرح الحقيقيين للمشاركة. وأن يأخذ كل فرصته في تقديم عروض تعبر عن المستقبل وتعطي الأمل فالمسرح متعة وفكر. وفوق كل ذلك أن يؤدي المسرح دوره في أقاليم وقري مصر.. * ويقول المخرج محمد شافعي: أن يواكب المسارح العالمية والعربية في التقنيات الفنية والانشاءات والخدمات. أن يكون الانتاج وفق هوية الفرق وليس علي هوية مديري الفرق. الاهتمام بالمؤلف المحلي أولاً وأبناء الفرق تعمل كل في تخصصه بدلاً من التعاقدات الخارجية والمصالح. أن نجد الانتاج يجبر المشاهد علي النزول من منزله كما كان يحدث في الماضي.. * ويقول الكاتب والناقد والمخرج المسرحي ناصر العزبي: في ظل الانتكاسات التي تتعرض لها الثقافة في مصر اتساءل هل لنا أن نأمل من جديد؟.. أري الاجابة سلبية لأنه في ظل معطيات 2016 وأسلوب إدارة الثقافة لم يكن هناك ما يبعث علي الأمل في تحقيق نهضة ثقافية.. ومع ذلك لا مانع أن أعرض بعض الأمنيات التي تداعب ذهني منذ سنوات وكنت أري امكانية تحقيقها وأول تلك الأمنيات أن تكون هناك خطة مكتملة واضحة للوزارة وكذلك برنامج زمني لكافة الفرق والعروض ومواعيدها بشكل محدد وفتح نوافذ للنصوص المسرحية الجديدة مع تقنين انتاج النصوص المستهلكة وتوسيع قاعدة النشاط المسرحي لتغطية كل المناطق المحرومة ثقافياً بمصر. وأتمني أن تنقل عروض البيت الفني للمسرح للتجول بالمحافظات وبشكل منتظم. وأتمني قيام كل محافظ ببناء مسرح. لاستضافة كافة أنشطة وزارة الثقافة. وأتمني انتاج عمل مسرحي للطفل بكل محافظة سنوياً وعمل مهرجان لها والعمل علي دراسة سلبيات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي بحيث لا تكون المشاركات مطاطة تفتح نافذة للمجاملات في اختيار العروض المستضافة والأهم أن يكون هناك مسرح مصري له ملامحه وسماته.