عبد الغنى زكى عاصر جيل الكبار، عمل معهم، عرفهم عن قرب، اشتم رائحة المسرح في الزمن الجميل، ثم أصبح واحدا من صناعه سواء في مسرح الدولة أو مسرح التليفزيون، بل كان من أكثر المخرجين الذين قدموا مسرحيات تليفزيونية عرضت في الفضائيات العربية، من أهم مسرحياته «التشريفة» التي ناقش فيها بجرأة كيف تزيف الحاشية للحاكم الواقع المعاش لكي تحكم وتسيطر، لأنه حكم لفرق الثقافة الجماهيرية، وحكم لمهرجان «آفاق مسرحية» فتعرف علي رؤي الشباب، كان لابد أن نحاوره لمعرفة إلي أين يسير المسرح، بما يملكه من خبرة وتاريخ، أنه المخرج الكبير عبد الغني زكي الذي تولي من قبل إدارة مسرح الشباب. ......................................... ؟ - مشكلة مسرح الثقافة الجماهيرية أن هوية العروض التي يتم تقديمها لا تتسق بشكل مباشر مع الجمهور الذي تعرض له، هناك فجوة كبيرة بين المضمون المقدم وبين ثقافة الجمهور، وهذا يظهر في النصوص التي تفتقد طابع المكان أو البيئة التي يتم تقديمها فيها، فجمهور المحافظات يختلف عن جمهور القاهرة، لذلك لابد أن يتسق مسرح الأقاليم في مضمونه مع طبيعة الجمهور. ......................................... ؟ - دور هيئة قصور الثقافة منقوص ولا يؤدي وظيفته علي أكمل وجه، لأنها منوط بها نقل العروض بين مختلف المحافظات والتغيير فيها لكي تتناسب مع ثقافة جمهور كل محافظة. ......................................... ؟ - مهرجان «آفاق مسرحية» يتمتع بحرية عالية في النصوص التي تقدم من خلاله، يعطي فرصة جيدة لعدد كبير من الشباب الذين يحرصون علي المشاركة فيه من مختلف محافظات مصر، يعمل علي تفريغ طاقاتهم وتنمية قدراتهم الفنية فيحقق من خلاله الشباب ايجابيات فكرية وثقافية من خلال ممارسة هواياتهم، والشيء الذي ينقص المهرجان الاهتمام به من جانب الجهات المختصة، لزيادة ميزانيته، وتسليط الضوء عليه إعلاميا. ......................................... ؟ - لا أستطيع أن أقول إن العروض التي يقدمها «مسرح مصر»، إنها تندرج تحت مسمي العروض المسرحية، لأنها تعتمد علي توظيف طاقات مجموعة من المواهب الشابة في اسكتشات هزلية مرتجلة لا ترتقي لمستوي العرض المسرحي الذي يشترط فيه مقومات درامية من حيث الحبكة والعقدة والحل، ويمكن أن يقال عن هذا الشكل من العروض إنه تجربة جيدة لعدد كبير من الشباب الموهوبين الذين قد تتوافر لهم فرصة المشاركة في عروض مسرحية حقيقية ذات ثقل فيما بعد. ......................................... ؟ - مسرح الدولة يواجه إشكالية كبيرة لغياب الفنانين الكبار عنه، ويحتاج لعروض ضخمة تعيد له رونقه، وأن تكون تذكرة المسرح في متناول الجميع، لأن المسرح خدمة ثقافية تدعمها الدولة وليس مسرحا تجاريا يبحث عن المكسب بقدر ما يبحث عن القيمة الثقافية، وتوفر الإدارة الواعية يمكن أن يحقق ذلك. ......................................... ؟ - أنا قدمت لمسرح الدولة 15 مسرحية، والعدد قليل بالنسبة لتاريخي المسرحي الطويل، والسبب في ذلك أننا في مسرح الدولة موظفون، كنا نخرج العروض بالدور الذي يستغرق فترة طويلة حتي يعود الدور للمخرج مرة أخري، وخارج الإطار الوظيفي قدمت أكثر من 300 مسرحية تم تصويرها تليفزيونيا للمحطات الفضائية. ......................................... ؟ - قطاع الفنون الشعبية يعيش حاليا مأساة كبيرة، فهذا الصرح الكبير أصبح عاطلا عن العمل، ويحتاج لمن يديره بشكل جيد، لابد أن يتولي تشغيله من لديه الخبرة والقدرة العالية علي الإدارة بشكل سليم، ويكون لديه خطط مستقبلية ترتقي به، فعندما كان العملاق محمود رضا يتولي إدارة هذا القطاع كان في أزهي عصوره وكان يجوب مختلف محافظات مصر ويمتع كل من يراه بمستواه الراقي ورونقه الجذاب. ......................................... ؟ - عملت مساعدا للعملاق عبد الرحيم الزرقاني وتعلمت منه وعاصرت جيل الكبار وأخرجت لهم، وتعاملت مع جيل تالٍ لهم ومع شباب، وقد تغير المناخ المسرحي كثيرا في أشياء كثيرة من أهمها الإلتزام والانضباط والاحترام والعشق الذي عرفته في الكبار الذين كانوا يتقاضون جنيهات وينفقون من مالهم علي المسرح حبا فيه، ياريت هذه الروح وتلك الأخلاق تعود مرة أخري، وأن تتواجد كل الأجيال في الحركة المسرحية ولا يتم تهميش الكبار عن عمد ! دعاء سامي