كحال معظم السلع الغذائية والاستهلاكية ارتفعت اسعار الملابس الشتوية بصورة لم يسبق لها مثل وزادت بنسبة 50% مما أدي لعزوف الأسر عن الشراء في هذا الموسم خاصة ملابس الاطفال التي تضاعفت أسعارها وأصبح الركود يسود معظم المحلات والعمال مهددون في أرزاقهم. التجار أكدوا ان القرارات الاقتصادية الأخيرة أثرت علي أسعار الخامات والصناعة بوجه عام فارتفعت الاسعار تلقائيا دون ان يكون لأصحاب المحلات والمستوردين دخل في ذلك حيث تأثرت حركة التجارة بوجه عام وأصبح المشهد ضبابيا ونسبة البيع لا تتعدي 20% عند مثيلاتها في هذا الموسم. يقول ابراهيم عبدالباقي بائع بأحد محلات وسط البلد للأسف تأثرت حركة البيع والشراء بتحرير سعر الصرف والقرارات الاقتصادية الأخيرة واصبحت المعاملة صعبة للغاية مع الزبائن والتي تتمثل في الفصال المستمر فهم لا يصدقون ان اسعار الملابس من المصانع غالية هذا العام فالسويت شيرت الذي كان يبلغ ثمنه 90 جنيها فقط وصل ل 150 جنيها والجاكيت الجلد الاطفالي تعدي ال 30 جنيها والبنطلون الجينز تخطي ثمنه ال 120 جنيها. ويضيف صلاح موسي صاحب محل ان الأسعار غالية رغم عن أنفنا واضطررنا لرفع السعر لأن أجور العمال زادت وفواتير الكهرباء والمياه تضاعفت ايضا والموردون رفعوا السعر بشكل جنوني أثر علي حركة البيع والشراء هذا العام حيث اكتفت معظم الاسر بالملابس الشتوية القديمة عوضا عن الجديدة واصبحت معظم المحلات غير قادرة علي سداد أجور العمال وايجارات المحلات. وتري ميرفت محمود بائعة بأحد محلات وسط البلد ان الاسعار ارتفعت هذا العام مقارنة بالعام الماضي بسبب قيام شركات الملابس برفعها بشكل جنوني اضافة إلي ارتفاع اسعار النقل وكل يوم تحدث مشاجرات مع الزبائن فهم يريدون الملابس بأسعار مخفضة موكدا ان الاقبال علي شراء الملابس الشتوية للأطفال أقل بكثير عن العام السابق فارتفاع الأسعار مما أدي إلي ركود في حركة البيع والشراء. فاطمة محمد - ربة منزل - ولديها ثلاثة ابناء تؤكد خلال تجولها علي بعض محال وسط البلد ان الملابس الشتوية للأطفال اسعارها مرتفعة للغاية ولا تصلح سوي للفرجة فقط وتؤكد انها نزلت ومعها خمسمائة جنيه لشراء ملابس لابنائها الثلاثة ولكنها صدمت عندما فوجئت بهذه الاسعار وقررت العودة للمنزل دون الشراء لأن المبلغ المتوفر معها لا يصلح سوي لشراء طاقم شتوي لأحد ابنائها فقط. ويري مصطفي سيد - موظف ان الارتفاع المبالغ فيه يعود لجشع التجار وليس لارتفاع المواد الخام والأقمشة المستوردة حيث توجد مصانع للنسيج ويتساءل كيف يمكن لرب اسرة شراء جاكيت شتوي لتدفئة طفلة ب 500 جنيه وسويت شيرت ب 120 جنيها وبنطلون يتعدي سعره ال 200 جنيه. وتنصح مني ابراهيم - عاملة باحدي المصالح الحكومية باقي الأمهات بترشيد الانفاق وتوفيره للغذاء ومتطلبات الحياة الضرورية والحفاظ علي الملابس الشتوية القديمة وان يقوم الابناء بارتداء ملابس بعضهم حتي لا ترهق ميزانية الاسرة ولا يحدث مشاكل فيما بعد. يعبر عيد فوزي موظف عن اندهاشه عندما فوجيء بارتفاع اسعار الملابس الشتوية للأطفال عن العام السابق بثلاثة اضعاف حيث وصل بنطلون الاطفال ل 250 جنيها والسويت شيرت ل 150 أمام ملابس الأولاد والرجال والسيدات فحدث ولا حرج حيث وصلت لاسعار مضاعفة واضطر الجميع للشراء من الوكالة ملابس البالة مجهولة المصدر والتي قد تحمل مشاكل صحية لمن يرتديها خاصة إذا كانت مستعملة. ويؤكد اسماعيل محمود موظف ان لديه طفلان فقط ولم يستطع كساءهم بملابس جديدة هذا الشتاء نظرا لارتفاع الاسعار التي فاقت الخيال وهي الاعتماد علي الملابس القديمة. وتقول ياسمين محمود - ربة منزل - لديها ثلاثة ابناء ان الاسعار مرتفعة للغاية مما دفعها لشراء الضروري فقط نظرا لأن الملابس العام السابق ضاقت عليهم لذا قررت شراء طقم واحد لكل منهم وقررت التوجه لوكالة البلح للشراء منها حيث اسعار الملابس الشتوي في متناول الغلابة. ويرجع أبوالحجاج مراد الأمين العام للغرفة التجارية يوضح سر ارتفاع ملابس الاطفال بالذات 40% ان تلك الأنواع تنتجها مصانع معينة ومحددة يرفعون السعر بكل ثقة لأنهم متأكدون ان يكون عليه اقبال من الزبائن التي لا تستطيع الاستغناء عن شرائها لأطفالهم مع مطلع كل موسم أما بالنسبة للسيدات والرجال فمن الممكن الاستغناء عن الشراء مؤقتا. يضيف ابوالحجاج ان ارتفاع سعر الدولار له أثره علي ارتفاع اسعار الملابس لكنه ليس المتهم الوحيد فجشع التجار وطمع اصحاب المصانع المنتجة هو السبب لأننا لا نستورد كل المواد الخام المستخدمة في الانتاج بل بعضها مثل الأزرار والسوست وأشياء بسيطة.