شهدت محلات الأحذية والملابس بوسط البلد الليلة الماضية اقبالاً شديداً من المواطنين "زبائن اللحظات الأخيرة" قبل 48 ساعة من عيد الأضحي المبارك.. وهو ما أنعش حالة البيع وأحدث حالة من التكدس والارتباك المروري بالمناطق التجارية في العتبة والموسكي وشارعي 26 يوليو وطلعت حرب. أكد المواطنون أنهم مضطرون لشراء "كسوة" العيد لارضاء أبنائهم بالرغم من أن الحالة الاقتصادية لمعظم الأسر لا تسمح. وخاصة بعد شراء ملابس العام الدراسي الجديد منذ فترة قصيرة.. كما أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار الملابس الجديدة وخاصة ملابس الأطفال. وكالعادة.. ورغم الاقبال والزحام الذي لا تخطئه عين فإن أصحاب المحلات ينعون حظهم مؤكدين أن الركود سيطر علي حركة البيع والشراء خلال الفترة الماضية.. وأن الشراء يتحسن تدريجياً. أكدوا أن السبب في الركود يعود لاضطراب الوضع الأمني بمناطق وسط البلد واستمرار حالة حظر التجوال وهو ما يضطرهم لغلق محلاتهم في ساعات مبكرة.. مشيرين إلي أن هناك ارتفاعاً في الأسعار يصل إلي 40% عن أسعار العام الماضي. قال حسن خليل "محاسب" وزوجته أشجان محمود: لم نكن نتوقع أن هناك ارتفاعاً كبيراً في أسعار ملابس العيد حيث يتراوح سعر الفستان البناتي ما بين 180 و260 و300 جنيه في بعض المحلات ومع ذلك نضطر للشراء لارضاء أبنائنا في يوم العيد. أضاف أن الحالة الاقتصادية لمعظم الأسر منهكة تماماً ولكن المواسم والأعياد لا تتكرر إلا كل عام ولذلك يكون رب الأسرة حريصاً علي اسعاد أولاده بأي ثمن.. حتي لو استدان. قال أحمد حسن وأحمد عمر ومحمد سالم "طلاب": هناك ارتفاع في الأسعار رغم أن معظم الخامات المعروضة غير جيدة.. فعلي سبيل المثال وجدنا أسعار "التي شيرت" الشتوي تبدأ من 250 الي 300 جنيه وأسعار الأحذية الشبابي تبدأ من 250 وحتي 300 جنيه أما البنطلون فيبدأ من 100 وحتي 200 جنيه. أضافوا: ليس أمامنا أي حل سوي الشراء بهذه الأسعار لأن العيد يحتاج الي ملابس جديدة للخروج والتنزه مع الأسرة والأصدقاء. يري سالم يونس "تاجر" ومحمود العايدي "موظف": أنه بغض النظر عن ارتفاع الأسعار فمعظم محلات الملابس لا تعرض إلا مخزون العام الماضي وخاصة "الملابس الشتوي" مما يجعل الكثير من الشباب يحجمون عن الشراء حتي يتم عرض الملابس الجديدة والمستوردة. يقول فتحي محمد "صاحب محل ملابس": بالرغم من كثرة الزحام أمام محلات الملابس إلا أن معظم الزبائن يكتفون بالفرجة فقط نظراً للحالة الاقتصادية السيئة لمعظم الأسر التي لا تستطيع مواكبة الأسعار المرتفعة.. فأولياء الأمور لم يلتقطوا أنفاسهم حيث اشتروا ملابس المدارس منذ ما يقرب من شهر واحد فقط ثم وجدوا أنفسهم أمام موسم العيد فماذا يفعلون؟! أضاف أن هناك ارتفاعاً في أسعار الملابس يصل إلي 40% عن أسعار العام الماضي وخاصة ملابس الأطفال. يقول شعبان أحمد "صاحب محل ملابس": كنا نأمل من الحكومة الغاء حظر التجوال قبل أيام من عيد الأضحي المبارك حتي تنتعش الحالة الاقتصادية للدولة بصفة عامة.. فنحن كأصحاب محلات نضطر لاغلاق محلاتنا كل يوم في الساعة العاشرة مساءً وفي يوم الجمعة في الساعة الخامسة عصراً نظراً لأن الشوارع في هذه الأوقات تبدو خالية من الزبائن لأن معظم الناس تريد الوصول إلي بيوتها قبل بداية الحظر علي عكس الأعوام الماضية كنا في المواسم والأعياد لا نغلق المحلات قبل الثانية بعد منتصف الليل. أضاف: معظم المحلات اضطرت لعرض ملابس الشتاء مما كلفها مبالغ كبيرة في الوقت الذي مازالت فيه كميات كبيرة من الملابس الصيفي موجودة بالمحلات بسبب حالة الركود في البيع والشراء مشيراً إلي أن ملابس الشباب قد شهدت ارتفاعاً ملحوظاً فسعر القميص يتراوح بين 100 إلي 130 جنيهاً والبنطلون من 100 إلي 160 جنيهاً والبلوفر 190 إلي 250 جنيهاً و"سويت شيرت" من 190 إلي 230 جنيهاً. يري شعبان أحمد وحسين عبداللطيف "صاحبا محل ملابس": أنه ليس هناك رواج في حركة البيع والشراء هذا العام مثل الأعوام الماضية ويرجع ذلك إلي الحالة الأمنية المضطربة بالإضافة إلي ارتفاع سعر الدولار الذي انعكس بالطبع علي ارتفاع أسعار الملابس المستوردة من الخارج. يؤكد محمد فتحي "صاحب محل أحذية" عدم حدوث أي زيادة ملحوظة في أسعار الأحذية سواء الرجالي أو الحريمي أو الأطفالي ومع ذلك فحركة البيع والشراء محدودة جداً مقارنة بالأعياد السابقة ويرجع ذلك الي خوف معظم الأسر من اصطحاب أبنائها إلي المناطق التجارية بسبب الحالة الأمنية السيئة التي تمر بها البلاد.