بقي كده برضه ياتوتي ماكانش العشم. طب والعيال أعمل فيهم إيه وعشرة السنين والعيش والملح اخرتها اصحي من النوم ألاقي الورقة في وشي لا وكمان عامل منها نسخ ولازقها لي في الشقة كلها طب الناس تقول عليه إيه النهارده صحيت من النوم الصبح علي صوت المنبه وازعاجه علشان اروح الشغل ألاقي توتي سايب لي ورقة كاتب فيها قواعد "التقشف" الأربعون وياااااااختي علي اللي قريته ولا يسر عدو ولا حبيب مافيش لحمة علشان غالية وغالبا بتبقي لحم حمير والفراخ مرة واحدة في الشهر والفطار فول متدمس في البيت. ممنوع الحلويات علشان السكر غلي. ممنوع استخدام التليفون الأرضي إلا في حالات الضرورة القصوي. والموبايلات تتشحن في الشغل وهو كارت واحد يتقسم علينا إحنا والعيال. الغسيل علي الايد علشان نوفر في الكهرباء والمسحوق.. اما المواصلات فمقتصرة علي المترو بس غير كده ممنوع حتي مصروف العيال هي خمسة جنيهات تتوزع عليهم بالتساوي ووووووقال إيه الحاجات غليت والمرتب مش مقضي. قلت لا مابدهاش أنا ماقدرش استحمل العيشة دي أنا طول عمري متربية علي العز أنا استني العيال تيجي من المدرسة واخدهم واروح عند أمي وبابا يجيب لي حقي وفعلا أخدت العيال وجريت علي ماما اشتكي لها همي وياريتني ما رحت لاقتها مقابلانا بابتسامة باهتة وعملت للعيال سندوتشات جبنة قديمة. لا لا يا ماما الولاد مش بيحبوا الحاجات دا.. طيب يابنتي انتو حرين.. شفتي ياماما يرضيكي عمايل توتي.. وماله يابنتي احمدي ربنا طب ديا يا روحية ولا أقول إيه انتي أصبحت ما تعرفيش أبوكي مانع الفراخ كمان والارز والسكر والمكرونة.. ايه آمال بتاكلوا إيه.. ماما بترد علي وهي بتحدف ربع رغيف مش في بقها زي ما انتي شايفه كده والحمد لله.. يعني انتو عايشين علي المش.. بدوده كمان.. اعععععع. احمدي ربنا وقومي روحي بيتك وكويس ان جوزك قادر يصرف علي 4 عيال انا عارفة خلفتي ده كله ليه ونزلت من عند ماما وانا أجر أذيال العيال أقصد أذيال الخيبة لكن لا أنا مش أجوع عيالي؟.. أخدتهم ودخلنا كنتاكي وأكلنا لما قلنا يابس وروحت البيت وعملت أحلي فول نابت لتوتي ولما سألنا مش بتاكلوا ليه ردينا كلنا تقشف يابابا كل بقي ياحبيبي براحتك وقزقز في الفول قال تقشف قاااااااااال.. كل يوم من ده ياتوتي. واستمرينا علي الحال ده اسبوع وفي مرة داخله بالعيال علي المطعم وفجأة حدث ما لم أتوقعه ركبي سابت وبطني وجعتني.. لاقيت توتي قاعد جوه ولسه هاهرب منه قبل ما يكتشف الخطة بتاعتي لاقيته بكل ثقة حاطط قدامه ييجي 15 ساندوتش وطبعا زقيت عليه العيال مسكوا في بنطلونه وأنا مسكته من القميص بقي هو ده التقشف ياتوتي.. أعمل إيه بس كل يوم فول فول قلت أغير.. طيب ورايا علي البيت وانتوا كلوا ياعيال ومن ساعتها وتوتي بطل تقشف وبقي يديني المرتب كله اصرف واتشهيص انا والعيال. "من دفاتر الست كوكي" المعيز تشارك في مهرجان القراءة مع العفاريت نشرتم إعلانا عن توافر كتاب "حكايات جدي والعفريت" الذي كتبه مواطن من مواطني جمهوريتنا دولة الظرفاء العظمي. وقد بحثنا عن الكتاب في جميع الخرابات الموجودة في الجمهورية والمعروف ان كل مدينة فيها 35 خرابة رسمية غير الخرابات العشوائية فلم نعثر له علي أثر. خرابة واحدة هي التي صرح رئيس مجلس إدارتها والمسئول عنها انه كان عنده كوم مرتجع من هذا الكتاب وعندما توجهنا إلي مكان هذا الكوم للحصول علي نسخة واحدة فلم نجده سألنا عامل الخرابة عن الكوم وأين ذهب قال: المعيز اكلته يا بشوات.. مما ارغمنا علي العودة إلي نقطة البداية والتوسل إلي الكاتب لكي يمنحنا نسخة واحدة من الكتاب لكي يتم عمل فيلم سينمائي تجاري من انتاج جمهوريتنا عن هذه القصة التي حازت علي اهتمام جميع سكان دولة الظرفاء العظمي من مواطنين ووزراء ورئيس الوزراء شخصيا. وعندما توجهنا إلي سعادته بهذا الطلب قال: موافق بشرط ان يقوم بدور البطولة الممثل القدير "فريد شوقي" قلنا له مات سنة 1998 يعني من 18 سنة.. قال: ماحدش قال لي. وتنازل عن هذا الشرط وقال انه عشان خاطرنا سيقبل بعادل إمام.. وعندما سألناه لماذا تضع هذه الشروط القاسية؟ قال: انا مش اقل من نحيب ملفوظ ولا توفير الحليم ولا يونس الرباعي. قلنا له: مواطن جمهوريتنا يريد ان تعطيه فكرة عن قصة الفيلم. قال: الفيلم يتحدث عن العفاريت في ادكو في فترة زمنية محددة وحكي لنا احدي حكايات الكتاب التي تقول إن جده كان يريد العودة إلي داره في منتصف الليل وكان طريق العودة يمر من بين المقابر ووجد شخصا واقفا سأله: لماذا تقف هكذا في هذا الوقت؟ قال: أنا عاوز أروح الناحية التانية وخايف من العفاريت. جدي اصطحبه وسارا معا إلي ان وصلا وسط المقابر تماما وقف وقال لجدي: هل تخاف من العفاريت؟ قال: كل الناس تخاف منهم. قال: هل رأيت عفريتا من قبل أو تعرف اوصافه؟ قال جدي: الناس يقولون إن العفريت اذناه طويلتان مثل اذني الحمار وله حوافر مثل حوافر الماعز وذيل مثل ذيل البقر وعيناه مشقوقتان من اعلي إلي اسفل ولونهما احمر ويداه مثل يدي الكلب وعليهما شعر كثيف. قال له: صح.. يعني شكلي كده؟ وتشكل حسب الوصف تماما وفي الحال اصبح عفريتا كاملا وظهر علي حقيقته فوقع جدي مغشيا عليه من فرط الخوف والرعب. وهناك قصص اخري سوف تنال اعجابكم. سالم شعير ابن ادكو عمك "بس" ملك "السخسخه" إذا تحدثنا عن صفات الشعوب. سيأتي الشعب المصري علي رأس قائمة الساخرين المازحين.. المسهب في سخريته. اللاذع في نقده.. لا يتفوق علي المصري أي جنسية أخري في خفة الدم. فإن كان أظرف شعب غيرنا عسل. فنحن عسل وطحينة! من أين تأتي هذه الصفة المستحدثة علي المواطن المصري الطاعن في عمره في الألف سنة الأخيرة.. حتي وصلت السخرية ذروتها؟! قد تكون البداية منذ أربعة آلاف عام. بنهاية أيام الهكسوس بمصر. وبداية الدولة الحديثة. حين كان المصريون جادين. لا وقت عندهم إلا للتحرر من قيود الهكسوس.. لا مزاح ولا ترفيه. وما أن طرد أحمس الهكسوس من مصر وكسر وراهم قلتين. بني الدولة الحديثة واتسعت الأرزاق وظهر الإله "بس" إله المسخرة بخديه المنتفختين وملامحه الغريبة. ليرفه عن المصريين حين التفرغ من أعمالهم الجادة الدءوبة.. وانزلاقًا من هناك إلي عصرنا الحالي. ضاقت الأحوال والأرزاق وزادت البطالة. وتعثرت الأفواه عن النقد الحاد المباشر. فوجدت السخرية سبيلاً آمنًا للتنفيس عما بالنفس. وتسريب رواسب الغضب.. لم يعد هناك الإله بس.. بل آلاف البسس ملأت صفحات الفيسبوك تهييسًا وتهييصًا وصخبًا.. مئات الآلاف من العلماء المزيفين وملايين الخبراء الاستراتيجيين يملؤن فضاء التواصل الاجتماعي فتوي وتحليلات وتخمينات تغرق عقول البسطاء حيرة. وتقتل أي يقين مريح لعقول المواطنين غير المسيسين. وذلك لا ينفي حق الظرفاء من شباب مصر الذين يضعون "القفشة" في موعدها ومقاسها. و"القلشة" في نصابها وحجمها.. حتي أن "القلش" المصري المتحد أطاح بأحد القيادات لمنظمة عربية دولية. حين لمح بسخريته السمجة لأحد رموز مصر.. فشباب مصر يسمح لنفسه انتقاد قياداته. ويقلب الكرة الأرضية علي رأس أي اجنبي يمسهم بسوء. اتباعًا للمثل المصري الأصيل: "ادعي علي ابني وأكره اللي يقول أمين!".. فسلاما شباب مصر الأصيل الواعي. وعلي اتباع "بس" التعقل والتبصر قبل كتابة أي حرف علي مواقع التواصل الاجتماعي دون دراسة ووعي. ايليا عدلي الأقصر