فردوس محمد.. أشهر أم في تاريخ السينما المصرية حيث تمكنت من أن تلعب وتجسد دور الأم ببراعة وأداء مرتفع في جميع أعمالها السينمائية حتي لقبت ب "أم السينما المصرية".. حتي أن الجمهور ارتبط في مشاهدتها بأدائها لدور الأمومة في أجمل معانيها برغم انها لم تعش هذا الدور في حياتها الخاصة.. وافتقدت أن تكون "أم" لأطفال برغم زيجتيها. ولدت الفنانة فردوس محمد في 5 مايو عام 1906 بحي المغربلين أحد أحياء القاهرة الشعبية الشهيرة. وتوفيت في 30 يناير 1961 عن عمر 55 عاما.. والمفارقة أن غدا السبت يمر علي رحيلها 55 عاما أيضا حيث توفيت إثر رحلة مرض مع سرطان الدم.. حتي انها سافرت الي العاصمة السويدية "ستوكهولم" من أجل العلاج بعد أن اشتد عليها المرض.. وتوفيت أثر غيبوبة تامة بسبب مضاعفات المرض اللعين. "الصديقتان" الفنانة الكبيرة فاتن حمامة كانت من أقرب صديقاتها منذ تعرفت بها وهي طفلة وجمعهما فيلم محمد عبدالوهاب "يوم سعيد".. ومع الأيام تصبح أقرب الصديقات.. ونعتها فاتن وكتبت علي قبرها "يا أمي يا فردوس.. لقد كنت لنا جميعا فردوسا وأرق الظلال". تربت فردوس محمد في كنف الشيخ علي يوسف مؤسس جريدة المؤيد بعد أن توفي والدها ووالدتها وهي طفلة.. فقام بتربيتها لصلة القرابة من ناحية الأم وألحقها بمدرسة انجليزية بحي الحلمية فتعلمت القراءة والكتابة.. وتوقفت عن الدراسة بعد زواجها في سن ال 15 عاما من زوج يكبرها ب 20 عاما. "البداية" جاءت بدايتها في عالم الفن والتمثيل بعد انفصالها عن زوجها الأول فشاركت عام 1927 في أول عرض مسرحي لها من خلال مسرحية "إحسان بك" مع فرقة أولاد عكاشة المسرحية.. والتحقت بالعمل عقب ذلك مع فرق عديدة منها فرقة رمسيس. وفرقة عبدالعزيز خليل. وفرقة فاطمة رشدي حيث كانت من مؤسسي الفرقة. في منتصف الثلاثينات بدأت خطواتها الأولي في السينما من خلال فيلم "دموع الحب" اخراج محمد كريم عام 1935 ولعبت خلاله أول دور في حياتها.. وكان دور الزوجة والأم أمام محمد عبدالوهاب ومحمد عبدالقدوس وتوالت الأفلام التي لعبتها "كأم" في معظم الأفلام حتي أن طلاب معهد السينما وقع اختيارهم علي فردوس محمد لتكون الأم المثالية عام .1957 "144 فيلما" وقفت فردوس محمد أمام جميع نجوم السينما في فترة الثلاثينات والأربعينات والخمسينات وبلغ مجموع أفلامها 144 فيلما.. وشاركت نجيب الريحاني في جميع أفلامه حيث كان يصر أن تعمل معه. وكانت أما لجميع النجوم وكانت أم صلاح ذو الفقار وشكري سرحان في فيلم "رد قلبي". وأم عمر الشريف في "صراع في الميناء" وزبيبة الجارية أم عنتر "فريد شوقي" في فيلم عنتر بن شداد... ومن أهم أفلامها غزل البنات حكاية حب سيدة القطار إحنا التلامذة فيروز هانم سيدة القصر شباب امرأة ابن النيل أبو حلموس سلامة في خير طاقية الإخفاء.. وغيرها. ويبقي دورها في فيلم "حكاية حب" أمام عبدالحليم حافظ هو أحد أدوارها المؤثرة.. حيث لعبت دور أم العندليب ببراعة فائقة استطاعت أن تنقل أحاسيس الأمومة للمشاهد خاصة في المشهد الذي نادت علي ابنها قبل سفره للعلاج وتطلب منه الجلوس معها قليلا قبل سفره. ثم صرختها الحزينة "ابني" عندما علمت باجرائه عملية خطيرة. "زواج بالمصادفة" تزوجت فردوس محمد مرتان أحداهما وهي في سن ال "15" عاما.. ثم انفصلت سريعا. والمرة الثانية من زميلها الفنان المسرحي محمد إدريس.. وكان لزواجهما قصة طريفة عندما كانت تعمل بأحد العروض المسرحية.. ويتلقي العرض دعوة لزيارة فلسطين وتقديم عروضها بالمدن الفلسطينية... ولكن القوانين المصرية في ذلك الوقت كانت تمنع سفر الفنانات غير المتزوجات.. فلم تتمكن الفرقة من استبدالها أو الغاء دورها للأهمية.. ووجدوا الحل في أن تتزوج من أحدهم زواجا صوريا.. ووافقت علي الاقتراح وتزوجت من زميلها الفنان والمونولوجست محمد إدريس.. وسافر الجميع.. وهناك اشتعل الحب في قلبه.. فأعلن حبه لها وطلب منها الزواج رسميا.. فتحول الزواج الصوري الي زواج حقيقي وتم زفافهما في الفندق وسط سعادة الفرقة. كان فيلم "الفرسان الثلاثة" بطولة اسماعيل يس وعبدالسلام النابلسي ورجاء الجداوي ونعمت مختار واخراج فطين عبدالوهاب هو آخر أفلامها السينمائية.. ولم تتمكن من مشاهدته حيث عرض في عام ..1962 العام التالي لوفاتها.