ما هي أكثر وسائل تنظيم الأسرة استخداماً؟ وكيف تؤثر العوامل الاجتماعية والديموجرافية علي اقبال المرأة علي هذه الوسائل؟ وما هو نمط الخدمات الصحية المقدمة؟ هذه الأسئلة تجيب عنها الدراسة التي أجراها المركز الديموجرافي مع معهد التخطيط القومي والمجلس القومي للسكان تحت عنوان "ديناميكيات استعمال وسائل تنظيم الأسرة" لتقدم صور استرشادية للعاملين في هذا المجال.. أجريت الدراسة علي عينة من "1054" سيدة متزوجة أعمارهن أقل من "50 سنة" وذلك باستمارة توجه إلي السيدات المترددات علي المراكز الطبية ومراكز الأمومة والطفولة والمستشفيات الحكومية وأي منافذ حكومية تقدم خدمات تنظيم الأسرة وذلك بالتطبيق علي "5" محافظات وهي: القاهرة. الجيزة. سوهاج. الإسماعيلية. الغربية حيث تم اختيار مركزين من كل محافظة.. تراوحت أعمار المبحوثين بين "20 34 سنة" بنسبة 70% وهي نسبة منطقية لأنها الفئة العمرية التي تحتاج لتنظيم الأسرة بينما من 45 49 سنة نسبتهم 3%.. وحوالي نصف العينة تزوجن قبل بلوغهن عمر "20 عاماً" وأنجبن أقل من ثلاثة مواليد و12% أنجبن 5 مواليد فأكثر وأغلب القادمات يطلبن خدمات تنظيم الأسرة عدا قليل منهن يحضرن لتطعيم الأطفال أو متابعة الحمل أو أي خدمات صحية أخري.. اتضح ان نسبة استخدام الوسائل في مجتمع العينة 95% ونسبة الاستخدام الحالي 74% من المترددات. وأشارت الدراسة إلي أن 30% من المبحوثات من أقاربهن و25% منهن يعشن في أسرة ممتدة "مع أسرة الزوج" ونسبة الحاصلات منهن علي مؤهل متوسط فأعلي 50% والأغلبية لا تعمل.. وفيما يخص تقييم منافذ تنظيم الأسرة الحكومية أكدت المترددات ان سبب اختيارهن لهذه المنافذ هو المعاملة الحسنة والثقة وذلك بنسب 4.39% وذكرت 15% ان رخص ثمن الوسائل أو الحصول عليها مجاناً هو السبب الثاني وأوضحت نسبة 97% من المترددات علي المراكز الطبية رضائهن عن الخدمة المقدمة فيه وحصلت مراكز رعاية الأم والطفل علي نسب استحسان وصلت إلي 4.93%.. ولكن جاء الزحام وطول فترة الانتظار بنسبة 24% يليه عدم شرح الوسائل والرد علي الأسئلة "14%" وعدم وجود طبيبة سيدة بنسبة 11% أكثر الأسباب التي تؤدي إلي عدم الرضا عن الخدمة بالمنافذ.. اتضح أيضا انه بالسؤال عما إذا كان عدم وجود "طبيبة" يمثل للمترددة عائقاً للتردد علي طلب خدمة تنظيم الأسرة فكان الجواب من نصف المترددات تقريباً بأنه يمثل عائقاً. وذكر أغلب مسئولي تنظيم الأسرة انه في حال عدم وجود طبيبة فإن نسبة المترددات تقل بشكل ملحوظ لأن المعظم يفضل طبيبة ويرفض الطبيب.. وأشارت الدراسة إلي أن نسبة عالية من المترددات لا يطلبن استشارة من الطبيب أو المسئول عن تنظيم الأسرة بل يطلبن وسيلة معدينة ويصررن عليها وهذا ما أوضحته المناقشة مع مسئولي تنظيم الأسرة فكما ذكرت نسبة 26% من المترددات أن من أشار عليهن بالوسيلة القريبات والصديقات و3.6% قررن بأنفسهن اختيار وسيلة ممحددة بينما ذكرت نسبة 49% أن "الطبيبة" هي من أشارت عليهن بالوسيلة بينما لم تذكر "الطبيب" سوي "7.3%".. وبالنسبة للوسائل اتضح ان "اللولب" أعلي من أي وسيلة في نسب الاستخدام بنسبة 46% وتتركز المشورة والحصول علي اللولب في كل من المستشفيات الحكومية في المقام الأول يليه وحدة صحة الأسرة ثم مراكز رعاية الأم والطفل يليها العيادات المتنقلة.. ويلي ذلك الحبوب بنسبة 35% ثم الحقن 16% والتي تعد المراكز الطبية من أكثر المنافذ نصحاً وإعطاء لها بينما "2%" فقط هن من استخدمن الكبسولات تحت الجلد في العينة. أما عن موافقة الأزواج علي استخدام الزوجات لوسائل تنظيم الأسرة أو التوقف ذكر حوالي 97% من النساء موافق أزواجهن بينما ذكرت نسبة منهن تعليق "وهو ماله" فيما يعتبر تحولاً في شخصية المرأة من تابعة كلية للزوج إلي الاستقلال بعض الشيء.. أوضحت الدراسة انه بالنسبة لتوقيت الاستخدام الأول نجد أن نسبة المستخدمات قبل إنجاب الطفل الأول لا تذكر "2.0%" أي انه مازالت النساء تخاف من آثار استخدام الوسائل علي مقدرتهن الطبيعية للإنجاب وتتزايد نسبة المستخدمات فور انجاب الطفل الأول لتصبح "75%" من اجمالي المستخدمات لتقل بعد ذلك لتصبح "14%" لمن أنجبن الطفل الثاني ثم حوالي 5% من اجمالي المستخدمات لمن لديهن أكثر من طفلين أي أن معظم السيدات يبدأن في استدام الوسائل أول مرة بعد الطفل الأول وان 5% يتأخرن إلي ما بعد الطفل الرابع. والملاحظ ان الحبوب واللولب يستخدمان أكثر في حالة الرغبة في التباعد أكثر منها في استخدامها لغرض التحديد أما الحقن والكبسولات فإن استخدامهما أعلي في حالة الرغبة في التحديد.. وقد يرجع هذا الاتجاه للخوف من الحقن والكبسولات من حصول عقم بعد الاستخدام.. ثبت أن الاستخدام الخاطئ لوسيلة مثل "الحبوب" قد يؤدي إلي فشلها أي الحمل أثناء الاستخدام وذلك في حالة أخذ الحبوب عند اللزوم فقط أو السهو بنسبة 17% بينما اللولب نسبة الفشل فيه 9.3% وتعود هذه النسبة في الغالب إلي الحاجة إلي تدريب مقدمي الخدمة في حالة إذا كانت نوعية اللوالب واحدة. أما حالات "التنقل" بين الوسائل فجاء التغيير بين اللولب والحقن والعكس بنسبة متقاربة تتراوح بين 5.23% وذلك للتقليل من الأعراض الجانبية للوسيلة وتتقارب معهما أيضا نسبة التحول من الحبوب إلي الحقن "22%" ومن اللولب إلي الحقن 14%.. واتضح ان المتعلمات وزوجات المتعلمين هن أكثر اقبالاً علي اللولب والحبوب بينما غير المتعلمات أكثر اقبالاً علي الحقن..