يبدو أننا لا نقرأ التاريخ.. ولا نستفيد من الماضي.. ولا نستوعب دروس الحاضر.. ولا نقرأ معطيات ومتطلبات المستقبل.. ولو وضعنا نصب أعيننا اسباب ثورات الشعوب وموجات غضبها.. وأجبنا بصراحة عن سؤال.. لماذا تثور الشعوب.. ووحققنا الأهداف أو علي الأقل وضعنا أقدامنا علي الطريق الصحيح لتحقيق الأهداف والآمال.. قطعاً سوف تتجول موجات الغضب الشعبي إلي طاقات للبناء والعمل والانتاج.. ويخطئ مليون مرة من يتصور انه يمكن ان يضع دستوراً لا يحقق المساواة والعدالة الاجتماعية والحريات أو ان يميز فصيلاً علي فصائل المجتمع الأخري مثل تميز القضاء في الدستور عن سائر طبقات المجتمع.. لأن هذا سوف يكرس للتمييز والعنصرية والفساد. نعم نحن مع استقلال القضاء تماماً ومع حماية قدسية القضاء والقاضي.. لكن لسنا في احتكار العمل بالسلك القضائي ويجب ان ينص الدستور صراحة علي تكافؤ الفرص بين الشباب للعمل في هذا القطاع وليس من العدالة علي الاطلاق ان يكون قاصراً علي ابناء المستشارين واصحاب النفوذ.. لأن ذلك سوف يكون بابا لثورات الشباب وخريجي الحقوق مستقبلاً.. وإذا لم يحقق الدستور المساواة بين الشباب وتكافؤ الفرص فكيف يكون دستور الثورة التي رفعت شعارات العدالة والحرية والمساواة. *** وعلينا أن ندرك ونحن نضع دستوراً جديداً ومعدلاً بعد ثورة 30 يونيو ان احداً لم يكن يتوقع بنسبة واحد في المليون ان ثورة أخري سوف تكون اقوي من ثورة 25 يناير التي اسقطت أركان الفساد سوف تشتعل وبهذه القوة.. لكن عقب عمل دستور لم يحقق اهداف الثورة.. واستيلاء فصيل بعينه علي مقاليد البلاد.. ثار الشعب من جديد وسوف يثور إذا لم تتحقق العدالة بمعناها الشامل.. فالشباب إذا لم يجد عدالة في التشغيل سوف يثور.. وإذا لم يجد حريته وحقه في التعامل باقسام الشرطة سوف يثور والعامل الذي يعطي ويكد إذا لم يأخذ حقه غير منقوص سوف يثور.. من هنا علينا جميعاً أن ندرك ان العدالة بمفهومها الشامل والحرية غير منقوصة والحياة الكريمة لكل مواطن مبادئ أساسية وأهداف رئيسية قامت من اجلها الثورة وتحقيقها يعني الاستقرار.. فلا تجد ثورة في أي مكان ينعم بالعدالة والمساواة وحقوق الانسان بمعناها الصحيح وليس بمفهوم بعض المراكز التي تنتمي إلي الطابور الخامس.. وتتلقي الدعم الخارجي وتنفذ اجندة التقسيم والتنقيب والصراعات تحت شعارات حقوقية وثورية هم ابعد ما يكون عنها تماماً مثل شعارات الدولة الامريكية ممولة هذه المراكز ومدربة شباب بعض الحركات التي تزعم انها ثورية. *** وعندما اتحدث عن عدالة تشغيل الشباب فإنني اتناول أخطر واعقد مشكلة تواجه الشباب وتؤثر بدرجة كبيرة علي انتمائهم للوطن.. فمن خلال مناقشات عديدة مع شباب مصري وطني مخلص لبلده غير الذين تدربوا في الخارج وقبضوا ثمن التخريب واشعال الفتن والصراعات ومهاجمة الجيش.. أقول من خلال المناقشات مع شبابب مصري صادق وفي لوطنه.. لمست غضبهم وعتابهم علي العصر البائد الذي كرس الطبقية وحرم ملايين الشباب من حقهم في فرصة عمل عندما استأثر نواب الوطني بتأشيرات التشغيل.. واقتصرت الشرطة علي ابناء الشرطة والمحاسيب.. وصار القضاء حكراً علي ابناء المستشارين واصحاب النفوذ.. واصبح تعيين المعيدين بالجامعات قاصراً علي ابناء الاساتذة ولا يحصل علي الامتياز إلا المقربون بينما ضل الشباب الطريق نحو فرصة عمل وتحول الشباب خيرة الشباب قنابل موقوتة قد تنفجر في وجه الوطن.. وعندما انتحر شاب من النوابغ تقدم لوظيفة وكان ترتيبه الأول لكنه لم يقبل.. لانه غير لائق اجتماعياً.. فآثر إن يرحل شاكياً لربه ظلم وفساد العباد.. عندما حدث ذلك قلت ان البركان او شك علي الانفجار وفي اي مكان تجد الحاكم المستبد الظالم والشعب المقهور والشباب العاطل.. تجد الأرض خصبه والجو مهيأ لاشعال الثورات وموجات التخريب مثلما حدث في أوطاننا العربية تحت مزاعم وشعارات ثورات الربيع العربي.. فلا يوجد ربيع وإنما تدمير.. لا توجد ثورات دائما مؤامرات غربية للتفتيت والتقسيم.. والصراعات التي لا تنتهي.. وهذا ما حدث في العراق وليبيا واليمن والسودان وسوريا.