علي الرغم من اقرار الرئيس الامريكي باراك اوباما ان لا احد سئم الحرب اكثر منه. الا انه حذر من ان ذلك يجب الا يقف في وجه مغامرة عسكرية جديدة في الشرق الاوسط. وتكثر المفارقات فيما يفكر اوباما بشن ضربات جوية امريكية علي سوريا وهي عملية ستظهر كيف ان الافكار المبكرة لرئيس دولة حول ممارسة السلطة يمكن ان تغيرها معضلات المهام. المرشح الرئاسي السابق انتقد سلفه الرئيس جورج دبليو بوش لسياسة ¢رعاة البقر¢ وتوليه رئاسة ¢امبراطورية¢ وابعاد الحلفاء واخذ امريكا الي حرب مخابراتية ¢مفبركة¢. ويريد اوباما ان يثق الامريكيون مجددا بالمعلومات المخابراتية حول اسلحة الدمار الشامل رغم تراجع مصداقية وكالة المخابرات المركزية الامريكية "سي آي ايه" بفشل قضيتها في حرب العراق..وبعد ان وعد في السابق بعدم خوض حرب الا بتحالف دولي وبدعم من الكونجرس. يقف اوباما وحيدا تقريبا بعد ان تخلت عنه بريطانيا. اقرب حلفائه ويستخف بالاممالمتحدة ويخالف الرأي العام. المدركون للتناقضات قد يشيرون ايضا الي ان الحليف العسكري الرئيسي في المغامرة السورية هي فرنسا التي صب الامريكيون جام غضبهم عليها عندما رفضت دعوة بوش للانضمام الي غزو العراق. وحاول اوباما لمدة سنتين الابتعاد عن سوريا وتجنيب الولاياتالمتحدة مستنقع جديد في الشرق الاوسط . لكنه الان متهم بالتسرع لخوض حرب بعد ان اعلنت ادارته ان مهمة فريق تحقيق تابع للامم المتحدة في سوريا. لا تستطيع تأكيد الجهة المسئولة عن هجوم باسلحة كيميائة في 21 اغسطس الماضي. ومن المفارقات ايضا ان رجل السياسة الذي وصل الي سدة الرئاسة بمعارضته الحرب علي العراق. يبذل جهوده للاقناع بعملية عسكرية جديدة يعقدها ذلك النزاع الدامي. وقال مساعد سابق لاوباما في شئون الامن القومي ان حرب العراق دمرت ثقة الشعب الامريكي في الرئيس عندما يتعلق الامر بالحرب والسلم لدرجة انها تجعل القيام بالشيء الصحيح. وقال اوباما الذي منح جائزة نوبل للسلام عام 2009 لجهوده الاستثنائية لتقوية الدبلوماسية الدولية ان ¢لا احد سئم الحرب اكثر مني¢. غير ان وزير خارجيته جون كيري اضاف ان ¢التعب لا يعفينا من مسئوليتنا¢. ويبدو ان تناقضات المشهد السوري وحقيقة انه يريد ان يترك ارث رئيس اخرج امريكا من الحرب لا اقحمها في حروب جديدة. تستنفد اوباما منذ ايام. وتفضيل اوباما لمهمة بتفويض من الاممالمتحدة لمعاقبة نظام الرئيس بشار الاسد. عرقلته روسيا المشاكسة فيما الموقف الاعتيادي لبريطانيا التي تربطهما ¢علاقة خاصة¢ قضي عليه مجلس العموم. غير ان اوباما يدرك ان خوض الحرب منفردا مكلف. وقال اوباما في حديث مع شبكة سي.ان.ان ¢هناك قواعد للقانون الدولي¢ وتابع ¢اذا ما هاجمت الولاياتالمتحدة دولة اخري دون دليل واضح يمكن تقديمه. تبرز اسئلة حول ما اذا كان القانون الدولي يدعم ذلك¢. وتبقي المفارقة الاكبر في احتمال ان يخوض اوباما حربا في سوريا كي لا يضطر علي خوضها في مكان آخر.