ليلة.. ليست كمثيلاتها من الليالي قضاها الرئيس الأسبق حسني مبارك داخل محبسه في سجن مزرعة طرة.. تلك هي الليلة قبل الماضية.. والتي أعقب قرار غرفة المشورة بإخلاء سبيل مبارك في قضية هدايا مؤسسة الأهرام.. تلك القضية التي هي آخر قضية كان محبوساً علي ذمتها مبارك. عقب قرار غرفة المشورة بات من المحتم أن يخرج مبارك من سجنه عقب مكوثه فيه 26 شهراً وعشرين يوماً.. بعد صدور حكم محكمة الجنايات.. الذي صدر في يونيه 2012 في قضية "قتل المتظاهرين" بمعاقبة مبارك ووزير الداخلية الأسبق بالسجن المؤبد في هذه القضية. كشفت مصادر ل "الجمهورية" أن مبارك بات "ليلة الإفراج" داخل غرفة العناية المركزي بمستشفي سجن المزرعة..وكان برفقته نجله "علاء" ظل علاء معه طوال الليل.. ولم يكن برفقتهما جمال حيث إن لوائح السجن تقتضي أن يتناوب جمال وعلاء الإقامة مع والدهما نظراً لظروفه الصحية.. فكان من نصيب علاء "الليل" وجمال مرافقة والده بالنهار. ووفقاً لما أشارت إليه مصادر أمنية مسئولة فإن مبارك استقبل نبأ الإفراج عنه "بفرحة مكتومة".. حيث كان سعيداً بالفعل بخروجه من السجن لكنها كانت أمام أعينه المحاكمات التي تنتظره أمام محاكم الجنايات والتي تشمل قضية قتل المتظاهرين.. والكسب غير المشروع.. وقضية القصور الرئاسية.. بالاضافة إلي القضايا التي مازالت قيد التحقيق أمام النيابات المختصة مثل هدايا وزارة الإعلام.. وهدايا الأهرام.. وهدايا دار التحرير. بات مبارك ليلة الإفراج وبجواره نجله علاء حتي جاء "صباح الإفراج" ليحل جمال مكان علاء ويرافق والده في غرفة العناية المركزة.. وما هي إلا ساعات معدودة حتي وصل فريق من النيابة العامة لإنهاء الإجراءات القانونية الخاصة بالإفراج عن "مبارك". وكان مبارك قد أمضي ليلته الأولي داخل سجن طرة عقب صدور حكم الجنايات عليه بالسجن المؤبد في قضية قتل المتظاهرين. عقب صدور الحكم وعلي غير المعتاد أقلت "الطائرة" مبارك من أكاديمية الشرطة حيث مكان "المحاكمة" إلي سجن طرة للمرة الأولي حيث كان قبل ذلك اليوم يتم نقله عبر الطائرة من مقر المحكمة بأكاديمية الشرطة إلي "المركز الطبي العالمي" بطريق الإسماعيلية لكن يوم صدور الحكم اتجهت الطائرة إلي سجن طرة. في ذلك اليوم رفض مبارك النزول من الطائرة في البداية لكنه في النهاية لم يجد بداً من النزول من الطائرة وطئت قدماه سجن طرة للمرة الأولي.. ذلك السجن الذي من المفارقات أنه تم إنشاؤه في نفس العام الذي ولد فيه مبارك ..1928 وأمس غادر مبارك طرة عقب إقامته فيه لأكثر من 440 ليلة.