أ.ش.أ بعد 30 عاما قضاها في حكم أرض الكنانة، انتقل الرئيس السابق محمد حسني مبارك إلى مستشفى سجن مزرعة طرة بمنطقة سجون طرة، بعد إصدار محكمة جنايات شمال القاهرة حكماً صباح اليوم بعقوبة السجن المؤبد في قضية قتل المتظاهرين ووزير داخليته الأسبق حبيب العادلي. وعانى مبارك منذ لحظة وصوله إلى سجن طرة مستقلاً الطائرة التي أقلته من مقر محاكمته بأكاديمية الشرطة من صدمة عصبية شديدة؛ حيث لم يكن يعلم أنه يتم نقله مباشرة عقب صدور الحكم إلى السجن لتنفيذ العقوبة الموقعة عليه، وهو ما جعله يمتنع عن النزول من الطائرة لأكثر من ساعتين ونصف الساعة، حتى رضخ أخيراً بعد أن أقنعه قائد الحرس الشخصي الخاص به. ودخل الرئيس المخلوع مستشفى سجن مزرعة طرة، والذي تم تجديده مؤخراً وتطويره حتى يكون ملائما طبياً لاستضافته؛ حيث عكفت وزارة الداخلية على تزويده بالعديد من الأجهزة الطبية الحديثة لقطع أي محاولات لعدم تحويل مبارك إليه. وقام أطباء قطاع مصلحة السجون بوزارة الداخلية بنقل مبارك فور نزوله من الطائرة إلى غرفة العناية الفائقة بالمستشفى، وهي غرفة تضم 5 أسرّة، ومزودة بأجهزة قياس ضغط الدم، والتنفس الصناعي، وقياس سرعة نبضات القلب، وتقع ثاني غرفة يسار باب المستشفى بعد عيادة الأسنان. كما يقوم مسئولو سجن طرة غداً بصرف البدلة الزرقاء للرئيس المخلوع وتصويره وإعطائه رقماً ووضعه بجوار سريره؛ وذلك طبقاً للوائح والقوانين المتبعة بقطاع مصلحة السجون. وبالحكم على مبارك وحبسه .. انتهى عصر فرعون في الدولة المصرية وبلا رجعة، ويأمل المصريون في أن تكون محاكمة الرئيس السابق عبرة وعظة لمن يتكالبون على الوصول إلى كرسي الرئاسة، وتوصيل رسالة واضحة وصريحة لهم بأن من سيأتي لحكم البلاد سيكون خادماً للشعب المصري يعمل على تلبية كافة احتياجاته وتحقيق أهداف الثورة التي أذهلت العالم بسلميتها وحققت ما لم يحدث من قبل في تاريخ مصر، ألا وهو محاكمة رئيس الجمهورية والحكم عليه، أما من يفكر في مجد أو طموح شخصي فعليه التنازل فوراً عن خوض انتخابات خدمة الشعب المصري أو ما يطلق عليها انتخابات الرئاسة.