* نتفق جميعاً علي أن المعارضة الشريفة المخلصة هي احدي دعائم بناء الديمقراطية في سائر دول العالم وبها تستقيم الأمور وتصبح هي عين الجماهير علي أدوات الحكم في الدولة.. لذا تجد في دول الديمقراطيات العريقة كفرنسا وانجلترا والولايات المتحدة الكل "أغلبية ومعارضة" إنما يعمل في اطار واحد ووفق منظومة واستراتيجية واحدة تبغي أول مما تبغي صالح البلاد والعباد. * وفي مصر بعد الثورة وبعد انتخابات رئاسة الجمهورية وتسليم سلطة التشريع لمجلس الشوري.. مازالت الحركات الثورية وبعض الأحزاب السياسية التي تقود المعارضة في الشارع المصري تعمل بدون استراتيجية محددة بل وبدون تخطيط جل همها صناعة الأزمات في الشارع المصري عن طريق الاعتصامات والاضرابات في مرحلة محددة فلما لم تجد هذه الوسيلة لجأ الاخوة المعارضون إلي ما يسمي "العصيان المدني" حيث بدأت هذه الوسيلة بمدينة بورسعيد ولا ندري إلي أين ستصل خلال الفترة المقبلة. * وهنا نريد أن نعرف هل صناعة مثل هذه الأزمات وتصديرها للسلطات الحاكمة في هذا التوقيت الحرج يريدون به القضاء علي الثورة التي ضحي من أجلها شهداء أبرار بدمائهم لتحيا مصر وشعبها حياة كريمة.. أبداً لن يكون اعداء ثورة يناير ثورة شعب مصر لهم اليد الطولي التي تتحكم في مصائر هذا الشعب الذي عاني في ظل النظام البائد كثيراً.. شعب مصر استيقظ من سباته ولن يسمح لزبانية نظام مبارك أن يعيدوا صناعة هذا النظام ثانية.. وإذا كانت هناك أخطاء وقد وقع فيها النظام الحالي فهي بالطبع لن ترقي بحال من الأحوال إلي ماكان يحدث في الماضي.. ارجوكم يا دعاة حب الوطن والوطنية انظروا جيداً إلي صالح هذا الوطن ومواطنيه فهل بالحرق والتدمير والعدوان وقطع الطرق تتحقق الطفرة التي نفتقدها جميعاً لصالح بلدنا مصر؟ * أعتقد أن العقلاء وأصحاب الضمائر الحية المخلصة في هذا البلد وهم كثر تقع عليهم الآن وقبل أي وقت مضي تبعه النزول إلي الشارع والميادين وتبصير شباب مصر الثائر وراء شعارات حق يراد بها "باطل".. عقلاء الأمة لا يجب أن تتركوا الساحة أمام أعداء الوطن يعيثون في الأرض فساداً حتي لا يأتي يوم علينا لا ينفع فيه ندم النادمين.. ألا قد بلغت اللهم فاشهد.