ميدان التحرير الذي أصبح رمزًا للعزة والكرامة، حيث قام الثوار فيه وخلّصوا مصر من أعتى الفراعين الذي جثم على قلب مصر والمصريين ثلاثين عامًا، أذاق الشعب المصري فيها الويلات والذل ونهب ثروات البلاد، وأذل أبناء مصر هو وزبانيته. أصبح الآن ميدان التحرير ممتلئًا بأعداء الوطن ومن سعوا في تخريبه وتعطيل مصالحه بدعوى أنهم يحمون الثورة!! عن أي ثورة يتحدثون؟ هل إيقاف المدارس عن العمل من مصلحة البلد؟ وهل تعطيل المصالح والمستشفيات وإغلاق الطرقات من مصلحة الوطن؟ هل ما نسمعه من كلمات بذيئة من هؤلاء المؤجَّرين الذين يقفون في الميدان ينعقون ويصرخون هل هذه حضارة؟! هل إشعال النيران في المدارس ومباني المرافق من مصلحة البلد؟؟! وهل حرق مقرات الأحزاب من مصلحة الوطن؟؟! هل سقوط الشباب صرعي من مصلحة الوطن!! والأدهى والأمر من ذلك هو مناداة بعض من كانوا يتظاهرون بهتاف "يسقط النظام يسقط النظام" أي نظام تقصدون؟! أهي لعبة تتسلون بها؟! أم ماذا؟ يستحيل أن تكونوا أنتم مخلصين للوطن، إن من يخرّب ويريد أن ينشر السقوط والفساد والتسيب كل يوم هو الذي سيسقط حتمًا بعون الله، أما مصر فالله عز وجل سيحفظها. لا بد لنا من وقفة لمعرفة أعداء الوطن وتمييزهم من أجل ألا يسمع أحد لهم ولا لمزاعمهم الباطلة التي يبتغون من ورائها تعطيل مسيرة الثورة وتعطيل الجمعية التأسيسية وحل مجلس الشورى... إلى آخر هذه الأماني الشيطانية التي يبتغونها ويخططون لها، ومن يتذرعون بدعوى إنكار الهولوكوست أليس هذا خبلاً وخيانة؟!. كل هذا بعد أن وقفت مصر وقفة قوية بجوار أهالي غزة، وعقدت هدنة فورية قوية أيضا؛ استقال على إثرها وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك واعتزل الحياة السياسية، فإذا بأعداء البلاد يكشرون عن أنيابهم ويشعلون البلاد نارًا ويوقعون الفتنة التي تغتال الشباب الحرَّ البريء فيسقط صريعًا ضحية لتلك المخططات السوداء. إن الثائر الحقيقي هو من يثور ليهدم الفساد، ثم يهدأ ليبني الأمجاد، أما من يثور مطلقًا ليهدم فقط فهذا عدو للوطن ومدسوس عليه لا بد لنا أن نحذره ونحذِّر الناس منه. لا بد للعقلاء من كلمة يقولونها يكتبها لهم التاريخ، هل يصح ما تفعله هذه القوى التي تزعم أنها تعترض على ما يسمى بالإعلان بالدستوري؟! هل مجرد هذا الاعتراض يستوجب كل هذا العداء وهذا التقليب والتخريب للوطن، يا سادة يا من تنصبون أنفسكم زعماء للقوى الثورية، أنتم خسرتكم في الانتخابات الرئاسية، أليس كذلك؟! لم يختاركم الشعب المصري، اتركوا غيركم (الرئيس) المنتخب يباشر عمله، دعكم من الاعتداء على الديمقراطية التي تتمسحون بها، الخلاف إن صح فهو بين المجلس الأعلى للقضاء وبين مؤسسة الرئاسة فقط، وما دون ذلك فهم دخلاء على المشهد. وأعتقد أن الشعب المصري برهن على أنه يبغض هذه القوى المستغلة التي تركب الموجة، حيث قام أحد أفراده وصفع رئيس حزب الوفد وهو واحد ممن نصبوا أنفسهم زعماء للقوى الثورية!! وحزبه هو بقايا المعارضة الكرتونية التي صنعها نظام المخلوع، وجريدته التي تحض على زرع الخلاف والشقاق والفتنة بين أبناء الوطن؟!. لا بد من رفض كل صوت يدعو للخلاف ويجرنا للوراء، فمن كان همه مصلحة البلد فلا يخرب فيه ولا يدمر ولا يوسع طرق الخلاف، لا بد من لم الشمل والتوافق وقبول الآخر واحترام رأي الغير كي تسير الأمور، اللهم من أراد مصر بسوء فعليك به، واجعل تدبيره تدميره، ومن أراد مصر بخير فوفقه لكل خير. المزيد من مقالات جمال عبد الناصر