أعلنت حركة ¢أنصار الدين¢ المسلحة في مالي إنها قتلت 50 جنديا ماليا وضباطا فرنسيا كما أسقطت مروحيتين خلال المعارك التي تخوضها ضد الجيش المالي المدعوم بقوات فرنسية. أضافت الحركة أنها تمكنت من إفشال خطة المجموعة الدولية خلال المعارك الدائرة منذ 10 يناير الجاري بمدينتي ¢كونا¢ و¢جابالي¢ "وسط البلاد". قالت الحركة إن عدد القتلي في صفوف مقاتليها كان ثمانية فقط. مشيرة إلي أن من وصفتهم ب ¢المجاهدين¢ بخير ومعنوياتهم مرتفعة. بررت الحركة محاولتها السيطرة علي بعض مدن جنوب البلاد. نتيجة الظروف المأساوية التي آل اليها وضع الشعب المالي المقهور والمغلوب علي أمره. من جانبه. لم يعلق الجيش المالي علي بيان الحركة إلا أنه أعلن قبل يومين استعادة السيطرة الكاملة علي بلدة كونا بوسط مالي بعد أن كبد العدو خسائر جسيمة. ولم يكشف الجيش عن حجم الخسائر في صفوف مقاتليه أو المسلحين الذين يقاتلهم. وفي شأني ذات صلة. ثأر أهالي بلدة غاو شمال شرق مالي لمقتل صحفي محلي علي يد إسلاميين بقتلهم قياديا منهم ضربوه حتي الموت. وغاو هي إحدي أكبر مدن شمال مالي يسيطر عليها إسلاميو حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا منذ نهاية يونيو 2012 ويطبقون الشريعة الإسلامية فيها. من ناحيته. وعد الرئيس المالي ديونكوندا تراوري بالانتصار في الحرب ضد المتشددين الإسلاميين. واستعادة السيطرة علي شمال البلاد الذي يحتله جماعات مسلحة. حيث صرح بأن مالي تخوض حربا رغما عنها لأن مغامرين من المتشددين يحاولون فرضها علي البلاد. مضيفا أن مالي ستربح الحرب باسم الحضارة والديمقراطية في كل من جاو وتمبكتو وكيدل شمال البلاد التي تسيطر عليها جماعات مسلحة منذ تسعة أشهر. وفي سياق آخر. تناولت الصحف العالمية كنيويورك تايمز وبوسطن هيرالد الامريكتيين أمس الأزمة في مالي وحاولتا كشف مدي علاقة صعود الجهاديين في شمال إفريقيا بالمساهمة في كشف الجانب المظلم من ثورات الربيع العربي. إلي جانب انتقاد دور الإدارة الأمريكية في معالجة الأزمة. فمن جانبها. ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن النبوءة التي كان العقيد الراحل معمر القذافي يرددها. للتهديد بأنه في حال سقوط نظامه ستنتشر الفوضي وتندلع حربا مقدسة في شمال إفريقيا بما يذكر الناس بعصر القراصنة. قد اتخذت منحي جديدا مع انبثاق أزمتي مالي. أشارت الصحيفة إلي العملية العسكرية التي تقودها فرنسا لقتال الجهاديين. والازمة التي تدور هناك لتزيد من الشعور بأن منطقة شمال إفريقيا تحولت لمنطقة خطيرة وغير مستقرة تنذر باندلاع حرب أهلية دموية. تشبه ما حدث في سوريا. مشيرة إلي أنه برغم تعدد أسباب انتشار الفوضي في الصحراء الإفريقية إلا أنها تعطي تذكرة قاتمة حول ثمن الإطاحة بالنظام الاستبدادي الذي عاشت فيه ليبيا وتونس طيلة أعوام. وتعليقا علي هذا الشأن. أكد روبرت مالي الباحث في شئون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمجموعة الأزمات الدولية -في تصريحات أوردتها الصحيفة الأمريكية- أن الأوضاع الراهنة تكشف الجوانب المظلمة في ثورات الربيع العربي. فبعد أن ساعدت الطبيعة السلمية لهذه الثوارت في كسر شوكة تنظيم القاعدة وحلفائهم في المنطقة ساهمت العوامل اللوجيستية مثل كثرة التسلل عبر الحدود وانتشار الأسلحة واختلال الأنظمة الأمنية في تقوية الجهاديين. وتساءلت "نيويورك تايمز". ألا تنتهي الأزمة في مالي قريبا. مستندة إلي حقيقة تخفي المسلحين في صفوف المدنيين من جهة واستمرارهم في تحصين أنفسهم من جهة أخري وقالت إن مثل هذه الأزمة ربما تمثل اختبارا للحكومات الجديدة في ليبيا والدول المجاورة لها. وهي ظروف إن حاولت القوي الغربية التدخل فيها عسكريا فإنها ستعيد إحياء الذكريات الاستعمارية مما يثير حفيظة الإسلاميين. بدورها..ذكرت صحيفة "بوسطن هيرالد" أن أزمة مالي كشفت صعوبة معرفة إن كانت إدارة الرئيس الامريكي باراك أوباما لديها فكرة حول ما يجب أن يتم حيال تلك الأزمة.