دعت القوي الوطنية المعارضة للإعلان الدستوري لمليونية في ميدان التحرير ودعت القوي المؤيدة للرئيس لمليونية تأييد أمام جامعة القاهرة ووضع الجميع يده علي قلبه وحبست مصر أنفاسها وتعطلت المدارس رغم تصريح وزارة التعليم الكاذب بانتظام الدراسة. ثم أعلنت جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة والأحزاب المتحالفة معه تأجيل مليونية التأييد فهدأت النفوس التي استبد بها القلق ونال القرار رضا الجميع ومر اليوم بسلام. نجحت مليونية معارضي الإعلان الدستوري وامتلأ ميدان التحرير برائحة النقاء الثوري ثم عاودت القوي الموالية للرئيس لتعلن عن تنظيم مليونية في ميدان التحرير وهي تعرف أن فيه اعتصاماً وخياماً للقوي المعارضة للإعلان الدستوري وعادت المخاوف مرة أخري من حدوث احتكاكات واشتباكات. البعض طالب أن ينزل أطفال مصر الصغار ليشكلوا حاجزاً يفصل بين الكبار الذين أصابتهم لوثة عقلية ليعيدوهم إلي صوابهم.. وليس مستبعداً أن يطالب آخرون بقدوم قوات دولية من الأممالمتحدة للفصل بين الفريقين.. الموالية والمعارضة.. ورغم محاولات القوي الموالية للرئيس تشويه الصورة وتلطيخها بترديد نصف الحقائق أو عكسها كلياً. قالوا إنهم يريدون حرق مصر وهم فلول وقلة قليلة وزوبعة في فنجان ويعادون الشريعة وكلها أكاذيب وكيد سياسي. والحقيقة أنه يجب أن يحترم بعضنا بعضاً ولا يركز نصف المجتمع علي تشويه نصفه الآخر. أنا احترم من خرج في التحرير واحترم من يخرج مؤيداً للرئيس في أي يوم وفي أي ميدان.. هذا الفريق من حقه أن يعارض سلمياً ويعتصم وهذا من حقه أن يؤيد سلمياً ويعتصم.. ولكننا بذلك منقسمون وهذا فشل لإدارتنا السياسية. أنا أقف ضد الإعلان الدستوري وأعارض الرئيس ولكن أتمني له النجاح وفي مواقف أخري أؤيد الرئيس وأدافع عنه وأشيد بسياسته وما حدث في حرب غزة الأخيرة خير مثال. أري أنه لا ينبغي أن ينطلق أحدنا في معارضته أو موالاته من موقف أيديولوجي.. المعارض يعارض دائماً والمؤيد يؤيد أي شيء وكل شيء يفعله الرئيس. ولا أتصور أن يكون أحدنا مؤيداً للرئيس في كل شيء وإلا أصبح منافقاً.. والمنافقون موجودون في كل العصور والأماكن. دعونا نشيد بالرئيس عندما نقتنع بقراره ولنا حق المعارضة عندما لا يعجبنا قرار آخر دون أن يشوهنا أحد ولا يكفرنا أحد.. فليس هناك من يتكلم باسم الله مهما أدعي.