3 سيناريوهات فى انتظار ميادين التحرير والعباسية والمنصة بعد ساعات من تسليم السلطة، ففى «التحرير» حيث قبلة المعارضين للنظام الذين أسقطوا «مبارك» ورجاله فى 18 يوما، تحول جزء منهم بمرور الوقت إلى ساحة تأييد للنظام الجديد، فمنه خرج أول رئيس منتخب ومنه يبحث «مرسى» عن شرعيته وصلاحياته، أما ميدانا العباسية والمنصة، فقد تقاسما المؤيدين للمجلس العسكرى والآسفين للرئيس السابق «مبارك» وأخيرا مؤيدى الفريق أحمد شفيق المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، ثلاث جبهات تكاتفت أمام التحرير لاستعراض قوتهم على الطريقة نفسها، فكانوا قبل 30 يونيو مؤيدين للنظام، لكن الآن هم القوى المعارضة الجديدة، التى تفتح دفترها اليومى لمحاسبة رئيس لم يختاروه، حتى إن كانت صلاحياته غير كاملة، فهم مستعدون لفتح كشف حساب يومى للرئيس المنتخب، فهل تتبدل الأماكن بين المؤيدين والمعارضين الجدد، أم ستغير الميادين سياستها وفقا لتغير الموقف، أم ستختفى كل تلك الملامح فى انتظار أول حدث يستحق النزول للميادين. يرى أحمد ماهر المنسق العام والمؤسس لحركة شباب 6 أبريل أن تقسيم المتظاهرين بين الميادين سيختلف تماما عما كان فى الماضى القريب، فميدان التحرير كان للثوار والمعارضة للنظام على طول الدرب، وميدان العباسية للمؤيدين على كافة أشكالهم ما بين النظام والمجلس العسكرى؛ لكن الأمر اختلف تماما اليوم بعد تسليم السلطة لأول رئيس منتخب وقال: «هناك مجموعات ثورية رافضة للدكتور محمد مرسى مع العلم أننا لا نشكك فى وطنيتها، لكن بكل أسف من الممكن أن ينضم إليهم الفلول بصفتهم معارضين أيضاً ل«مرسى»، وفى نفس الوقت إحنا كقوى ثورية تحالفت مع الإخوان المسلمين لتأييد الرئيس الجديد فى الانتخابات خوفا من عودة النظام السابق، إحنا مش إخوان لكننا الآن ضد تحكم العسكر فى السلطة، فهناك احتمالات أيضاً لنزولنا الميدان لنقل السلطة كاملة للرئيس المنتخب». لفت «ماهر» إلى تخوفه من تضارب المطالب فى المكان الواحد سواء فى التحرير أو العباسية، مشيرا إلى وجود فصيل ثالث بعيد عن المعارضة أو التأييد وهو الباحث عن السلطة وهم كثر أيضاً، وهم المهللون للكرسى، فإذا كان «العسكرى» هو صاحب الحكم أيدوه، وإذا كان الإخوان فهم معهم، لكن الآن سينقسمون بين تأييد اثنين لهما صلاحيات فى الحكم، ومن الممكن أن ينضموا إلى التحرير بصفته مؤيدا ل«مرسى» تارة، وبين معارض للمجلس تارة أخرى وهنا يبدأ الصراع والوضع لن يكون مستقرا بعد تسليم السلطة كما يظن البعض. اختلف كريم حسين مؤسس صفحة «أنا آسف ياريس» فى رأيه عن صراع الميادين بعد السلطة، فبعد أن كان أحد المؤيدين للنظام السابق ومن بعده المجلس العسكرى فى ميدان العباسية وأخيرا فى المنصة مع الفريق «شفيق»، أكد على تحول قبلته إلى حيث توجد المعارضة للنظام، فأينما تجمع الرافضون لحكم الإخوان المسلمين، سيكون هناك وقال «حسين»: «جبهة المعارضين أصبحت مؤيدة، والعكس أيضاً فنحن كمؤيدين فى السابق أصبحنا معارضين جددا وبعد أن كان نزولنا فى أوقات معينة فقط لدعم من نؤيده سيتحول وجودنا فى الشارع إلى واجب ضرورى وبما أن الدكتور مرسى جاء بدعم الشارع والحفاظ على الحريات كما يقول، فلن يمنعنا من ذلك كحق من حقوقنا حتى إن كنا نعارضه، وزى ما متظاهرين التحرير تركوا الميدان وجاءوا يوما لوزارة الدفاع، رغم أنها مكاننا لتأييدهم، إحنا انتقلنا إلى المنصة ومن الممكن أن يكون مكاننا فى التحرير، أيا ما كان المكان فالأيام المقبلة كلها لنا». وحدد «حسين» أوجه الصراع المقبلة التى ستحدد قبلة المتظاهرين فى الميادين وقال: «عندما نسمع أن السفير السودانى قابل المرشد لتهنئته ليظهر الأمر وكأن مكتب الإرشاد بالفعل هو الحاكم، فلن نسكت على ذلك ونزولنا للميادين كلها سيكون أمرا حتمياً لو تكرر الأمر، كذلك سمعنا أن تظاهرات التحرير تطالب بعدم احترام رأى القضاء بحل الشعب، فلا بد أن نذهب إلى كل مكان لتأييد القضاء المحترم، الذى احترمه الرئيس الجديد عندما أعلن عن فوزه بالرئاسة، أم أنهم يؤيديون ما لهم ويهاجمون من ضدهم، كما أننا سنقوم بعمل كشف حساب للرئيس ونعلن عن رأينا فيه من الشارع والميادين، فمثلاً: لماذا قابل «مرسى» أسر المتظاهرين الشهداء ولم يقابل أسر ضباط الشرطة والجيش، هل سيفرق بين الشعب بمجرد تسليم السلطة، تلك نقطة تحتاج إلى وقفة». وأضاف «حسين»: «الدكتور مرسى يحكم 85 مليون مواطن بمن فيهم «مبارك» فعندما ننزل ميدان التحرير بما أنه له صوت مسموع للحصول على عفو صحى للرئيس السابق وهو ما نسعى إليه الآن لكبر سنه ومرضه وإذا حكم القضاء بذلك، فمن الديمقراطية أن يحترم الجميع ذلك وإلا حدثت صراعات لن تتوقف إلا بتنفيذ رأى القضاء العادل». فسر الدكتور عماد جاد خبير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية حالة المتظاهرين فيما بعد تسلم السلطة ستكون فئوية بشكل كبير، فعندما يقوم الرئيس «مرسى» بفرض تقييد على حرية المرأة ستكون هى صاحبة الميدان فى المظاهرات، وعندما يشعر الأقباط بالتضييق عليهم سيتحول الميدان لهم، الأمر نفسه إذا تأثرت السياحة بقرارات رئاسية، وقتها المتضررون هم أصحاب المظاهرات، لذا من يقول إن المعارضين سيتحولون لمؤيدين أو غيره لن تكون الميادين لهم. وانتقد «جاد» المناداة بمظاهرات جلب الصلاحيات وقال: « الجيش لن يعود إلى ثكناته كما يظن البعض؛ لأن الصلاحيات التى اكتسبها بالإعلان الدستورى المكمل جعلت هناك تقاسما للسلطة بين المجلس العسكرى والرئيس المنتخب؛ لكن ستعود تلك الصلاحيات للرئيس المنتخب ولكن بشكل تدريجى».