استنكر العديد من القوى السياسية بمختلف المحافظات قرار جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة، بالإضافة للأحزاب الإسلامية الأخرى وعلى رأسها حزب النور وكل المؤيدين لقرارات الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية التى جاءت فى الإعلان الدستورى الخميس الماضى، إعلان تظاهرهم فى ميدان التحرير غداً السبت لتأييد القرارات، معتبرين إياه بمثابة «مجزرة جديدة لا محالة»، وسكباً للبنزين فوق النار. ففى الإسكندرية، تصاعدت الدعوات بالتوجه إلى ميدان التحرير لمنع القوى الإسلامية من فض اعتصام الرافضين للإعلان، ودعا حزب الدستور بالإسكندرية، ثوار وشباب المحافظة وجميع المحافظات، للتوجه إلى ميدان التحرير فى مليونية الجمعة لإسقاط الإعلان الدستورى وحل التأسيسية، بهدف تأمين وحماية المعتصمين بميدان التحرير، بعد إعلان التيارات الإسلامية النزول فى مليونية يوم السبت بالتحرير، على الرغم من اعتصام القوى الثورية فيه، الأمر الذى اعتبره ينذر بنشوب حرب أهليه يجب تجنبها منعاً لإراقة مزيد من الدماء. فيما استنكرت القوى السياسية بدمياط قرار جماعة الإخوان المسلمين التظاهر بميدان التحرير أمام القوى المدنية، واعتبره السياسيون الخنجر الذى سددته الجماعة للثوار من أجل استمرار نزيف الدماء، فيما اعتبر محمد بصل عضو لجنة الحريات بنقابة المحامين بدمياط، أن النظام الحالى هو نظام قمعى فاشى ديكتاتورى لا يسمح للآخر مثله مثل النظام السابق، مؤكداً أنه من حق مؤيدى قرارات مرسى الديكتاتورية التعبير عن آرائهم لكن دون وضع النار بجانب البنزين، خاصة أن بالتحرير ثواراً معتصمين منذ ما يقرب من الأسبوع، ومن غير اللائق أن يتظاهروا فى نفس مكان اعتصامهم، معتبراً هذا القرار خطوة لدفع الأمور لمزيد من التأزم. وقال أحمد عوض، عضو الأمانة العامة لحزب الدستور بدمياط، إن ميدان التحرير هو ميدان الثورة والثوار وجماعة الإخوان بطبيعتها ليست جماعة ثورية ولكنها جماعة إصلاحية بدليل بقائها على رموز النظام السابق وتكريمهم ومنحهم النياشين وقلادات النيل، مطالباً الإخوان باختيار أى ميدان آخر غير ميدان التحرير. وأكد إبراهيم الحمامى، مسئول الاتصال بحزب مصر القوية ل«الوطن»، أن نزول القوى المؤيدة للرئيس لميدان التحرير هو صدمة عنيفة لكل الأدبيات التى ظلوا يرددونها، وضرب لقيم الفقه الإسلامى الذى أكد على سد الذرائع، فهم قد سكبوا الزيت على النار وأشعلوا فى مصر حرائق لن يفرق سعيرها بين مؤيد ومعارض. أكد محمد الشطورى المتحدث الرسمى للتيار الشعبى بدمياط فى تصريح خاص ل«الوطن» أن الإخوان والتيار الإسلامى لا يريدون سوى مذبحة بنزولهم وجهاً لوجه مع القوى الثورية ونحن مستعدون لهم ولن نبرح أماكننا. ومن جانبه، أدان اتحاد شباب الثورة بأسيوط القرار العنترى غير المسئول، على حد تعبيرهم، من قيادات الجماعة والخاص بمليونية السبت فى التحرير، لأن التحرير به متظاهرون سلميون معارضون للقرار، وكذلك أعلنت بعض الحركات عن اعتصامها لحين إسقاط الإعلان الدستورى، وهو رأى لا بد أن يحترم من الجميع ما دام سلمياً. وأكد عقيل إسماعيل عقيل المتحدث الرسمى للاتحاد، أن دعوة الإخوان المسلمين للتظاهر بالتحرير هو إعلان عن مجزرة محتملة بين مؤيدى الرئيس ومعارضيه، كما أنها تنذر بكارثة محققة ستسيل فيها دماء من الطرفين، وهى خسارة محققة لأن الجميع مصريون، مطالباً العقلاء من قيادات الإخوان بأن يعملوا على تغيير القرار أو تغيير مكان التظاهر، مؤكداً أن القاهرة بها أكثر من ميدان يستطيع الإخوان ومناصروهم التعبير فيها عن آرائهم دون إراقة دماء. وندد محمود معوض نفادى، المنسق العام للاتحاد، بهذا القرار، مؤكداً أنه قرار عنترى ولا يصدر إلا من جماعة ذى خلفية انتقامية تعشق إراقة الدماء، معتبراً إياه إشعالاً للفتنة بين أبناء الشعب، ودعوة لحرب أهلية سيسقط فيها شباب مصرى يحلم بالحرية، ويعبر عن رأيه بطريقة سلمية، وأيضاً لا بد من احترام الإخوان ومناصريهم وجود معارضين داخل ميدان التحرير.