فى مثل هذا اليوم الموافق 27 يوليو عام 2008 توفي المخرج العالمي الكبير يوسف شاهين بعد صراع طويل مع المرض. وأصيب شاهين بنزيف متكرر بالمخ فى 25 يونيو 2008، ثم دخل فى غيبوبة نقل بعدها إلى مستشفى الشروق بالقاهرة فى 16 يونيو 2008 ثم نقل بعدها على متن طائرة إسعافات ألمانية خاصة إلى باريس، ثم عاد إلى القاهرة وتوفي بمستشفى المعادي للقوات المسلحة فى 27 يوليو 2008. ولد "شاهين" في 25 يناير 1926 لأسرة من الطبقة الوسطى، في مدينة الإسكندرية لأب لبناني كاثوليكي من شرق لبنان من مدينة زحلة وأم من أصول يونانية، وقد هاجر أبوه إلى مصر في القرن التاسع عشر وكمعظم الأسر التي عاشت في الإسكندرية في تلك الفترة فقد كان هناك عدة لغات يتم التحدث بها في بيت يوسف شاهين. وعلى الرغم من انتمائه للطبقة المتوسطة، درس في كلية فيكتوريا وحصل منها على الثانوية وبعد إتمام دراسته في جامعة الإسكندرية، سافر لأمريكا وأمضى سنتين في معهد باسادينا المسرحي، ودرس المسرح وبعد عودته لمصر ساعده المصور السينمائي أل?يزي أورفانيللي بالدخول في العمل بصناعة الأفلام. كان أول أفلامه "بابا أمين" في 1950 وبعد عام واحد شارك فيلمه "ابن النيل" في مهرجان أفلام "كان"، وفي 1970 حصل على الجائزة الذهبية من مهرجان قرطا? وحصل على جائزة الدب الفضي في برلين عن فيلمه "إسكندرية ليه" في 1978 ، وفي 1992 عرض عليه ?اك لاسال أن يعرض مسرحية من اختياره ل "كوميدي فرانسيز" فاختار شاهين أن يعرض مسرحية "كاليجولا" لألبير كامي، ونجحت نجاحا ساحقا وفي العام نفسه بدأ بكتابة المهاجر المستوحي من سيرة النبي يوسف. ومن أفلامه الشهيرة الأخرى أفلام الاختيار والعصفور ووداعاً بونابارت، واليوم السادس الذي لعبت داليدا بطولته، والمصير، و الآخر، وسكوت حنصور، وبياع الخواتم، للمطربة فيروز وأنت حبيبي، وشهدت أفلامه مجموعة من مشاهير الغناء منهم فريد الأطرش وشادية ولطيفة ومحمد منير وماجدة الرومي وفيروز وداليدا. وظهر "شاهين" ممثلاً في عدد من الأفلام التي أخرجها مثل باب الحديد وإسكندرية كمان وكمان وفي 1997، وبعد 46 عاما و5 دعوات سابقة، حصل على جائزة اليوبيل الذهبي من مهرجان كان في عيده ال50 عن مجموع أفلامه. وسوف يظل يوسف شاهين واحدا من أهم المخرجين في تاريخ السينما العربية، وتظل أعماله شاهدة على مجموعة من المحطات الفارقة في السينما المصرية ومنها مثلا الناصر صلاح الدين، والأرض وباب الحديد، وجميلة بو حريد، كما أنه يكاد يكون المخرج الوحيد الذي أرخ لسيرته ومسيرته في سلسلة من أفلامه مثل عودة الابن الضال، وإسكندرية ليه، وحدوتة مصرية، وإسكندرية كمان وكمان، وإسكندرية نيو يورك، وتجاوزت شهرته حدود العالم العربي إلى العالم كله.