عواجيز جيل القومجية والتنظيم الطليعي، ومجموعة الجيل الناصري الثاني والثالث، يحلمون بإعادة التجربة الناصرية الفاشلة فكرياً وإنسانياً وعسكرياً ووطنياً. يتحالف الجميع مع الانقلابيين؛ لأن الغاية عند الفريقين تبرر الوسيلة. العواجيز يأتي على رأسهم محمد حسنين هيكل، ويحيى الجمل، وعمرو موسى، ومحمد فايق، وحسين كامل بهاء الدين، وحمدي قنديل، وهؤلاء بحكم تقدم العمر مصابون (شفاهم الله) بدائين: تصلب الشرايين المؤثر على عمل العقل، فلا يستطيع التراجع عن كراهية الإخوان ولا أقول الشريعة الإسلامية، والداء الثاني هو الارتداد اللاإرادي إلى مرحلة أضغاث الأحلام الأيديولوجية القديمة. والمعروف أن الداء الأخير يصيب كثيرين ممن بلغوا من العمر أرذله. ومن أبرز من لا تزال فيهم بقية من عافية أيديولوجية (أقرب إلى السراب): مفيد شهاب، ومحمود الشريف، ومصطفى الفقي، وهؤلاء الثلاثة كعشاق سلطة باعوا مبادئهم القومية الناصرية وقبلوا العمل مع الطاغية مبارك وعصابته سنين طوالاً، قبل الكل وشاركوا في بيع القطاع العام. ومن نفس الجيل تقريباً حسام عيسى، ونور فرحات، وجلال عارف، وجمال الغيطاني، وعبد الرحمن الأبنودي. ومن الجيل الثاني فالثالث والأخير: محمد السعيد إدريس، وسامح عاشور، وأحمد طه النقر، وحسين عبد الغني، وحمدين صباحي، وكمال أبو عيطة، وأمين اسكندر، وعبد الله السناوي، وعبد الحليم قنديل، وأحمد النجار، ويسري فودة، وضياء رشوان، والشتام جمال فهمي، وياسر عبد العزيز، وياسر رزق، وشحاتة عوض، وإبراهيم عرفات، وكارم محمود، ويحيى قلاش. ويجمع كل هؤلاء فشلان: الأول أنهم لم يصوغوا أو يجددوا أو يطوروا في ربع قرن وحتى اليوم أيديولوجية تناسب العصر. والفشل الثاني أنهم لم ينجحوا في اجتذاب قواعد وأعضاء تزيد عن عدة آلاف في طول مصر وعرضها وريفها وحضرها. الجدير بالذكر أن حزب الحرية والعدالة يعود إليه فضل حمل بعض رموز القومجية إلى البرلمان المغدور بعد الثورة. أبرز هؤلاء كمال أبو عيطة، وأمين اسكندر، ومحمد السعيد إدريس، الذي منحه الإخوان رئاسة لجنة الشؤون العربية في ذلك المجلس. ولولا هذا الفضل ما اجتاز أي منهم الانتخابات في دوائرهم. ومن الجدير بالذكر أيضاً أن التجارب الحزبية والصحفية لهؤلاء القومجية كانت تبدأ وسرعان ما تفشل ويدب بين القائمين عليها خلافات على المنح المالية الخارجية الدسمة. المنح والعطايا كانت تجيء من كل من صدام حسين ومعمر القذافي والشيخ سلطان القاسمي حاكم إمارة الشارقة ذي الهوى الناصري. ربما يعتبر البعض مصطفى ومحمود بكري من القومجية، لكني سمعت بأذني من بعض كبارهم أنهم يخرجونهما من الملة القومية الناصرية إلى عداد الفلول، باعتبار علاقة الأول الوطيدة بصفوت الشريف.