وجهت المستشفي الميداني برابعة العدوية، التحية للشهداء الأبرار وللمصابين الأبطال، مؤكدين أنه لا يزال قادة الإنقلاب الدموى يبرهنون يوما بعد يوم، أنهم آخر من نسلّم لهم زمام الأمور فى مصر، و أن كل يوم يمر على وجودهم فى الحكم معناه دماء بريئة تراق وحريات تضيع وحرمات تنتهك ودولة تنهار معالم حضارتها الإنسانية والأخلاقية وتعود إلى الخلف عشرات السنين. وأضاف البيان الصحفي للمستشفي الميداني، مساء اليوم السبت، أن «ما حدث من مجازر يندى لها جبين الإنسانية فى جمعة كسر الإنقلاب وصباح اليوم عند النصب التذكارى، حيث استشهد 66 شهيد بالإضافة إلي 61 حالة موت إكلينيكي، ليصبح الإجمالي 127 قتلوا جميعا بدم بارد، فضلا عن جرح نحو 4500 متظاهر بإصابات أغلبها خطيرة». وأكد البيان علي نقاط منها، «أننا نحمل المسئولية الكاملة لقادة الإنقلاب عن هذه الدماء التى سالت ونطالب بفتح تحقيق دولي عاجل و نزيه حول هذه المجزرة». وتابع البيان، أن «هذه المجزرة جاءت كنتيجة مباشرة للتفويض المزعوم الذى طلبه السيسى من الشعب بلا وجه حق، وفى سابقة هى الأولى فى تاريخ مصر والعالم بدعوى محاربة الإرهاب و التطرف، ونحن نتسائل بدورنا هل أصبح كل من يعارض الإنقلاب العسكرى إرهابى ومتطرف، حتى لو استخدم الوسائل السلمية فى التعبير عن رفضه؟!!». وأشار البيان، إلي أن الإصابات قد تراوحت بين 700 إصابة بطلق نارى وكسور وسجحات وخرطوش، فضلا عن أكثر من 3500 حالة إصابة بالغاز، وفى حالة تشنجات، ومئات الحالات الأخرى التى تمت معالجتهم فى مستشفيات ومراكز طبية ولم يتسنى حصرهم جميعا للآن». وتحول الميدان بكامله إلى مستشفى ميدانى، ونفذت تقريبا كافة الأدوية والمستلزمات الطبية التى تحت تصرف الميدان بسبب الزيادة الرهيبة فى أعداد الشهداء والمصابين، وعانى الأطباء والكوادر الطبية من إعياء وإجهاد شديد حيث ظلّوا يستقبلون الحالات طيلة فترة المجزرة التى قاربت زهاء (12) ساعة كاملة. وأضاف البيان، أنه « لاحظنا أن أسلوب التعامل مع المتظاهرين السلميين فى كافة تفاصيله مخالف للقانون والأعراف الدولية حيث تم استخدام نوع جديد من الغاز يؤدي لإحداث تشنجات أو فقدان السيطرة على الوعي مما يستدعى إجراء تحليل لمحتوياته للتأكد من احتوائه على مواد تخالف القوانين الدولية، و تم استخدامه بكثافة شديدة بحيث تحوله من وسيلة لإحداث إختناق مؤقت لأداة قتل مباشر من شدته». كما تم «استخدام الرصاص الحى بكثافة شديدة من قبل قوات الأمن، مع التركيز على الرأس والقلب بغرض القتل العمد، واستخدام مدافع المروحيات الحربية فى إطلاق الأعيرة النارية تجاه المتظاهرين مباشرة فى إطفيح بالجيزة، مما تسبب فى إحداث إصابات خطيرة بهم فضلا عن الشهداء». وأوضح البيان، أنهم تم «إعاقة وصول سيارات الإسعاف أو زيادة عددها للتعاطى مع الأعداد المتصاعدة فى الجرحى والقتلى، وتم منع المستشفيات الحكومية القريبة من الميدان من استقبال الجرحى أو التضييق عليها، في الوقت الذي استخدام قنّاصة تابعين للأجهزة الأمنية للتسبب فى إيقاع أكبر عدد من القتلى». وتم محاصرة المساجد وانتهاك حرمتها والسماح للبلطجية باقتحامها والإعتداء على النساء والأطفال بها كما حدث فى مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية. ومن جانبه أدان البيان، «تعامى وتجاهل أجهزة الإعلام الحكومى والخاصة، تغطية وقائع المجزرة، حيث استمرّت فى نقل صورة التحرير والإتحادية المشكوك فى صحتها والمؤيدة للإنقلاب فى انحياز أعمى لطرف دون آخر، هذا مع قيام هذه القنوات بعرض الأعمال الفنية والإستعراضية فى الوقت الذين ترتكب فيه مذابح جماعية فى حق مصريين شرفاء من أبناء هذا الوطن. كما أدان البيان، «تخاذل وصمت معظم القوى السياسية والدينية عن إدانة المجزرة، وبخاصة شيخ الأزهر، الذى لم يمانع فى استخدام أسطح كليات الجامعة فى قنص و قتل المصريين». وأكد البيان، على أن هذه المجزرة هى محاولة يائسة من الإنقلابيين لتثبيت دعائم مُلك نسج من خيوط العنكبوت فى طريقه إلى الزوال، مشيراً إلي أننا «سنسعى لتقديم كافة القتلة المتسببين فى المجزرة للعدالة وملاحقتهم جنائيا ودوليا عمّا إرتكبوه، ونطالب شعوب وحكومات العالم الحر بإدانة ورفض هذه المجزرة». وختم البيان، بالتأكيد على أن «دماء الشهداء التى سقطت والتضحيات التى قدمت لن تزيدنا إلا إصرار على المضى قدما فى رفض الإنقلاب والمطالبة بعودة الشرعية متمثلة فى الرئيس المنتخب والدستور المصرى الذى يعبر عن إرادة شعب مصر، ومجلس الشورى، ونحذر من قيام النظام أو الأجهزة الأمنية التابعة له من القيام بأعمال إرهابية و إلصاقها بالمتظاهرين السلميين، لتبرير هذه المجازر بحقهم». وشدد البيان، على أن «تظاهرتنا سلمية حضارية، و نرفض العنف بكافة أشكاله ونعتبر المنهج السلمى فى رفض الإنقلاب هو مصدر قوته وانتصاره على الإنقلابيين بإذن الله، وستفشل بعون الله كل محاولاتهم اليائسة لجرّنا لحرب أهلية يخسر فيها الجميع، التحية مرة أخرى لأرواح شهدائنا الأبرار وللمصابين وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء».