بائعو الجرائد: إقبال غير مسبوق.. والمواطنون: أصبحت المفضلة إلينا "النسخ كلها خلصت الإثنين بالليل".. هكذا رد عم رمضان "من أشهر بائعي الجرائد" على المواطنين الذين تكالبوا على شراء جريدة الحرية والعدالة، اليوم الثلاثاء، بعد إرفاقها نسخة من المسودة النهائية للدستور بنفس سعرها الطبيعي، ما تسبب في نفاذ الأعداد التي تمت طباعتها من الأسواق عقب توزيعها بسويعات قليلة. وخلال جولة بين بائعي الصحف، رصدت "الحرية والعدالة" إقبالا غير مسبوق من المواطنين على شراء الجريدة، وقال مسعود "بائع جرائد بحلوان": إن الجريدة جاءت "مُنقذا" لهم اليوم بنفاذ كامل كميتها؛ نظرا للخسائر التي تعرضوا لها جراء احتجاب عدد من صحف رجال الأعمال. وأشار مسعود إلى أنه يعمل في بيع الجرائد منذ 11 عاما، ولم يشهد طيلة تلك المدة نفاذ إصدار كما حدث مع "الحرية والعدالة"، اليوم، مؤكدا أنه رغم عدم انتمائه لأي حزب أو تيار سياسي، إلا انه أدرك بعد توزيع الدستور دون تكلفة على المواطن من خلال الجريدة، أن الحزب الذي تصدر عنه الجريدة حريص على إيصال مواد الدستور بوضوح للمواطن؛ حتى يقرأ ويفكر ثم يقرر بحرية، على عكس ما يروج له الإعلام من شائعات حول تحريم التصويت ب "لا". أما عماد صاحب كشك صغير، فروى أنه فوجئ منذ السادسة صباحا بالطوابير التي اصطفت أمام الكشك، وجميعها تسأل عن الجريدة التي بها مواد الدستور، وأبدى دهشته من نفاذ الكمية بالكامل خلال نصف ساعة من فتحه للكشك، خاصة أنه توقع ركود بيع الجرائد مع احتجاب عدد منها. وطالب عماد إدارة الجريدة بتكرار طباعة الدستور وتوزيعه مع الجريدة بشكل يومي وحتى موعد الاستفتاء، خاصة أن الجريدة تُباع بنفس سعرها، مشيرا إلى أنه حاول أن يحتفظ بنسخة لنفسه حتى يتمكن من قراءة الدستور إلا ان إحدى المواطنات أكدت له أنها تبحث عن نسخة منذ مساء الإثنين ووجدتها نفذت جميعها، فقام بإعطائها نسخته. المواطنون من جانبهم رحبوا باحتجاب صحف رجال الأعمال، وقالت شادية النواوي "موظفة": إنها لأول مرة لن تجد على مكتبها، صباح اليوم، مانشيتات مُحرضة وكاذبة تُسهم في انقسام البلد بحسب قولها، مشيرة إلى أنها جاءت لتشتري جريدة "الحرية والعدالة" بعد أن سمعت من أبنائها أن الجريدة سوف يكون بها ملحق للدستور، إلا إنها مرت على 3 من بائعي الجرائد بالمنطقة ولم تجدها. وطالبت شادية صحف رجال الأعمال أن يحذو حذو الجرائد الراقية التي تهتم بالمواطن بشكل حقيقي، مؤكدة أن جريدة الحرية والعدالة لعبت، اليوم الثلاثاء، دورا تثقيفيا وتوعويا للمواطن، وهو الدور الحقيقي للإعلام وليس الصراعات وتبادل الشتائم وتصفية حسابات الصراعات السياسية. اتفق معها سيد عبد الحق "مدرس إعدادي"، وأكد أن إصرار الجريدة على إرفاق نسخة كاملة من الدستور هو أبلغ رد على اتهامات توجيه جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة" للمواطنين للتصويت ب "نعم" والموافقة على الدستور، معلنا أن الجريدة أصبحت المفضلة لديه بعد إثبات انحيازها للمواطن ودعم أفكاره ومساندته على المعرفة والاطلاع. شباب الجامعات كان لهم نصيب واسع من المشاركة في نفاذ إصدار الجريدة من الأسواق، حيث شاهدنا أحمد نور الدين "طالب بكلية الهندسة" يحمل نسخا كثيرة من الجريدة خلال استقلاله للمترو، وقال: إنه قام بالاتفاق مع أحد البائعة لحجز 50 نسخة له منذ إعلان الجريدة في عدد الإثنين أن ملحق الدستور سوف يكون مجانيا؛ لكي يوزعها على زملائه لقراءة مادة مادة بشكل تفصيلي. وأوضح أحمد أنه وعدد من زملائه عقب تحديد الرئيس لموعد الاستفتاء في 15 ديسمبر الجاري، قرروا رفع شعار "نحن أمة اقرأ" والسعي لتوزيع أكبر عدد من نسخ الدستور حتى يتعرف الطلاب على المواد الكاملة، ويقرروا بعدها إذا ما كانوا سيصوتون بالموافقة أم الرفض، منتقدا استغلال بعض البائعين للموقف لرفع سعر الجريدة.