رغم مرور ما يزيد عن 48 ساعة من قتلهم خارج إطار القانون؛ بزعم تصفيتهم لانتمائهم لحركة مسلحة، تتعنت أجهزة أمن الانقلاب- كما هي شقيقتها في الكيان العبري- في تسليم جثامين الشهداء الذين قتلتهم بمعرفة قواتها، وهم: محمد عبد الكريم مرعي عبد الرحمن "23 عامًا"، ومحمود بركات محمد محمد "29 عامًا"، بالإضافة إلى ثالث لم تعلن عن اسمه. تعنت متكرر وفي أغسطس الماضي، تعنّتت داخلية الانقلاب فى تسليم جثامين الشباب العشرة الذين أعلنت عن اغتيالهم؛ بزعم حيازتهم لأسلحة وتجهيزهم لعمليات وانتمائهم لحركة مسلحة، رغم أنهم كانوا مطاردين، وكانت الشقة التي يسكنون فيها بأرض اللواء هي المكان الذي زعمت "الداخلية" أنه مكان تجمع هؤلاء الشباب للعمل المسلح. ووفق تسجيل صوتي لوالد الضحية عمر إبراهيم الديب، فإن نجله الذي عاد لقضاء الإجازة في مصر، كان معتقلًا لدى أجهزة الأمن في محافظة الجيزة، وقد يكون تعرض للقتل في أحد المقار الأمنية، وتم نقل جثته لشقة أرض اللواء، قائلا: "أنا فخور أن ابني شهيد، وأتمنى أن أكون شهيدا معه، إنا لله وإنا إليه راجعون، هذا قدر الله، وأنا راض بقضاء الله، صامدون على الحق وإن قتلونا جميعا". وفي 16 يوليو، تعنّت الانقلاب في تسليم جثامين الشهداء ال8 الذين اغتالهم فى صحراء الفيوم، رغم وجودهم لديها قيد الإخفاء القسرى، وفقا لما وثقته المنظمات الحقوقية بمدد متفاوتة. وأدانت المنظمات الحقوقية عمليات القتل خارج إطار القانون على يد قوات داخلية الانقلاب، واعتبرت أن جرائم القتل خارج إطار القانون المتكررة بحق المواطنين المصريين، والتي تخالف القوانين والمواثيق الدولية الموقعة عليها الدولة. الجيش والداخلية وتناقلت تقارير إعلامية، عن مصادر عسكرية، تعاظم حالة من الغضب داخل القوات المسلحة، عقب إعلان وزارة داخلية الانقلاب عن مداهمة معسكر تدريبي لعناصر مسلحة في الإسماعيلية، مؤخرًا، وعوضا على تلك الفضيحة تعنتت الداخلية في تسليم جثث الشباب ال14 الذين زعمت أنهم في معسكر بالإسماعيلية، قالت إنهم تواجدوا بمعسكر تدريب يضم العائدين من سيناء. وبالتزامن مع مذبحة الإسماعيلية، ارتكبت الداخلية مذبحة موازية في مدينة 6 أكتوبر، ولكن الداخلية لم ترحم الجسد الذي ما زال في دمائه، ولذلك خرج ثوار "أم الرضا" بمحافظة دمياط، اليوم، للمطالبة بالإفراج عن الجسد. قتل وإخفاء وتعنت يذكر أن حالات القتل خارج إطار القانون قد تصاعدت في مصر منذ تولي مجدي عبد الغفار منصب وزارة الداخلية، وقد وثّق تقرير "حصاد القهر في فبراير2017"، الذي يصدره "مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب" شهريا، مقتل 107 أشخاص خارج إطار القانون، خلال شهر فبراير الماضي فقط، كما وثق التقرير وقوع 110 حالات إخفاء قسري خلال الفترة نفسها، وظهرت 10 حالات فقط خلال مراحل التحقيق في المقار الأمنية. وتوجت فترة فبراير الأسود بحادث تصفية 8 شباب، بينهم عبد الله هلال، ورجب حنطور، وحسن جلال، وكانت مصادر حقوقية قد صرحت بأن قوات الأمن قامت بتصفية عبد الله هلال، الطالب بالفرقة الثالثة بكلية الهندسة جامعة الأزهر، وذلك بعد اعتقاله واختفائه لدى أمن الدولة منذ شهرين ونصف، بينما كذّب والده الشيخ هلال هذه الرواية، مؤكدا أن الوزارة زعمت أنه قتل في اشتباك معها، بينما هو معتقل منذ يوم 3 أكتوبر 2016، وأنه قدم بعدها بلاغا للنائب العام باعتقاله، مُضيفا أنه تم إبلاغه بالوفاة عن طريق القسم، ويواجه الأهالي تعنتًا أرجأ استخراج الجثمان إلى يوم السبت القادم، رغم وجود الجثة في المشرحة منذ 26 يوما. قتل وتحفظ وبحث وفي حادث المنيا الأخير، أفاد مصدر أمنى بأن أجهزة الأمن تحفظت على جثث العناصر التى تمت تصفيتها خلال المطاردة الأمنية، التى شهدتها منطقة الملفات فى نطاق حدود محافظة قنا بمركز أبو تشت، داخل إحدى المستشفيات، وسحب عينة الحمض النووى dna للوصول إلى هوية تلك العناصر، التى كانت تقيم معسكرا للتدريب على العمليات الإرهابية. وهو ما يعني أن القتل مقدم على ما سواه من الإجراءات القانونية، من القبض والبحث ثم العرض على النيابة. أسبوعان بسيناء وتتعمد سلطات الانقلاب عدم تسليم الجثث في سيناء إلا بعد فترة طويلة؛ فالشباب العشرة الذين تمت تصفيتهم في يناير الماضي، وحرمت قبيلة الفواخرية وبيت "آل أيوب" من دفنهم، رغم أن هؤلاء الشباب قالت الداخيلة إنهم إرهابيون معتقلون منذ شهور لدى جهاز الأمن الوطني بالعريش، ومنهم طلاب اعتقلوا قبل شهور، متهمة سلطات الداخلية بأنها قتلت شبابا أبرياء.