كوميديا سوداء تلك التي شهدتها مِصْر في الأيام القليلة الماضية، بعدما توالت الأحداث على رءوس الشعب المنكوب مصحوبة ب"تاتش الانقلاب"، والتى جاء على رأسها اتجاه دولة السيسي لإلغاء مجانية التعليم فى محاولة للاستيلاء على تلك الأموال لتصب فى جيوب الجنرالات، فضلا عن الإمعان فى تجهيل الشعب وزيادة رقعة الأمية لترسيخ أركان الحكم العسكري وتربية جيل غير معني بالحرية أو نشطاء تدعو للثورة عبر الإنترنت. الفنان المبدع أحمد بحيري عاد ليلخص حال مِصْر في عهد الانقلاب العسكري عبر الحلقة ال 28 من برنامجه اللاذع "الأسبوع في كيس"، الذى افتتحه بالسخرية من استنساخ مرتضي منصور فى صورة أحمد الابن والذى بدأ من حيث انتهي أبوه ليواصل "الأسطورة" على خلفية سعادته بقرار إلغاء مجانية التعليم باعتبارها خطوة عظيمة تضاهي "حرب أكتوبر". وسخر بحيري من اعتراف مليشيات الانقلاب بحالات الاختفاء القسري بعد انكار متواصل وتسخير أذرع السيسي للتعتيم على تلك الجريمة، على وقع كشف المجلس القومي لحقوق الانسان بأن الداخلية اخلت سبيل 15 حالة اختفاء وأعلنت عن 99 آخرين محتجزين دون الكشف عن أمكان اعتقالهم على ذمة قضايا. وتهكم الإعلامي الساخر من ملاحقة فتاة من قبل قسم شرطة دمياط بتهمة إدارة 25 حساب على موقع "فيس بوك" تهدف لقلب نظام الحكم، متسائلا هل أصبح امتلاك حساب على مواقع التواصل الاجتماعي فى دولة "غزل البنات" اتهام أم أن العسكر لم يعد لديهم القدرة على تلفيق الاتهامات على نحو متقن. وبلغت الكوميديا السوداء ذروتها على خلفية تصريح ممدوح شاهين –عراب التزوير ومساعد وزير الدفاع- بأن الجيش لا يحتاج إلى أذن من أحد من أجل البناء على الآراضي التى يمتلكها، معتبرا أن العسكر ورث مصر من الملك فاروق عقب انقلاب 23 يوليو وقرر أن يريح الشعب من عبأ امتلاك الآراضي أو تكاليف البناء الباهظة. وتناول بحيري بمزيد من المرارة مشهد رقص أطباء المستقبل من طلبة جامعة القاهرة على نحو مبتذل على وقع أغنية "حلاوة روح" فى حفلة تخرج ب القصر العيني، بينما اعتبرت نيابة الانقلاب أن تصوير المناظر الطبيعية تهمة تستحق الاعتقال فأمرت باحتجاز الصحفي أحمد يوسف لحين ورود تحريات الأمن الوطني. الحلقة تناولت الأخبار المأساوية التى خرجت من رحم الانقلاب والتى تكشف حالة "الوطيان" التى توطنت فى أذرع الإعلام على وقع شماتة صحيفة "أخبار اليوم" من مرض المرشد العام لجماعة الإخوان د. محمد بديع، وتمديد بقاء الجيش المصري فى الخليج تحت ذريعة أداء مهام قتالية "مجهولة" وهل تحول جنود إلى مجموعة من المرتزقة لخدمة مصالح السيسي، وغيرها من الأخبار المبكية فى مصر المنكوبة تحت حكم الانقلاب.