كوميديا سوداء تلك التي شهدتها مِصْر في الأيام القليلة الماضية، بعدما توالت الأحداث على رءوس الشعب المنكوب مصحوبة ب«تاتش الانقلاب»، والتى جاء على رأسها الفشل المخيب لدبلوماسية العسكر فى مغادرة المربع صفر فى مفاوضات سد النهضة البائسة وتلاعب الجانب الإثيوبي بدولة السيسي. الفنان المبدع أحمد بحيري عاد ليلخص تقزم مصر في عهد الانقلاب العسكري عبر الحلقة ال 27 من برنامجه اللاذع «الأسبوع في كيس»، الذى افتتحه بالسخرية من تراجع مصر خطوات للخلف فى مفاوضات انقاذ مصر من العطش والحفاظ على ما تبقي من الحصة التاريخية فى مياه النيل، مشيرا إلى أن الانقلاب بدأ بالتفاوض حول بناء السد وفشل، ثم جاء التفاوض حول موعد التشغيل وفشل ورد الإثيوبيين بتحويل مجري النهر فعليا، ثم جاءت المباحثات حول حجم الخزان وفشل وتم تنفيذ التصميم الأصلي، والأن يتم التفاوض على فتحات السد فى اعتراف ضمني بالبناء المتنامي على منابع النيل وأيضا رفضت أديس أبابا، ولم يبقي سوي التفاوض على بيع الفريسكا حول سد الأمر الواقع. وسخر بحيري من نظر محكمة زينهم قضية تطالب بوقف بناء سد النهضة، مشيرا إلى أنها تجسد قمة الكوميديا السوداء حيث تحفي دبلوماسية السيسي دون جدوي، بينما ندور مصر فى دائرة مغلقة وتمخضت عقلية ال 50% بعد فشل المفاوضات عن "جرجرة" الإثيوبيين فى المحاكم. وتهكم بحيري على صراخ وزير التعليم العالي فى طلاب الجامعات خلال ندوة مناقشة حل اتحاد الطلاب بسبب خسارة مرشحي أمن الدولة لصالح الطلبة المستقلين، حيث رفض الوزير الانقلابي جلوس رئيس اتحاد الطلاب إلى جواره، قائلا: "أنا حر.. أنا الوزير ومحدش يقعد جنبي". وبلغت الكوميديا السوداء ذروتها على خلفية اختفاء بيان لجنة المجلس القومي لحقوق الإنسان حول الأوضاع المأساوية فى مقبرة "سجن العقرب"، وكذلك تصريحات تواضروس –رأس الكنيسة الأرثوذكسية- حول استدعاء شماعة الإخوان فى مجزرة العسكر بحق الأقباط فى "مذبحة ماسبيرو"، واتهام الجماعة باستدراج شباب الكنيسة عبر "المصاصة والأرواح". الحلقة تناولت الأخبار المأساوية التى خرجت من رحم الانقلاب والتى تكشف عن مزاعم وزير داخلية العسكر مجدي عبدالغفار عن ضرورة احترام حقوق الإنسان من أجل تحقيق رسالة الأمن، وخروج أحمد عز –عراب التزوير فى الحزب المنحل- من أجل التهام مزيد من أموال الشعب عبر بنوك الانقلاب، ومواصلة شامخ الانقلاب أحكامه الحقيرة بالحكم على الفتاة ندي أشرف –التى تعرضت للاغتصاب داخل مدرعة الشرطة- بالسجن عام.