على غرار لقاء الأندية في مباريات بدون جمهور، يفتتح الانقلاب برلمانه القادم في ظل مقاطعة شعبية وجماهيرية كبيرة، لم تكترث بالحملات الدينية والفنية التي تطبل لانتخابات العسكر، ولم تغتر بكلمات الشيخ أحمد هاشم عن نزول وفد من "الملائكة" لمراقبة نزاهة وشفافية الانتخابات. المستشار يحيى قدري، النائب الأول لرئيس حزب الحركة الوطنية المؤيد للانقلاب، اعترف أنه من "الطبيعي أن يكون لدى البعض تحفظات على شخص المرشحين، وقد يكون لدى الآخرين تحفظات على قوائم معينة"، لكن أهم ما جاء في اعترافاته أن الصندوق الانتخابي سوف يكون معبراً عن رغبة كل من خرج في انقلاب 30 يونيو. الرد على "قدري" جاء سريعاً عبر تدشين حزب "الاستقلال"، أحد أحزاب تحالف دعم الشرعية ورفض الانقلاب، الذي يترأسه "مجدي حسين" المعتقل في طره، حملة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تحت عنوان "قاطع برلمان الأغنياء والفاسدين"، لتعريف المصريين بمساوئ برلمان العسكر، وكيف يكرس لترسيخ أركان دولة الفساد والظلم من خلال انتخابات هزلية، وتعبيرا أيضا عن موقف الحزب حول مقاطعة الانتخابات البرلمانية، بحسب الصفحة. ودشن عدد من النشطاء حملة موسعة لمقاطعة الانتخابات بعنوان: "#قاطع_الانتخابات"، مؤكدين أنه لن تنجح انتخابات في ظل عسكرة الدولة والديكتاتورية، وانعدام العدالة والأمن والأمان، وانهيار الاقتصاد، وتحت حكم عسكر انقلب على الشرعية، ويعتقل علماء ومشايخ وطلاب الأمة في سجون الانقلاب، ويولي الفسدة والفسقة وفلول مبارك ولواءات الجيش والشرطة مقاليد الحكم بالبلاد، بحسب بيان صادر. سد خانة من جانبه اعترف أحد فلول الحزب الوطني المنحل، وهو الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، بأن برلمان العسكر لن يكون البرلمان المثالي الذي يتطلع إليه غالبية المصريين بعد 30 يونيو، واصفًا إياه ب"برلمان الضرورة" الذي "يسد خانة" الفراغ التشريعي والرقابي السائد منذ حل برلمان 2012، ولكن ستطارده شبهات عديدة بعدم الدستورية لكثير من القوانين التي تنظم العملية الانتخابية الواردة ضمن "قانون تقسيم الدوائر الجديد، وقانون مباشرة الحقوق السياسية". وعن نجاح دعوات المقاطعة، قال "كمال" أنه :"يجب التفرقة بشكل كبير بين أنماط التصويت في المدن والتي غالبًا ما تكون منخفضة وتشهد عزوفًا كبيرًا عن المشاركة السياسية في قرى ونجوع ومراكز الوجهين البحري والقبلي، التي تحكمها العائلات والقبليات والعصبيات بصورة كبيرة". من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحزب مصر القوية، محمد القصاص، إن الحزب يدرس حاليا تدشين حملة لمقاطعة الانتخابات، مشيرا إلى أن مشاركة الحزب في المقاطعة حال تنظيم عدد من الأحزاب والحركات الثورية حملة لمقاطعة التصويت. ودعت المظاهرات التي ينظمها أنصار دعم الشرعية ورفض الانقلاب، يوميا المواطنين لمقاطعة "انتخابات الدم"، وطالب المتظاهرون، في مناطق عدة من المحافظات، بمقاطعة التصويت في العملية التي تمهد لعودة برلمان الحزب الوطني المنحل قبل ثورة 25 يناير، مشيرين إلى أن جميع المرشحين لهم علاقة قوية بهذا الحزب وقياداته، ويسعون لإعادة إنتاج برلمان أحمد عز، أمين تنظيم الحزب. مقاطعة شرعية من جهته، وصف القيادي في الجماعة الإسلامية، طارق الزمر، الانتخابات المزمعة ب"المهزلة"، وقال في تغريدة له بحسابه على موقع "تويتر": "إن كل وطني غيور لا بد أن يتخذ موقفا من مهزلة الانتخابات، التي هي بمثابة المسمار الأخير في نعش الحياة السياسية". وكان القيادي في الجبهة السلفية، الدكتور سعد فياض، قال إن مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة فريضة شرعية، مضيفا: "التصويت على انتخابات الانقلاب وحزب النور كبيرة، مستشهدا للتدليل على ذلك بآيات وأحاديث تثبت فتواه". يذكر أن قائمة مقاطعي الانتخابات البرلمانية في مصر تضم أحزابا إسلامية هي: الحرية والعدالة، والوسط، والبناء والتنمية، علاوة على قوى سياسية علمانية مثل "صحوة مصر"، وتحالف التيار الديمقراطي (يضم أحزاب الدستور والتحالف الشعبي والكرامة والعدل). فيديو المقاطعة: فيديو برلمان ساويرس: