أكد أمر الله خان ايشلر -مبعوث الرئيس التركي للشرق الأوسط- أنه لا علاقات بين مصر وتركيا في ظل الانقلاب العسكري. وأضاف خان -في تصريحات لبرنامج "نقطة حوار" على قناة "بي بي سي.. عربية"- تقوم سياسة تركيا على المبادئ، ونحن تضررنا كثيرا من الانقلابات العسكرية في تركيا ولن ندعم اليوم نظاما انقلابيا؛ لأن الانقلاب هو سرقة لإرادة الشعب، ولا علاقة مع مصر في ظل الانقلاب". وردًّا على سؤال حول تأكيدات تركيا بالعمل على حسن علاقاتها مع كل الدول العربية والمجاورة، ولماذا لا ينطبق هذا المنطق على العلاقة مع مصر؟ قال ايشلر: "لأن هناك انقلابًا عسكريًّا حصل في مصر، وأطاح بالرئيس المنتخب من قبل الشعب وأدخله السجن، وقتل آلاف الأبرياء وأدخل آلافًا آخرين السجون، كيف نؤسس علاقة مع هذا النظام الظالم؟!". وتابع إيشلر: أن "تركيا ضد التحالفات في المنطقة، مؤكدًا أن المنطقة تحتاج إلى رؤية واستراتيجية ولا تحتاج إلى تحالفات واستقطابات، ففي حالة وجود تحالف ضد آخر، فذلك يعني أن المنطقة ستدخل في حروب وصراعات، وقد تستمر هذه الحروب لسنوات طويلة، لذلك نحن نرى بأن المنطقة تحتاج إلى تضامن وتعاون حقيقي، خاصة بين الدول الكبيرة في المنطقة، ومنها السعودية ومصر وإيران وتركيا، فاتباع السياسات الطائفية والعرقية في هذه المنطقة سيهلك الأخضر واليابس في كل الدول". وتحدث ايشلر عن علاقات بلاده مع السعودية، فقال: "علاقات تركيا والسعودية طيبة جدا، وهذه العلاقات لها جذور تاريخية، وفي عهد حزب العدالة والتنمية طورنا علاقاتنا مع السعودية ودول المنطقة كلها، لذلك أسسنا المجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي بين تركيا ودول الخليج، فالعلاقات بين البلدين كانت تسير في إطار تطور مضطرد، لكن حين حدث "انقلاب" في مصر حصل اختلاف في الآراء بخصوص الوضع المصري، وشاب توتر وفتور في العلاقات التركية السعودية، والآن دخلت السعودية في مرحلة جديدة وبدأت مرحلة علاقات رفيعة المستوى، وفي الأيام القليلة القادمة سيزور وزراء سعوديون كثيرون تركيا، وهناك تطابق في وجهات النظر في قضايا كثيرة بين تركيا والسعودية". وأشار ايشلر إلى أن الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، كانت له آراء مختلفة عن آرائنا بخصوص القضية المصرية، لذلك كانت العلاقات باردة نوعا ما، أما الملك سلمان ومن خلال متابعة وسائل الإعلام والتصريحات التي تأتي من طرف المسئولين السعوديين، نرى أن لديه توجهات مغايرة، متوقعًا أن السياسة السعودية ستتغير إلى حد ما في بعض القضايا الإقليمية، لذلك بدأ التقارب من جديد بين تركيا والسعودية، وسيستمر ويزيد هذا التقارب في الأشهر القادمة".