حملّت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الكيان الصهيوني وكل من يُساهم في حصار قطاع غزة، مسؤولية هجرة عدد من الفلسطينيين غير الشرعية، إلى دول أوروبا، داعية إلى مؤتمر وطني للتصدي للظاهرة. وقال القيادي في الحركة الدكتور صلاح البردويل في مؤتمر صحفي اليوم الأحد بشأن حوادث الهجرة غير الشرعية، إن كل من يساهم في حصار غزة ويشجع الاحتلال عليه لأهداف حزبية أو أيديولوجية أو سياسية هو مسئول عن جريمة الموت غرقاً لعشرات المهاجرين هروباً من الحصار. وأكد البردويل، أنه حسب التحقيقات والبحث الذي أجرته الجهات المختصة تبين أن معظم المهاجرين سافروا بطريقة عادية عبر معبر رفح ووصلوا إلى الإسكندرية وتلقفتهم أيدي المهربين هناك لإيصالهم عبر السفن المصرية إلى ايطاليا أو عبر البرّ إلى ليبيا في رحلة غير مضمونة العواقب قد تنتهي بالموت غرقاً. كما أوضح، أن معظم المهاجرين هم من مدينة خان يونس أو رفح، وقد هاجروا بدوافع مادية نظراً لسوء الأحوال الاقتصادية والحصار، أو بدوافع البحث عن الرفاهية هروباً من غزة، وأكثرهم من الشباب الصغير الساذج الذي أغرته تجارب أقرانه أو أقاربه أو بسبب ضغط العدوان والحصار على نفسيته، وهم يجهلون الصعوبات والتعقيدات التي يمرّ بها المهاجر لسنوات حتى يستقر في غربته إن وصل حياً. ونوه، إلى أن نسبة الهجرة ازدادت حيث استغل المهربون الوضع الأمني الصعب والمعقد الذي عملت فيه الشرطة وأجهزة الأمن أثناء القصف الصهيوني. وأكد البردويل، أن أهداف المهربين المحليين والخارجيين تتراوح ما بين جمع الأموال من الضحايا المغرر بهم ، وبين أهداف خبيثة قد ترتبط بالاحتلال الذي يسعى لقتل أكبر عدد من الفلسطينيين أو تفريغ الأرض المحتلة في الضفة على السواء. وحذر البردويل أبناء شعبنا الفلسطيني من السقوط في وحل الأوهام الخادعة التي يزينها لهم بعض الخبثاء للهجرة من فلسطين، ففلسطين أرض رباط مقدسة مبارك فيها ، والهجرة منها خطيئة كبرى. وشدد على أن السبب الحقيقي وراء الهجرة هو الاحتلال الصهيوني البغيض الذي يعتدي على أرواح الشعب الفلسطيني وبيوته وأمواله من أجل دفعه إلى تفريغ الأرض لتخلو لقطعان مستوطنيه في ما يعرف في الفكر الصهيوني سياسة (الترانسفير)، ولذا فإن الكل الوطني والعربي والإنساني مطالب بوضع حدٍ لهذه السياسة بل وضع حدٍ للاحتلال والعدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني. وطالب بوضع حدٍ لهذه المناكفة السياسية المملة التي تمارسها السلطة وأتباعها تحت حجج واهية، ومطلوب الآن وبأسرع وقت تفعيل ملفات الوفاق الوطني بدءاً من المرجعية الموحدة المتمثلة بالإطار القيادي لمنظمة التحرير، مروراً بحكومة الوفاق الوطني وانتهاءً بالتعاون الجاد لرفع الحصار وإعادة الإعمار. وأكد على ضرورة الجزم في ملاحقة المهربين وشبكاتهم، سواء كانت خلفياتهم أمنية أو جنائية، وتقديمهم للعدالة بهدف وضع حدٍ لهذه الظاهرة الخطيرة التي أودت بحياة العشرات من أبناء شعبنا ومنهم عائلات بأكملها نساءً وأطفالاً ورجالاً. كما طالب حكومة الوفاق الوطني بضرورة تفعيل الاتصال بكل الجهات الخارجية التي لها علاقة بعمليات التهريب، والتعاون من أجل منع هذه الظاهرة في المستقبل، كما نطالبها بالإسراع في رفع الحصار عن قطاع غزة وتوفير الظروف الإنسانية والاقتصادية لحياة أبناء الشعب الفلسطيني الذين قدموا الكثير من التضحيات من أجل فلسطين. ودعا إلى مؤتمر وطني تشارك فيه الفصائل الوطنية والمنظمات الأهلية والشخصيات والمؤسسات الفاعلة كالتعليم والداخلية وغيرها للخروج بأنجع الطرق وأسرعها لإنهاء ظاهرة تهجير الفلسطينيين من ديارهم.