بوابة الأهرام العربي في مؤتمر أصدرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اليوم الأحد بيانا تقول فيه "في ضوء الأخبار المتلاحقة عن وقوع أعداد من الفلسطينيين من ضحايا كوارث الغرق في طريق هجرتهم غير الشرعية على سفن المهربين، وفي ضوء التأويلات المتخبطة التي يمارسها بعض المتصيدين الذين لا تحركهم سوى الأهواء والأحقاد الحزبية، ولأن الكارثة أكبر من أن يتقاذفها المسئولون وغير المسئولين عبر الأبواق الإعلامية، فإننا في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ومن موقع المسئولية الدينية والأخلاقية والوطنية وبعد أن أصدرنا بياناً سابقاً قبل أيام حول هذا الموضوع نود وضع النقاط على الحروف لكشف ملابسات هذه الجريمة التي اقترفتها أيدٍ خبيثة بحق أبناء شعبنا ومن ثم تقديم الرؤية الصحيحة لتجنب المزيد من المآسي المتماثلة في المستقبل". أولاً : بحسب التحقيقات والبحث الذي أجرته الجهات المختصة فقد تبين ما يلي: 1. معظم المهاجرين سافروا بطريقة عادية عبر معبر رفح ووصلوا إلى الإسكندرية وتلقفتهم أيدي المهربين هناك لإيصالهم عبر السفن المصرية إلى ايطاليا أو عبر البرّ إلى ليبيا في رحلة غير مضمونة العواقب قد تنتهي بالموت غرقاً. والقليل من المهاجرين خرجوا عبر الأنفاق بجوازات وأختام قام بتزويرها مهربون مقابل مبالغ من المال يقتسمونها مع مهربين في الطرف المصري ولقد تم القاء القبض على عدد من هؤلاء المزورين. 2. معظم المهاجرين هم من مدينة خان يونس أو رفح، وقد هاجروا بدوافع مادية نظراً لسوء الأحوال الاقتصادية والحصار، أو بدوافع البحث عن الرفاهية هروباً من غزة، وأكثرهم من الشباب الصغير الساذج الذي أغرته تجارب أقرانه أو أقاربه أو بسبب ضغط العدوان والحصار على نفسيته. وهم يجهلون الصعوبات والتعقيدات التي يمرّ بها المهاجر لسنوات حتى يستقر في غربته إن وصل حياً. 3. ازدادت نسبة الهجرة حيث استغل المهربون الوضع الأمني الصعب والمعقد الذي عملت فيه الشرطة وأجهزة الأمن أثناء القصف الصهيوني. 4. إن أهداف المهربين المحليين والخارجيين تتراوح ما بين جمع الأموال من الضحايا المغرر بهم ، وبين أهداف خبيثة قد ترتبط بالاحتلال الذي يسعى لقتل أكبر عدد من الفلسطينيين أو تفريغ الأرض المحتلة في الضفة على السواء. وبناءً على ما سبق فإننا في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تؤكد على ما يلي: أولاً: نحذر أبناء شعبنا الفلسطيني من السقوط في وحل الأوهام الخادعة التي يزينها لهم بعض الخبثاء للهجرة من فلسطين، ففلسطين أرض رباط مقدسة مبارك فيها ، والهجرة منها خطيئة كبرى. ثانياً: إن السبب الحقيقي وراء الهجرة هو الاحتلال الصهيوني البغيض الذي يعتدي على أرواح الشعب الفلسطيني وبيوته وأمواله من أجل دفعه إلى تفريغ الأرض لتخلو لقطعان مستوطنيه في ما يعرف في الفكر الصهيوني سياسة (الترانسفير)، ولذا فإن الكل الوطني والعربي والإنساني مطالب بوضع حدٍ لهذه السياسة بل وضع حدٍ للاحتلال والعدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني. ثالثاً: إن كل من يساهم في حصار غزة، ويشجع الاحتلال على هذا الحصار لأهداف حزبية أو أيديولوجية أو سياسية هو مسئول عن جريمة الموت غرقاً لعشرات المهاجرين هروباً من الحصار، ولابد من وضع حدٍ لهذه المناكفة السياسية المملة التي تمارسها السلطة وأتباعها تحت حجج واهية، ومطلوب الآن وبأسرع وقت تفعيل ملفات الوفاق الوطني بدءاً من المرجعية الموحدة المتمثلة بالإطار القيادي لمنظمة التحرير، مروراً بحكومة الوفاق الوطني وانتهاءً بالتعاون الجاد لرفع الحصار وإعادة الإعمار. رابعاً: نؤكد على ضرورة الجزم في ملاحقة المهربين وشبكاتهم، سواء كانت خلفياتهم أمنية أو جنائية، وتقديمهم للعدالة بهدف وضع حدٍ لهذه الظاهرة الخطيرة التي أودت بحياة العشرات من أبناء شعبنا ومنهم عائلات بأكملها نساءً وأطفالاً ورجالاً. خامساً: نطالب حكومة الوفاق الوطني بضرورة تفعيل الاتصال بكل الجهات الخارجية التي لها علاقة بعمليات التهريب، والتعاون من أجل منع هذه الظاهرة في المستقبل، كما نطالبها بالإسراع في رفع الحصار عن قطاع غزة وتوفير الظروف الإنسانية والاقتصادية لحياة أبناء الشعب الفلسطيني الذين قدموا الكثير من التضحيات من أجل فلسطين. سادساً: إننا في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ندعو إلى مؤتمر وطني تشارك فيه الفصائل الوطنية والمنظمات الأهلية والشخصيات والمؤسسات الفاعلة كالتعليم والداخلية وغيرها للخروج بأنجع الطرق وأسرعها لإنهاء ظاهرة تهجير الفلسطينيين من ديارهم.