استنكرت 50 مؤسسة وهيئة حقوقية وعمالية ونشطاء حقوقيون وعمال وقائع تعذيب أحد العاملين بشركة " لينين جروب للمفروشات بالإسكندرية مجاملة لرئيس المجلس التصديري للمفروشات، وطالبوا بمحاسبة كل من تورط في جريمة التعذيب كما طالبوا منظمة العمل الدولية بوقف الحوار الاجتماعي معه. ووقعت المؤسسات والهيئات والنشطاء على وثيقة لرفض هذه الممارسات وتضامنا مع عمال الشركة وقال الموقعون على الوثيقة ،إن واقعة التعذيب الوحشية التي تعرض لها محمد السيد، العامل بشركة لينين جروب، توضح إلى أي مدى بلغ تزاوج السلطة بالمال إلى مرحلة التوحش. معربين عن أسفهم أن يتم تعذيب محمد بدرجة أن يقف الضابط بحذائه على صدره، ما أدى إلى كسر ضلع في صدره وذلك إرضاء لصاحب الشركة ورئيس المجلس التصديري للمفروشات، الذي كان على اتصال دائم بالضباط أثناء عملية التعذيب الوحشية. وأوضحوا أن جريمة محمد أنه أسس صفحة فيس بوك ينتقد فيها قرارات صاحب الشركة بسبب اعتداءه على حقوق العمال، واستكمل وكيل النيابة مسيرة زميله الضابط في مجاملة صاحب العمل على حساب حياة العامل، الذي طلب منه أن يعرضه علي المجلس الطبي وإعداد تقرير حول ما به من إصابات فرفض. وعندما أوقف صاحب العمل محمد وزميله إسلام عن العمل وذهبا لتقديم شكوى في مكتب العمل رفض الموظف المسئول عن بحث الشكاوي استلامها لولا تدخل مدير المكتب. وتابع الموقعون : الأهم أن منظمة العمل الدولية في القاهرة، التي من المفروض أن تضع شروط العمل اللائق والتي ضرب صاحب العمل بها عرض الحائط ما زالت مستمرة في الحوار الاجتماعي مع صاحب الشركة وكأن شيئاً لم يكن. وكانت آخر هذه الجولات لمدة 4 أيام بدأت يوم 22 أغسطس الماضي.منوهين إلى أن شركة النيل للمنسوجات (لينين جروب)، بالمنطقة الحرة بالعامرية، تقوم بتصنيع المفروشات المنزلية، ويتم تصدير كل إنتاجها للخارج على شكل فرش فنادق. الشركة عبارة عن 5 مصانع نسيج، ومصنع تجهيز وصباغة، ومصنع أوتوماتيك (تفصيل)، يعمل بها 1500 (1200 عامل – 300 إداري).
يذكر أن المشكلة بدأت عقب رفض رئيس مجلس إدارة شركة لينين جروب وصاحبها المهندس سعيد أحمد مطالب العمال التي تقدمت بها النقابة المستقلة، فنظم العمال وقفات احتجاجية أمام الشركة بداية من يوم 13 أبريل الماضي، واستمرت لمدة 3 أيام وقدموا 15 مطلبا منها " زيادة الأجر الأساسي بحد أدنى 500 جنيه، حيث أن أقصى راتب أساسي للعمال 300 جنيه فقط وتنفيذ قرار وزير القوى العاملة على عمال مصنع التجهيز بمنحهم إجازة 7 أيام إضافية لأنه من الأعمال الخطرة وصرف بدل وجبه للعمال وصرف بدل وردية وحصة العمال في الأرباح طبقاً لما ينص عليه القانون وعمل هيكل وظيفي للعاملين بالشركة والتوقف عن النقل العشوائي للعمال في أعمال مختلفة عن طبيعة عملهم". بعدها أنشئ العامل المذكور صفحة على الفيس بوك باسم “يوميات النيل للمفروشات” ليناقش فيها عمال الشركة ما يطرأ من مشاكل لهم، مثل رفض إدارة الشركة إعطاء العمال الإجازات الرسمية التي صدرت بقرار من رئيس الوزراء بحجة أن القوى العاملة لم ترسل لهم شيئا أو الاحتجاج على الأرباح وغيرها. كما بدأت الصفحة تقييم تصرفات أعضاء مجلس إدارة النقابة سواء الإيجابية أو السلبية. وظل الوضع علي ذلك كما ذكر محمد إلى أن قام أحد العمال الآخرين بسرقة الصفحة ولم يعودوا يستطيعون التحكم فيها بتاريخ 19 مايو الماضي ، حتى فوجئ بقوة من مباحث الاتصال بها ضباط وعساكر ملثمة تقتحم منزله . يحكي محمد عن بداية التعذيب ويقول: “الضابط حامد فايد ضربني بركبته في صدري، ونيمني على الأرض ووقف على صدري، وبعدين وقف على رقبتي لدرجة أني كنت حاسس أني خلاص بموت”. لم يقتصر الأمر على التعذيب الذي استمر 4 ساعات، لكنه اقترن بتهديد إحضار زوجته . وذكر محمد أنه طوال مدة التعذيب كان الضابط على اتصال بالمهندس سعيد. وعندما ذهب محمد للنيابة رفض وكيل النيابة عرضه على لجنة طبية بحجة أنه ليس به إصابات ظاهرة، وأصدر قراراه باستمرار الحبس 4 أيام بدون تقديم أي علاج له. ويكمل محمد: “ بعد انتهاء الأربعة أيام كانت أولى جلسات المحاكمة فى القضية رقم 145 سنة 2014 جنح اقتصادية، مدرجة في الجدول برقم 770، وفي هذا اليوم لم يستطع المحامي أو أهلي الوصول إلىً إلا بعد انتهاء الجلسة، وعندما سأل القاضي المهندس سعيد عن الضرر الواقع عليه، قال إنها أضرار نفسية وأدبية ومادية، وأن الصفحة تشكك في صدق ما قلته عن الأرباح، كما أن المسئولين عنها حرضوا العمال علي الوقفة في 13 أبريل (رغم ان الصفحة تأسست بعد ذلك)”. وأُفرج عن محمد بكفالة 1000 جنيه، مع استمرار القضية التي حددت لها جلسة تالية في 6-9-2014. وبعد دفع الكفالة بقي محمد 11 ساعة في القسم من السابعة مساء للثامنة صباحاً رغم أن كل من أخذوا إفراج معه خرجوا، بحجة أنهم يبحثون لو كان مطلوباً علي ذمة قضايا أخري أم لا. وبعد الإفراج عن محمد مباشرة طلب المهندس سعيد مقابلته وكان برفقة صاحب الشركة مدير الموارد البشرية جمعة عبد القادر، وإسلام الصياد المدير المالي، وطلبوا منه أن يترك العمل وأنهم سوف يعوضونه، وعرضوا نفس العرض على إسلام مع تهديدات بحبسه، وفصله من الجامعة التي يدرس بها. وبالفعل أُوقف محمد عن العمل هو وإسلام، بعد التحقيق معهما داخل الشركة بتاريخ 8-7-2014، ولم يتقاضيا أجورهما من وقتها بالمخالفة للقانون، أعقب ذلك منعهما من دخول الشركة وفصل زوج أخت محمد بحجة أنه ينشر معلومات على الصفحة، كما تم فصل عامل آخر اسمه أحمد هاشم صاحب صفحة أخرى على الفيس بوك سُرقت منه وتقدم ببلاغ بسرقتها، وإلى الآن لم تظهر نتيجة التحقيق رغم سؤال محمد وإسلام المستمر. وطالب الموقعون على الوثيقة بسرعة الانتهاء من التحقيق في البلاغ المقدم من محمد للنائب العام ومحاسبة كل من تورط في تعذيبه و محاسبة موظف القوى العاملة الذي تواطؤ مع صاحب العمل ضد العمال ووقف الحوار الاجتماعي الذي تقوم به منظمة العمل الدولية بالشركة وعودة كل العمال المفصولين لأعمالهم، مع دفع كل حقوقهم المادية وتعويضهم عما أصابهم من ضرر بسبب الفصل وتحقيق مطالب عمال الشركة وكلها قانونية والمفروض أن تشرف وزارة القوى العاملة على تنفيذها ولا تنتظر أن يطلبها العمال. الموقعون: "المؤتمر الدائم لعمال الإسكندرية- الاتحاد الإقليمي للنقابات المستقلة بالسويس- الاتحاد الديمقراطي الإقليمي للنقابات المستقلة بالإسكندرية- النقابة المستقلة للعاملين بشركة القاهرة للزيوت والصابون- نقابة العاملين بشركة الزيوت والصابون بالإسكندرية- النقابة المستقلة للعاملين بالمؤسسة الثقافية العمالية والجامعة العمالية- النقابة المستقلة بشركة مصر العامرية للغزل والنسيج- النقابة المستقلة لعمال البناء والأخشاب بالإسكندرية- النقابة المستقلة للعاملين بشركة لورد انترناشيونال- النقابة المستقلة للعاملين بالشركة المصرية للملاحة البحرية- النقابة الحرة للعاملين بشركة مصر للغزول والنسيج بالمحلة الكبري- نقابة العاملين بأسمنت الإسكندرية- النقابة المستقلة للعاملين بشركة إليكو- اللجنة النقابية للضرائب العقارية بقنا- نقابة العاملين بالقوي العاملة بالجيزة المستقلة- نقابة العاملين بالضرائب علي المبيعات بالجيزة- جمعية الدفاع عن عمال مصر- حزب العيش والحرية- حركة الاشتراكيين الثوريين- لجنة العمال بحزب مصر القوية. بالإضافة إلى "خالد طوسون: نائب رئيس المؤتمر الدائم لعمال الإسكندرية- عمرو فاروق، عضو المؤتمر الدائم لعمال القاهرة- سعود عمر، نقابي ومستشار الاتحاد الإقليمي للنقابات المستقلة بالسويس- هدى كامل ناشطة نقابية – محمد شلبي رئيس النقابة العامة للعاملين بالتعليم المستقلة- رشاد كمال رئيس الاتحاد الإقليمي بالسويس للنقابات المستقلة- محمد عابدين نقابي- إسلام عبد الرازق ناشط عمالي بشركة مساهمة البحيرة- محمد صبره أمين الصندوق المساعد بالاتحاد المصري للنقابات المستقلة- أشرف عبد الونيس نائب رئيس اللجنة النقابية بسكر الفيوم- كرم عبد الحليم منسق جبهة عمال مصر ورئيس نقابة العاملين بأندية هيئة قناة السويس – محمود نبيل عضو بحزب العيش والحرية- رباب المهدي استاذة جامعية- نجوي المشد أستاذة بالمركز القومي للبحوث- أميمة كمال صحفية.